الشاملة بريس- إعداد: الاستاذة الجامعية الناقدة عربية بلحاج- تونس
على رصيف الذكريات
ولادة جديدة لوجود يأبى الفناء هي روح تعانق الجمال تبني معالمَه الأولى…معالمُ جديدةٌ لقصيدة النثر التي تنحت الوجود وتعانق الحياة والجمال وبها يتشكل النص في حركة مشهدية تراوح بين تواتر اللوحة التي تكون معالم الصورة الشعرية المخصوصة هي روح شاعرتنا المجيدة الأستاذة فاطمة مسلاك التي سما معها الحرف وارتفع فأزهر حبا له طقوسه الخاصة، ولقلمها خصوصية أدبية تعكس عمقا ورؤية فكرية وفنية مختلفة ومتميزة و التي يشحذ الاستبدال والانزياح مكوناته المعجمية والتركيبية والبديعية لإخراجها في أبهى حلة. رغم الوجع الساكن بين طياتها فإننا نستشعر وعيا لدى الشاعرة بقصدية الكتابة التي تصبو من خلالها نثر قيم الحب والجمال وكأنها تريد ان تقول أن الوجع ينسى بالحب والوفاء والصدق
هو خلود حرف وتخليد ذكريات وتجارب حياة اجتمعت في ديوان هو عبارة عن تجربة شعرية شهدت مخاضا تطورت من خلاله واكتمل بها النص النثري الجديد.
وقد مرت الشاعرة فاطمة مسلاك في مسيرتها الأدبية بمرحلة التأثر بما أنها نهلت من القديم وتشبعت بالحديث فصافحت الصور لديها الروعة وقد غلب على قصائدها الرومنسية والحديث عن الأصالة
لتمر بعد ذلك إلى مرحلة التأثير وهي مرحلة يمر من خلالها الشاعر إلى اكتمال التجربة الشعرية من خلال تشكل النص الجديد الذي يحمل في الآن نفسه خصوصية أدبية وبنية فكرية وجودية عميقة تحمل صراعات القديم والحديث على أرصفة وإن تعددت فإنها تلتقي في نهج الوجود الإنساني الكوني الذي يحمل هما إنسانيا في علاقته بالذات والموضوع وبالمكان والزمان .
نحن إزاء شاعرة فذة هي امتداد جميل لأصالة الحرف وحسن معانيه ولروعة التقاء الفنون من مسرح وشعر وقصة ورسم من خلال قصيدة النثر.