الشاملة بريس- بقلم: وزير التربية والتعليم- ياسر الرباع
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) .
إنه ومن باب حرصنا الشديد على وحدة الشعب اليمني ووحدة أراضيه فإننا نجد أنفسنا مسؤولون أمام الله وأمام الناس وأمام التاريخ بأن لا ندخر أي جهد ممكن في محاولة إصلاح ذات البين بين الأشقاء اليمنيين كوننا على قناعة تامة بأن الحرب بين الأشقاء لا يوجد فيها منتصر لأن الجميع سيخرج منها خاسرا من خلال نزيف الدم الذي طال عليه الأمد مما سيخلق سدا مانعا أمام رأب الصدع في النسيج الوطني مما سيشكل عائقا دائما أمام إستتباب الأمن والسلم الأهلي الذي تمزقه الحرب شيئا فشيئا ولكي لا نصل إلى مرحلة اللاعودة من خلال ما تخلفه الحرب من عداء ودمار وخراب وفقر ومجاعة ومعاناة فإننا ومن خلال ما تفرضه علينا إنسانيتنا وما نؤمن به من قواعد إنسانية تتمثل في السلام وقبول الآخر والرضى بالإختلاف حيث أننا نؤمن أن الإختلاف في الرأي صحة وأن هذا الإختلاف جزء أصيل من تشكيلة المجتمعات حيث أن تحويل الإختلاف إلى خلاف ليس من شيم الحضارة والمتحضرين إذ أن الإختلاف لا يجب أن يفسد للود قضية .
وبناءا على ما سبق ذكره فإننا ندعو جميع الأخوة اليمنيين إلى تحكيم العقل والمنطق ووقف قرع طبول الحرب وتغليب لغة الحوار والتفاوض على كل ما يتم الخلاف عليه وبهذا السبيل فقط يمكنكم ويمكننا وضع حد لهذا الإقتتال وإجتماع كافة مكونات المجتمع على إستراتيجية جامعة تمكن من وضع حجر الأساس نحو بناء وحدة وطنية جامعة دون إستثناء أحد ولا إقصاء أحد كون مجتمع اليمن هو مجتمع فسيفسائي التركيب وكل قطعة فسيفساء من مكوناته هي جزء لا يتجزأ من المجتمع اليمني وجزء أصيل في النسيج الإجتماعي ومن هذا المنطلق فإننا ندعوكم جميعا للوقوف على مسؤولياتكم تجاه بلدكم وتجاه مجتمعكم والعمل الجاد والصادق وإخلاص النوايا نحو الوصول باليمن واليمنيين إلى بر الأمان وزرع بذور المحبة السلام بدل بذور الكراهية والحرب والفوز بالوحدة الوطنية والحفاظ على أمن البلاد وسلمها للخروج من مخلفات هذه الحرب أقوى وأمنع وأشد عودا والبدء بمرحلة إعادة الإعمار والبدء بمشاريع تمهد للتنمية والخروج من حالة الفقر والجوع التي فرضت نفسها على قسم كبير من أهلنا في اليمن ومن خلال سبيل الحوار والدعوة للتآخي والسلام فقط يمكننا أن ننقذ اليمن ليعود إلى حقيقته التي عرفناه بها وهي اليمن السعيد بعون الله وبجهودكم وجهود الحريصين عليكم وعلى وطنكم ووحدتكم .