جامعة ابن طفيل: عالم النفس الاِجتماعي
يلقي محاضرة افتتاحية للدورة الربيعية لمسلك علم النفس
الشاملة بريس: مراسلة- العربي كرفاص
ألقى البروفسور المصطفى حدية بمدرج الندوات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، يوم الثلاثاء 25 فبراير 2020، محاضرة افتتاحية للدورة الربيعية لمسلك علم النفس، تحت عنوان: ” بين التكوين والممارسة”.
في مستهل هذا اللقاء العلمي، تقدم الدكتور فوزي بوخريص رئيس شعبة الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، تقدّم بالشكر لعالم النفس الاجتماعي الدكتور المصطفى حدية على تلبيته الدعوة، مقدما في نفس الآن لسيرة ذاتية مقتضبة عن مساره الفكري والثقافي والأكاديمي وعن حياته، كما تقدّم الدكتور فوزي بوخريص بالشكر للأساتذة والمهتمين والأكاديمين والباحثين والطلبة الذين حضروا المحاضرة الاِفتتاحية للدورة الربيعية لمسلك علم النفس. وبذات المناسبة، توجه رئيس الشعبة بالشكر الخاص لمنسقة مسلك علم النفس بالكلية الدكتورة عائشة الزياني.
كتقديم للمحاضرة الاِفتتاحية، تطرق البروفسور المصطفى حدية إلى وضعية علم النفس بالمغرب والمعيقات التي تواجه هذا التخصص، مؤكدا على الحاجة الملحة لهذا العلم بجميع تخصصاته وميادينه، مبرزا في ذات السياق أن علم النفس المغربي عرف تحولا جذريا منذ عهد الحماية إلى الآن.
بعد ذلك، حدّد الدكتور حدية مفهوم علم النفس، وتوقف عند وضعية علم النفس بالمغرب إلى جانب العلوم الأخرى وبالأخص علم الاِجتماع، وانتقل بعد ذلك لآفاق هذا العلم وكيفية تطوير هذا التخصص لبلوغه المستوى المطلوب. فبخصوص التعريف يقول البروفسور حدية “علم النفس هو علم، نحن ندرس السلوكات، ندرس سلوك الفرد، ندرس طرق التفكير، آليات التفكير، ندرس كيف يفكر الشخص، وكيف يحس من الناحية الاِنفعالية، ندرس السلوك بشكله الشمولي في ما هو واضح، ما هو ملاحظ”، ويردف البروفسور حدية موضحا “أنّ السلوك هو مجموع تلك الاستجابات لمثيرات في البيئة المحيطة بنا”.
وبخصوص أنواع السلوك، فحدّدها الدكتور حدية وجمعها في ثلاثة جوانب؛ الجانب المعرفي، والجانب الاِنفعالي والجانب الحركي. الجانب المعرفي، حسب البروفسور حدية، هو دراسة عملية التذكر وكيفية الاحتفاظ بالأشياء في ذاكرتنا، والإلمام بالقوانين، وكيف يتم البناء و التحليل. وأكد الأستاذ المحاضر أن علم النفس المعرفي، الذي تقوى بالاِكتشافات العلمية أصبح اليوم هو المهيمن. أما الجانب الانفعالي فــــَ، حسب الدكتور حدية، يتجلى في كيفية الإحساس والشعور والقلق والكراهية والحب، وكيفية التعامل مع الآخر على المستوى الشعوري، وأشار الأستاذ المحاضر بأنّ التحليل النفسي هو الذي اهتم بهذه الأشياء ودرسها. بينما الجانب الحركي فحدّده الدكتور حدية في القدرة على الكتابة، القدرة على التعامل مع آلة موسيقية، القدرة على ممارسة الرياضة، وكل ما يمكن أن يرتبط بالحركات الجسمية. وبناءً على ذلك، يوضح الأستاذ المحاضر، أنّ علم النفس يدرس الإنسان في هذه الأبعاد الثلاثة.
وأكد البروفسور حدية، بالمناسبة، على أن العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية في فترة ما، لم تصبح علوما بالمعنى الحقيقي إلا عندما طبّقت نموذج ومنهج العلوم الحقة، ويضيف قائلا ” المنهج الذي يسير فيه علم النفس هو منهج علمي، منهج لا ينبني على الـتأمل الذاتي، لا ينبني على مجرد الاِستبطان، بل هو منهج علمي ينطلق من التوصيف والملاحظة للموضوع، وبعد ذلك طرح الفرضيات، وبعد ذلك التيقن منها سواء منهجيا أو بالمقارنات حسب التقنيات التي نعتمد”. كما شدد الدكتور حدية على ضرورة التمكن والإلمام واكتساب المنهجية العلمية في مجال القياس النفسي وعلم النفس الإحصائي.
اِنتقل الدكتور المصطفى حدية، بعد ذلك، لتشريح واقع علم النفس بالمغرب، وقال عنه بأنه لا يزال محدودا، وحدوده مرتبطة بطبيعة التخصص وبطبيعة معطيات واقعية نعيشها بالمغرب؛ فمن حيث التخصص، يقول حدية، أننا خريجو المدرسة الفرنسية بما لها وعليها، أما بخصوص المعطيات الواقعية لعلم النفس بالمغرب، فتناول الأستاذ المحاضر المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات الجامعية من قلة الموارد وقلة متخصصين في مجالات علم النفس وميادينه، كما تطرق إلى البحث العلمي واجتهادات بعض الباحثين والأكاديميين المغاربة.