الطريقة الصوفية العلوية المغربية تنظم
الاحتفال السنوي بذكرى الإسراء و المعراج
الشاملة بريس: مراسلة/ رضوان ياسين/ الناطق الرسمي
بسم الله الرحمن الرحيم ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” [الإسراء:1].
تنظم الطريقة الصوفية العلوية المغربية بزاويتها بمدينة مكناس الكائنة ببرج مولاي عمر ، احتفالا دينيا روحيا بمناسبة ذكرى الإسراء و المعراج يوم السبت 6 أبريل 2019 م بعد صلاة المغرب، تحت شعار ” مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءهُ” بحضور و إشراف شيخ الطريقة وممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين.
تحل كل سنة ذكرى الاسراء والمعراج وتحمل معها معاني متنورة و بشائر متجددة. فحال الرسول صلى الله عليه و سلم قبل وقوع معجزة الاسراء والمعراج، تميز رغم كل الظروف بالثبات و اليقين والصبر والإيمان القوي و صفاء النظرة، من اجل تبليغ الأمانة و تحقيق القرب من الله عز و جل، و الوصول الى المقصود، و هو لقاء الله تعالى و هو راض عنه .
فجاءت البشارة و أسري بالرسول صلى الله عليه و سلم الى المسجد الاقصى، لإقامة الصلاة وتثمين عقد النبوة و الرسالة، فعرج به الى السماء العلا الى اطيب مكان في الكون، الى الحضرة الالهية لتحقيق مقام المشاهدة (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ – [ النجم: 8-9] ) فكانت من كرامات هذا القرب، باستمرارية البشارة و خلق صلة دائمة بين الله سبحانه و تعالى و امة رسوله، و هي الصلاة قرة عين نبيه المعظم. فالصلاة شعيرة عظمى للوصال والاتصال، ووسيلة عروج يومية من العبد إلى حضرة ربه، وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يحن ويشتاق إلى الصلاة، باعتبارها لقاء بينه وبين الله جل شأنه، فكان يقول لمؤذنه بلال بن رباح رضي الله عنه: (أرحنا بها يا بلال).
لقاء الله، والفرار من كل المشوشات والدواخل، هو شوق له سبحانه، ودرجة قرب جليلة، يحن لها ويشتاق إليها الصادقون الكمل، وما حملهم على ذلك غير لهيب المحبة، (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: 165]). و الاشتياق إلى الباري جل شأنه، له دلالات وأمارات يختبر بها المريد نفسه، فاشتياقك للصلاة اشتياق لله، و اشتياقك للذكر الله اشتياق للمذكور، وهكذا دواليك. والحضرة الربانية التي يقيمها أهل الله، ما أقيمت لذا الغرض، وما دعى لها غير داعي الله، وكيف لهم أن لا يجيبوا دعوته، فالشوق إلى لقاء الحق المبين، هو الذي حمل تلك الأجسام الصادقة على أن تهتز شوقا اليه، وتلك الألسن أن تلهج باسمه الأعظم. وهذا المعنى الرقيق الدقيق هو الذي عبر عنه شيخنا قدس الله سره :
صفت النظرة…….طابت الحضرة…… جاءت البشرى……..لاهل الله
قاموا سكارى…….لذي البشارة………جعلوا عمارة……… شكرا لله
و نغتنم هذه المناسبة التي تحييها الطريقة سنويا و بما تحمله من أنوار و نفحات و أسرار ربانية، لندعو الله سبحانه و تعالى أن يحفظ أمير المؤمنين و سبط الرسول الأمين مولانا جلالة الملك محمد السادس و ينصره نصرا عزيزا ، و يحفظه في ولي عهده و سائر الأسرة الكريمة ،و أن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاءا رخاءا إنه سميع مجيب.
و الدعوة عامة لحضور هذا الحفل.