الشاملة بريس- إعداد: رماز الأعرج اطلانتس الجديدة (ارض الحكمة)
4 التلوث البيئي
تعريف
التلوث البيئي يعني دخول مواد معينة أو طاقة أو حركة ونشاط ما في منطقة معينة , وهذه المواد تسبب تغيرات مباشرة أو بعيدة المدى على البيئة , وفي بعض الأحيان قد تؤدي هذه المواد إلى خراب وعطب في النظام البيئي وتوازناته على المدى القريب أو البعيد .
ويعتبر التلوث البيئي من اكبر المخاطر على التنمية المستدامة , بحيث يشكل معيق أساسي في النمو الاقتصادي والاجتماعي , كيف لا وهو مسبب للأمراض وتلف المحاصيل الزراعية أو تلوثها مما سيؤدي إلى الإصابة الحتمية بالعديد من الأمراض , أي البداية تكون على الصحة العامة البشرية و البيئية , ومن جهة أخرى البيئة و الطبية هذا الرصيد الأساسي الاستراتيجي والمباشر , تلويثها يعني وقف تجددها واستدامة مواردها , فكيف للتنمية أن تستمر في ضل تلوث الطبيعة وتدميرها وتحويها إلى مكبات نفيات أو مناطق ملوثة غير صالحة للاستعمال الصحي والطبيعي النظيف .
وهناك ملوثات تسببها الظروف ونشاط الطبيعة , مثل البراكين والغازات التي تصدر عن روث الحيوانات ومخلفاتها والكربون وثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات التي تطلقها مواد الطبيعة أثناء تفاعلها , وخاصة المواد الحية التي تسبب غازات كثيرة ومتنوعة أثناء تحللها , وكذلك الأمر تجمعات الغاز المعروف المستخدم الكبيرة والنفط وغيرها من المواد التي هي من صناعة البيعة ونتاج طبيعي لتفاعلاتها , ولكن هذا كان متوازن بشكل عام خلال ملايين السنية لوجود الأرض , وخاصة الفترة التي شهدت نشأة الحياة وتطورها على كوكب الأرض .
الإنسان القديم لم يكن له الكثير من الأثر على نظام الطبيعة في نشاطه , بحيث كان الإنسان مثله مثل بقية الكائنات في تأثيره رغم الفارق في الذكاء , بينه وبين الحيوانات الأخرى من ذوات الجهاز العصبي والقشرة الدماغية , ومع اكتشاف النار واستخدامها من قبل الإنسان في قضاء حاجاته بدأ التلويث البشري الفعال للبيئة , وإشعال النار المستمر واستخدامها في الطهي كان مجرد البداية .
لم يكتفي الإنسان باستخدام النار للتدفئة والطهي , بل ادخلها الإنسان واستغلها في قضاء حاجاته كطاقة ووسيلة لقضاء الكثير من الحاجات , ومع اكتشاف الفخار والمعادن وغيرها من الصناعات التي تحتاج إلى الطاقة العالية , زاد فعل الإنسان الملوث للبيئة والمناخ , ورغم كل هذا لم تسبب هذه الملوثات الكثير من التغيرات على الطبيعة , والدليل الجيولوجي للأرض يشير إلى ذلك .
ربما كل ما يصدره البشر في حينها لم يكن يوازي طاقة بركان نشط واحد في ذلك العصر , فعدد البشر على الأرض كان قليل بالنسبة لمساحة اليابسة , ولا يوجد أي طاقات كبيرة مستدامة تستخدم غير التعدين والطهي والتدفئة في الشتاء والبرد وبعض الأنشطة الصناعية الأخرى , ولكنها جميعها كانت أي نسبتها لا تشكل خطر أو تغير على الطبيعة , لذلك بقية طوال آلاف السنين من الاستخدام دون أن تترك اثر ذات قيمة .
