الشاملة بريس- إعداد: رماز الأعرج مملكة اطلانتس الجديدة (ارض الحكمة)
(التنمية المستدامة .. جذور إشكاليات وحلول)
1 التصحر
شاهدنا في العنوان السالف بكل وضوح الأسباب الرئيسية لظهور هذا المصطلح على أثر أزمة متفاقمة متصاعدة طويلة من الاستنزاف للطبيعة والبيئة والموارد وأصبحت الكثير من الوارد مهددة بالنفاذ وعدم قدرة الطبيعية على تجديدها , وكما سبق الإشارة أن أي من هذه المخاطر الثمانية الواردة لوحده كفيل القضاء على الحياة على الأرض خلال 200 عام من الآن وصاعدا , وعلى كل من يشكك في ذلك الاتجاه إلى المؤسسات البحثية العلمية المعروفة والمعتمدة عالميا , ويجري مقارنات رقمية مباشرة مع ضربها حسابيا في عدد السنوات سنحصل على نتيجة واضحة لا لبس فيها أن الحياة ستصبح مستحيلة بعد 200 عام فيما لو استمر هذا التصاعد في الموضوع المطروح , من المواضيع الثمانية الأساسية التي تطرقنا لها في المقدمة .
الآن سنتناولها تباعا ونرى كل منها على حدة ونجمها في النهاية لنرى مدى المخاطر المحدقة بالبشرية والحياة على كوكب الأرض ,
تعريف التصحر
بعد التجوال في التعريفات لهذا المصطلح تبين أن جميع استعمالاته وتفسيرها يدور حول معنا واحد وهو فقدان التربة لصلاحيتها وقابليتها على تجديد الحياة واحتضانها , وخاصة بشكلها الذي نعرفه , كائنات كبيرة متنوعة منتشرة في البحار والتربة وفوق التربة , أيضا مثل الحيوانات والبشر وغيرها الكثير.
يتنوع التصحر ويقسم إلى درجات ومراحل , وقبل الدخول في الأرقام والتفاصيل دعنا نلقي نظرة شمولية وأكثر اتساع على ما يدور حولنا في المجموعة الشمسية والمجرة التي نعيش بها (درب التبانة)
الظروف المحيطة بجميع كواكب المجموعة الشمسية تشير إلى أن لا حياة متطورة عليها , وذلك بحكم طبيعة المناخ والظروف القاسية المتنوعة التي لا تسمح بتطور الحياة بشكل قابل للازدهار والتنوع كما هو حاصل على كوب الأرض , ولا نعلم حتى الآن إذا كانت هناك يوما ما حياة على بعض هذه الكواكب , ولكننا نعلم علم اليقين أن الحياة لها أماكن خاصة يمكنها أن تنشأ بها , وغر ذلك لا وجود لأي حياة حتى الآن كما نعرف منطقيا وعلميا .
ولكنا بكل وضوح يمكننا أن نرى إن التصحر يعني الموت البطيء لكوكب الأرض وتحوله إلى صحراء قاحلة كما الكواكب المحيطة في المجموعة الشمسية , والحياة في الكون تتواجد في الأماكن التي بها توازن معين يسمح بتطور الحياة , بكل تنوعها , وقد لا تسمح الظروف سوى لبعض الأنواع البسيطة الأولية من الحياة .
لذلك نعرف التصحر بكل بساطة ووضوح موت التربة , تدريجيا و موت الكوكب من حيث وجود الحياة عليه , وهذا احتمال مصيري مستقبلي وراد أصلا فيما لو استمرت البشرية على نفس المنوال من نمط العيش والوعي والثقافة والسلوك في حيتها ونشاطها البشري الاقتصادي والاستهلاكي .
وهناك أسباب طبيعية للتصحر وعوامل الطبيعة , وأسباب لها علاقة بالسلوك البشري والنشاط الاقتصادي الإنساني , ومع الأسف جميع الدراسات والأبحاث تشير أن 75% من أسباب التصحر في القرنين المنصرمين سببه السلوك البشري بكل تابعياته ليس على التصحر لوحده بل على الكثير من القضايا وخاصة المذكورة في هذا البحث.
وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبية فقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين سنتيّ 1970 إلى 1995 , أي في مدة زمنية قصيرة قياسية مرعبة 25 عام تفقد فيها الأرض 30% من مواردها , هذا يعني أن مئة عام فقط كفيلة بنفاذ هذه الموارد بالكامل , وماذا بعد ؟؟؟؟ .
فكم فقدت الأرض من مواردها ألان وكم ستفقد في العقود القادمة حتما هذا هو السؤال الخطر من غيره والذي سنحاول الإجابة عليه ألان .
تصل مساحة اليابسة على سطح الأرض إلى 133 مليون ك م مربع , وتمثل المناطق الجافة منها حوالي 36% تقريبا أي حوالي 49 مليون ك م مربع
وبحسب الدراسات والتقديرات تفقد الأرض من الأراضي الزراعية في كل عام لصالح التصحر حوالي 10 مليون هكتار , وفي حال حسبناها على 200 عام بدون احتساب التصاعد المضطرد سنحل على نتيجة مفادها إن الأرض ستخسر 20 مليون ك م مربع من الأراضي لصالح التصحر واضرب هذا الرقم في الضعف بحكم التصاعد الطردي كحد أدنا سنحصل على نتيجة مرعبة بحيث سيصل الفقدان إلى ما يقارب 40 ك م مربع , وفي الأصل لدينا 49 كم م أراضي جافة فيصبح بحوزتنا 89 مليون كم م .
