الشاملة بريس- بقلم: مانيا معروف- رئيسة فرع حماية وترقية التراث الثقافي المادي واللامادي
عندما تسافر لأي بلد في العالم ،تحب أن تأخذ معك تذكاراً ،هدية أو تحفة فنية من تراث هذا البلد وهويته الثقافية.
ولما تكون في دمشق أقدم عاصمة مأهولة بالسكان ،وتتجول في أسواقها وحاراتها ،وتدخل محلاً تراثياً يعنى “بالشرقيات “وخاصة المهنة الأهم والأشهر وهي تطعيم الخشب بالصدف وهي حرفة الأجداد والآباء التي أورثوثا للأبناء .
وهذا تراث مادي موجود حتى الآن .
كما يلفت نظرك وأنت تتجول تذكار عبارة عن صندوق من خشب الجوز المطعم بالصدف الرائع .
هذه الحرف التي تعود لمئات السنين تندرج ضمن مسمى التراث المادي الباقي المتوارث حتى يومنا هذا .
يقول أحد الحرفيين في تطعيم الخشب بالصدف والتي تعلمها من شيوخ الكار : تعلم أي حرفة يحتاج بالدرجة الأولى إلى الى الرغبة بالتعلم والشغف والموهبة ،ويجب البدء بالتعلم منذ الصغر لأن من الصعوبة إتقان الحرفة وتعلمها في سن متأخرة وذلك نظراً لصعوبتها .
فهي تتطلب الصبر والنفس الطويل لإعطاء قطعة مميزة ومتقنة الصنع .وعلى الحرفي أن يمتلك الذوق الفني والموهبة في الرسم كذلك ابتكار الأشكال لأن هذه الحرفة تعتمد الفن والرسم .
اما تطعيم الخشب بالصدف يعتمد النقوش العربية والنقوش الفاطمية والصدف العربي والنقوش المشجرة .
مراحل العمل : الدقة والتركيز هما أساس نجاح هذا العمل من حيث مرور التحفة الفنية بعدة مراحل، وأساسه خشب الجوز البلدي لما يتميز به من قوة ومتانة وديمومة ،حيث يقوم الحرفي المبدع بتفصيل القطعة حسب الطلب ويبدأ الرسم وإلصاق النقش لكي يضاف إلى الخشب القصدير الفضي اللون ويحتل مكان الفضة في الفراغات المنقوشة .
ثم تأتي مرحلة حفر أماكن الصدف أي (التصديف ) يعني ملء الفراغات بالصدف ….
مع مراحل نهائية من الجلخ والتلميع ليصار إلى تحفة فنية مطعمة بالخشب وجاهزة للعرض بإبداع لا ينتهي مع الزمن بل تتناقله الأجيال بشغف وأمانة ……..