“المرأة المغربية تشترط كبشا كبيرا” شائعة ذكورية كاذبة
الشاملة بريس: مراسلة/الدكتور جواد مبروكي، خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي
ألاحظ في مجتمعنا عبارات كثيرة تروج عند اقتراب عيد الأضحى المبارك وكلها تشيع أن المرأة المغربية هي التي تطلب وتشترط من زوجها اقتناء كبش كبير ذو قرنين كبيرين. وأسمع شائعات أخرى تقول : “همُّ المرأة أن يكون كبشها أكبر كبش في حيِّها لكي تتباهى به أمام جاراتها” .
لكن نتيجة تجاربي وملاحظاتي الميدانية في المجتمع المغربي اكتشفت أن المرأة المغربية لا تشترط شيءً من هذا القبيل، بل على العكس من هذا لاحظت أن المرأة المغربية تبقى مهمومة مع اقتراب عيد الأضحى نظرا لكل المتاعب والمشاق والمحن التي تعيشها مع حلول هذه المناسبة المرتبطة بالكبش و طقوس العيد (جميع الدم ووسخ الحولي وغسيل الدوارة والهيدورة والطياب وتوجاد الشهيوات) والهموم المرتبطة كذلك بالضيوف الذين ينزلون عندها في هذه المناسبة. كما انني تعودت ان أستقبل عدداً كبير من النساء في أعقاب كل مواسم عيد الاضحى جلهن حالات مصابات بانهيار عصبي أو بالاكتئاب.
فما هي الأسباب التي جعلت الرجل المغربي يطلق و يروج هذه الاشاعة على المرأة بشأن “كبش كبير”؟
1- “كبش كبير” رغبة ذكورية وليست أنثوية
من المعلوم أن الذكر أقل حِكمة وذكاءً من الأنثى، كما أنه يسعى لتلبية رغباته “الصبيانية” بكل الطرق ولهذا فهو الذي يريد الكبش الكبير وليس المرأة. ولهذا كذلك نرى كثرة “الكْريساج” والسرقة في ضوء النهار مع اقتراب موسم عيد الأضحى من طرف الرجال وليس من طرف النساء!
2- مقاربة حجم “الكبش” مع “الفحولة” الذكورية
همُّ الرجل المغربي هو اظهار قوة فحولته بكل الوسائل “الغْواتْ، السّْبْ، الضّْرْبْ، التّْزْيارْ، غياب الحنان، كثرة الخشونة والعنف، كثرة الأطفال ليُبرْهنَ عبر هذه المظاهر الصارخة على فحولته”. ويأتي عيد الأضحى وتراه مهموما ومُنحط المعنويات إذا أتى بكبش صغير أو “نعجة” كأنه ضاعت منه فحولته! ولهذا تراه يغامر مثل المجنون ليأتي بكبش كبير مهما كلفه ذلك من ثمن ومن أخطار.
3- مقاربة “الرجولة” مع حجم “القْرونْ”
يعتقد الرجل المغربي أن المرأة تقيم درجة رجولته في حجم “قْرونْ” الكبش الذي يأتي به . فكلما كانت “القْرونْ” كبيرة و كلما كان الكبش كبير الوزن وعالي الثمن كلما كانت له رجولة تثير إعجاب المرأة و ترفع مستواه الذكوري.
المجتمع الذكوري المغربي منعدم المسؤولية وكل رجل يعلم أن كل الرجال لها نفس الاعتقادات والأوهام الخاطئة حول المرأة ولكن الذكر ضعيف الشخصية وليس باستطاعته مواجهة الانتقادات الذكورية التي قد يسمعها في المقاهي أو من زملائه أو أقربائه “إوا شْري حْوْلي عْلى قْدّْكْ” أو “إوا الرّاجْلْ هُوَ اَلّي يْمْشي عْلى جْهْدو“، فيقوم الذكر المغربي بخداع متفق عليه بين الرجال، ويتهم المرأة المغربية “إوا خْلاَّتْكْ المرأة، بْغاتْ حْوْلي كْبيرْ وْ ما قادْ عْلى صْداعْ” .