مساحة اليابسة تصل إلى
133 مليون كم – 89 مليون يساوي 44 مليون كم م , هل ستتسع هذه المساحة ال25 مليار التي ستكون وصلتها البشرية في حينها إذا بقية على نفس الوتيرة من التصاعد في السلوك المعادي للطبيعة , بكل جوانبه ؟؟ ناهيك عن المساحة التي سيستخدم للعمران وغيرها .
إن الاستمرار المتصاعد في هذا الموضوع يشكل خطر محدق ليس أني بل خطر استراتيجي على الحياة بكاملها على المدى البعيد , وفي حال احتساب التضخم السكاني والنفايات سنكون قد حصلنا على كارثة غير مسبوقة .
ويبلغ مجموع المساحات الجافة المتوسطة والجافة بشدة و المتصحرة في العالم حوالي 49 مليون كيلومتر مربع أي ما يقارب 30% من مساحة اليابسة حتى ألان , وهذا في ارتفاع تراكمي متزايد .
منها حوالي 12 مليون كم م تقع في المنطقة العربية أي حوالي 28% من جملة المناطق المتصحرة في العالم.
ويكلف التصحر البشرية خسائر سنوية فادحة تقدرها الأمم المتحدة بحوالي 43 مليار دولار , في الوقت الذي تصل فيه تكلفة الإجراءات المضادة والمكافحة للتصحر واعدة تأهيل الأراضي والمنطق المتضررة يصل حوالي 22 مليار دولار , أي نصف قيمة الخسائر السنوية المتكررة دوريا بسبب عوامل التصحر والمناخ الجاف .
أسباب التصحر الأساسية
أ العوامل الطبيعية والمناخ
مثل الجفاف والرياح وارتفاع الحرارة وانجراف التربة وغيرها من العوامل .
ب الفعل البشري وهو الأخطر مثل
1 الرعي الجائر
2 قطع الأشجار
3 طبيعة العمارة البشرية والبنية التحتية
4 اتساع مساحة المدن والتلوث حولها
5 الطاقة السوداء
6 عدم تجديد الأشجار
7 الحرائق التي أصبحت ظاهرة مستدامة سنوية
8 الزراعة الغير مدروسة والتي تسبب ارتفاع الملوحة في الأرض
9 المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة وغيرها الكثير من المعالجات الصناعية والزراعية .
وهناك غرها الكثير
الحلول المقترحة
1 إقامة المؤسسات الضرورية للأبحاث البيئية
2 استغلال الجامعات والمعاهد العليا كمركز للأبحاث البيئة والتنمية
3 تشجيع ودعم الطلبة والدراسات العليا على البحوث في قضايا التصحر والتنمية المستدامة
4 بناء الكادر المناسب والمسلح بالمعلومات والوعي والخبرة في مجال البيئة والمناخ ومكافحة التصحر
5 التركيز بشكل كبير على البيئة الأسرية والتعليم لإنشاء جيل بيئي جديد
6 تفعيل الطلبة في نشاطات بيئية تطوعية وبرامج تهدف إلى نظافة البيئة وزراعة الأشجار وغيرها من الأنشطة الشبابية الممكنة والمخيمات الصيفية .
7 دراسة وجدولة المنطق والجغرافيا المعرضة للتصحر
8 زراعة الأشجار وبشكل منظم ومخطط يتناسب وطبيعة كل منطقة وأصولها الطبيعية والبيئية
9 تنظيم الرعي وضبطه ووقف استنزاف الطبيعة بهذا السلوك
10 زراعة البذور العشبية البرية المناسبة في المناطق الرعوية بشكل مركزي
11 إقامة حواجز مبتكرة ومواد تمنع زحف الرمال وتوسعها ,
12 بناء السدود المائية بكثرة للزراعة وتربية الأسماك و من اجل رفع مستوى الرطوبة في المناطق المستهدفة
13 التدخل الحكومي المركزي في دعم وتوفير المواد الأساسية لإقامة البنية التحتية للمشاريع المستهدفة
14 زراعة الأشجار حول المدن بكثافة لخلق توازن بيئي وتخفيف الخفاف والغبار الذي تصدره المدن
15 زراعة المناطق الصحراوية من الدرجة المتوسطة واستثمارها بمزروعات صحراوية مثل الصبار والنخيل وغيرة من النباتات التي تشكل مواد غذائية وطبية و تجميلية معا
16 استخراج المياه الجوفية من الصحاري واستثمارها في الري بعد معالجتها إذ لزم الأمر وإحياء الواحات الخضراء في المناطق الصحراوية المعتدلة الحرارة والجفاف .
17 إشراك كافة فئات المجتمع في النشاطات المكافحة للتصحر
18 النشر والتركيز الإعلامي والإعلاني والدعوي المستدام لقضية مكافحة التصحر
19 المتابعة المؤسساتية الحكومية وغيرها لمجمل المهام والنشاط المقرر وتوجيهه بما ينسجم مع الخطة العامة للبلاد أو المنطقة المستهدفة .
20 سن القوانين المناسبة والضرورة لمساندة هذا الموضوع بكل تفاصيله وتسهيل مسيرتها واستدامتها
21 التعاون الدولي وتطوير دور المؤسسات الدولية المعنية بهذا المجال
تبادل الخبرات والدعم والتعاون بين الشعوب في مواجهة هذه الآفة المدمرة .
هذه النقاط العامة بحاجة إلى ترجمة وتفصيل عملي في برامج تطبيقية ونشاطات وتنفيذ مهام مركزية وفرعية فاعلة مستدامة ونشطة من اجل بناء القاعدة المادية القادرة على مواجهة هذا الواقع الذي وصلنا إليه ونرجو أن نتمكن من بناء أساس سليم وحقيقي على طريق المستقبل والاستدامة للحياة .
(التنمية المستدامة تعني تخطيط المستقبل للبشرية وضبطه وفق نظام الطبيعة)