محاولة لشرح نفساني لأزمة اللاعب حمد الله
الشاملة بريس: إعداد: الدكتور جواد مبروكي، خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي
من المستحيل إجراء تشخيص نفسي أو التحليل النفسي للشخص الذي لا يخضع لفحص طبي، ومع ذلك يمكننا التحدث عن ملف تعريف أو تحديد بْروفايْل شخصية أي فرد من خلال سلوكه وحديثه وتصريحاته. وعلى أي حال لا أفترض أن هذا اللاعب يعاني بالضبط من هذه الاضطرابات الآتية المفترضة، ويبقى تحليلي مجرد إجابات بشكل عام أمام أي شخص يعاني من إضرابات سلوكية في ظروف معينة.
في حالة هذا اللاعب ووفقًا لسلوكه المتكرر، يمكننا إصدار عدة فرضيات.
1- المؤامرة
يؤمن المغاربة والعرب بشدة بنظرية المؤامرة، واللجوء إلى هذه النظرية ليس سوى دليل على الضعف والإخفاق أمام الأقوى مثل المؤامرة الامريكية والصهيونية. ولتجنب مواجهة واقع الخاسر والفاشل، يتحول مباشرة إلى ضحية الأقوى منه لأنه يؤمن بأنه خطط ضده حتى لا ينجح ولا يصبح أقوى منه. وهذا ما يفسر سلوك هذا اللاعب من خلال تقديم نفسه ضحية للتآمر داخل الفريق.
2- عدم استقرار العواطف والمزاج
بعض الناس غير قادرين على التحكم في عواطفهم ومزاجهم ويكون ردهم تلقائي تحت رد الفعل العاطفي مع اتخاذ قرارات سريعة وغير معقولة.
3- الاندفاع السلوكي
يستجيب بعض الأشخاص بشكل متهور لأي إحباطات يتم فيها إيذاء “حب الذات”. لذلك يتخذون قرارات وحشية ومؤلمة في كثير من الأحيان مع عدم القدرة على التفكير بحكمة والسيطرة على أنفسهم.
4- النرجسية المرضية
غالبية المغاربة يعانون من نرجسية مضطربة للغاية. المغربي لا يحب ذاته وهو مقتنع بأنه غير محبوب من طرف الآخرين. لذلك يتعرض للتعذيب طوال الوقت ويعذب أيضًا محيطه، لأنه يبحث دائمًا عن دليل على أنه محبوب، ولكن لا يرضى أبدًا بأي دليل كان، لأنه لا يستطيع أن يقبل شخصيته ويحب ذاته.
حقيقة أن المغاربة يدعمون هذا اللاعب معتبرين أنه الناطق الرسمي بمعاناتهم النرجسية الخاصة بهم وهكذا أسقطوا اضطرابهم النرجسي على هذا اللاعب.
5- الأنا المتضخم
بشكل عام، فإن الشخص الذي يعاني من تشويه نرجسيَّته في أي موقف كان، يلجئ إلى آلية الدفاع عن النفس بالإفراط في حجم الأنا كلما تعرض إلى موقف محبط يزعزعه ولهذا يزيد من ردة فعله بردود فعل سلوكية غير ملائمة وغير مناسبة ويغلق على نفسه بالبكاء أو على عكس هذا يلجئ إلى طريق العنف اللفظي والسلوكي الغير المعقول.
6- الابتزاز العاطفي وتصفية الحسابات
الشخص الغير الناضج عاطفيا، يشعر أنه دائما مستاء وينتظر أي مناسبة للانتقام من مَن يعتبره المضطهد. وبالتالي ، يمكنه أن يتفاعل بالتخلي عن التزاماته والاختفاء من خلال الانسحاب الاندفاعي كطفل غاضب عندما يضع يديه على عينيه لكي لا يرى شيئًا كما لو أنه لم يكن هناك وهجر مضطهديه.
7- أمراض نفسية
من الواضح أن هناك أمراض نفسية بإمكانها أن تكون مسئولة عن بعض السلوك الاندفاعي مع تجاوز القواعد الاجتماعية و المهنية مثل مرض “البارانويا” أو “الشخصية البورْدْرْ لايْنْ”.