لكن مع التطورات الكبيرة في النهضة الصناعية , وتطور الآلة البخارية وانتشارها على نطاق واسع بداء الفعل الإنساني في ترك أثره ومخاطره على البيئة والمناخ والطبيعة بشكل عام , وخلال القرن الماضي وخاصة نصفه الأخير ارتفعت نسبة التلوث البيئي بسبب نشاط البشر إلى أعلى مستوياتها ليس فقط بسبب الإنتاج وطبيعة الطاقة المواد المستخدمة , بل بسبب الجهل وعدم الجدية في التعامل مع المخلفات البشرية مما جعل من النفايات كارثة كبرى تسبب تلوث مخيف مدمر للطبيعة والحياة في بعض المناطق , وخاصة في الدول الضعيفة البنية الاقتصادية .
مخاطر التلوث بسبب النشاط البشري
1 تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة
2 تلوث والهواء يؤدي حتما إلى الكثير من الأمراض الجهاز التنفسي بكامله , مثل الأنف والرئة والكثير غيرها من الأمراض , ناهيك عن أمراض النباتات والحيوانات الأخرى.
3 تلوث التربة والمياه العذبة الجوفية والبحار والمحيطات , مضر بكل أشكال الحياة والطبيعة والمجتمع البشري وأهداف التنمية المستدامة جميعها .
4 المساهمة الفاعلة والنشطة للتلوث في زيادة التصحر وفقدان الأمن الغذائي والسياسي والأمني لاحقا .
وهناك الكثير من الأبعاد العميقة للتلوث التي لا داعي للتطرق لها ألان في هذا السياق للمادة .
أسباب التلوث الحديث والمعاصر
1 نوع الطاقة المستخدمة
2 نوعية المواد المستخدم في الصناعة وغيرها
3 الخامات المستخدمة في السلع الاستهلاكية
4 طبيعة النظام البشري بكامله بحاجة إلى إعادة نظر
5 كيفية التعامل مع النفايات ولمخلفات البشرية
6 طبيعة المنتجات الاستهلاكية السريعة مثل الأجهزة الذكية وغيرها من المواد .
7 للتلوث أشكال متعددة ولا يقتصر على شيء واحد فقط , وله مضاره ومخاطره على البيئة ولكن له أيضا مخاطر جمة على الإنسان , ويقسم التلوث إلى
التلوث البيئي
1 تلوث الفضاء المحيط بالأرض
2 تلوث الهواء والغلاف الجوي
3 تلوث التربة
4 تلوث المياه الجوفية والبحار والمحيطات
تلوثات بشرية وغيرها
تلوثات المدن
1 التلوث البصري
2 التلوث السمعي
3 التلوث ألشمي والرائحة
4 التلوث الثقافي
5 التلوث الفكري والمعرفي
وهناك أشكال متعددة من التلوث الاجتماعي لا داعي لذكرها لكثرتها وعدم ضرورتها في سياق المادة .
نلفت النظر هنا أن نظام المدن التقليدي مدن الملاين من البشر في تجمع مزدحم , يشكل تهديد كبير على نظام البيئة وهي بحد ذاتها بنظامها وموادها مشكل ملوث ومصدر كبير للتلوث, فطبيعة كل ما يستخدم وطبيعة النظام بكامله هو نظام قديم متخلف معتمد على الطرق والوسائل والثقافة القديمة والأفكار الملوثة للبيئة والمناخ والمجتمع معا .
إضافة إلى التلوث البيئي في المدن الكبيرة سنجد أيضا
التلوث السمعي :
ضوضاء وفوضا عارمة وحركة لا تنقطع وغبار وسائل النقل وغيرها من الحركة الغير عادية في هذه المدن .
يعتبر التلوث السمعي من ابرز المظاهر في المدن المليونية الكبيرة , ولا يمكن لمدينة يزيد عدد سكانها عن المليون نسمة أن تكون بلا ضوضاء وصخب وخاصة في مراكز هذه المدن , ناهيك عن الضواحي التي كثيرا ما تكون مكتظة بالمصانع ومعامل الطاقة وغيرها من الملوثات بشتى أشكالها وأنواعها , وذلك بحكم حاجات المدينة الكبيرة المتزايدة من الطاقة ومن كل شيء .
