الشاملة بريس- إعداد: طيبه حمزه
ينظر الكثير من الأهل الى أن مرحلة الطفولة هي للعب والاكل والاهتمام بالطفل فقط من ناحية لباسه ونومه وطعامه ، إلا أن علماء التربية لهم رأي مخالف لذلك اذ ان تربية الطفل تبدأ منذ اللحظة الأولى التي يرى فيها نور الحياة .
فالطفل وإن كان لا يتكلم ولا يمتلك المهارات إلا ان حواسه تعمل :فهو يرى ويسمع ويقلد كل شيء وهذا يعني أنه سيتعلم بالقدوة الصالحة فيثمر هذا الطفل أخلاقاً حسنة وفاضلة عندما يكبر واما العكس تماماً .
إن التركيز على السنوات السبع الأول من حياة الطفل والتخطيط السليم والمنطقي لرسم شخصيته وتكوينها سيجعل منه شاباً قوياً مستقيماً ملتزماً قادراً على التمييز ما بين الصحيح والخطأ . سيكون لديه العقل والمنطق للتمييز مما يدور حوله وكلما أشبعت العاطفة عند الطفل كلما اشتدت قوته وصلابته ولم ينجرف وراء تيارات الخداع والكذب التي تؤدي بحياة الشباب وجرفهم الى مزالق مميتة في نهاياتها .
كما أن مرحلة الطفولة هي مرحلة عمرية مهمة من ناحيتين يجب الاهتمام بهما وهما :
مرحلة التعليم واللعب مما يعني ان الأهل لا بد لهم الا أن يختاروا الألعاب التي تعلم أولادهم القيم والأخلاق والمهارات الحياتية الضرورية لهم في سير حياتهم لا أن تكون هذه الألعاب عشوائية وغير مبنية على أسس تعليمية أم تشوه المفاهيم السلوكية لدى الطفل .
فهذه المرحلة جميلة ببراءتها ونقائها حتى في اللعب والتعلم والأهل يجب أن يكونوا خير قدوة وخير مربي لأولادهم منذ نعومة أظافرهم يهنمون براحتهم وطعامهم وصحتهم ونومهم ويعطونهم حقهم من الوقت للنقاش والحوار والتعلم والتعليم .
وهذا الكلام ليس بقليل الشأن في مرحلة الطفولة كما يظن البعض فلا بد من طرح النقاشات مع الطفل بغية التعلم حتى وإن كان غير قادراً على الكلام وهذا طبعاً ستظهر نتيجته عند النطق ويحاول عرض رأيه وأفكاره . هذا الذي سيجعله يتعلم كيفية النجاح كما أنه يتعلم أن الأخلاق هي أساس كل شيء حتى في اللعب بعدم ايذاء الآخرين وعدم التعدي على حقوقهم .
لذلك من الضروري جداً أن يكون التوجيه من الأهل والمراقبة بكل التفاصيل حتى يتأكد الأهل من صحة ما يقوم به طفلهم والمناسب له ولعمره ولسلوكه لكي يكبر محافظاً على احترام القيم الثابتة التي ستغرس في تفكيره عندما يكبر لأنها ذكريات الطفولة البريئة والنقية .