يؤدي التلوث السمعي إلى التوتر الدائم والقلق , برغم أن من يعيش في هذه الأماكن يعتاد على الأصوات والفوضى , ولكنه في الحقيقة يفقد طعم الراحة الحقيقية , ويشعر بذلك حين خروجه إلى أماكن هادئة وذات بيئة طبيعية نظيفة , ويسبب الصخب والتلوث الصوتي العالي الكثير من المشاكل الصحية , مثل الصداع , والأمراض الأذن والسمع , مثل مرض (التنتوس) وغيره من أمراض السمعيات التي تصيب الأذن والجهاز السمعي .
التلوث البصري ,
تقام المباني والأبراج السكنية بطرق غير منظمة , وتعطى الطابع الرقمي , ولا ترى سوى مشاهد متداخلة من الفوضى القائمة في توزيع الأبنية وارتفاعاتها وألوانها وغيرها من المشوشات البصرية الغير منتظمة أحيانا , وحيان أخرى منتظمة ولكن بطريقة آلية مملة تجارية وحسب بعيدة عن راحت السكان وحاجاتهم الفعلية أو البعد الجمالي الأصيل , بل مفصلة من اجل النظام التجاري الاستهلاكي .
يؤدي التلوث البصري إلى تشوش في المزاج العام واضطراب وتوتر دائم لمن يعيش في مناطق مكتظة بالتشويش البصري والفوضى والمدن المزدحمة , مما يزيد من ظاهرة الاكتئاب وعدم القدرة على مواصلة النشاط الطبيعي , لذلك يحتاج سكان المدن المزدحمة إلى الخروج للطبيعة دوما والتنزه في الحدائق والأماكن الطبيعية لاستعادة توازنهم وقدرتهم على موصلة العمل والحياة .
تسبب هذه الفوضى البصرية اضطراب في الذائقة الجمالية للطبيعة وللجمال كقيمة جمالية حقيقية , ويصبح الإنسان مجرد وعاء يتلقى كل شيء ويتقبله بدون أي محاولة للتفكير والتعمق والإحساس بما يشاهده , ويكتفي أن الآخرين راضيين بذلك ويعتبره طبيعي ولا من أهمية لكل هذا الأمر , المهم السعي وراء الحاجة والضرورات العمل الآن .
التلوث ألشمي وتلوث الهواء ,
هذا من اكبر أشكال التلوث خطرا بحيث يقتل التلوث الهوائي ما يقارب 10 مليون إنسان في العام حول العالم تقريبا بحسب إحصائيات المؤسسات المختصة .
يفقد التلوث ألشمي الإنسان ذائقته المشية ويضعفها ويعتاد على الروائح الكريهة والغبار والهواء المشبع بالغازات السامة ويعتاد علها , ولكن لها مضارها الخطرة على المدى البعيد على الصحة العامة وعلى كل شيء محيط بالإنسان ويمكن العودة إلى الكثير من المراجع الصحية والنظر إلى مخاطر استنشاق غازات المحرقات مثل السولار والبنزين والفحم الحجري وغيره من المواد التي يستعملها الإنسان في حياته العادية الحديثة .
الحلول والعلاج المقترح
1 تغير مصادر الطاقة المستخدمة حاليا بالكامل وليس جزئي
2 إعادة النظر في كافة المواد المستخدمة للحياة البشرية
3 إعادة النظر في النظام البشري الإنتاجي الزراعي والصناعي
4 التركيز في التربية والتعليم على السلوك البشري الجديد وتعزيزه
5 خطة شمولية تستهدف جميع مستويات المجتمع لرفع الوعي بقضايا البيئة والتلوث
6 سن القوانين الجدية والصارمة لوقف السلوك والنشاط المعادي للطبيعة البيئة .
يمكننا أن نرى الآن بكل وضوح مدا التعقيد والتداخل بين مهمات التنمية المستدامة , ومدى ترابطها وتأثيرها على بعضها البعض بشكل عنقودي معقد , يصعب فهمها ولكنه يسهل التعامل معها بحكم ترابطها والتأثير المتبادل بينها , لذلك هناك الكثير من البرامج التي تشكل مواجهة متعددة الأبعاد ولأهداف ولكنها جميعها في النهاية تصب في صالح مسار استعادة عافية الأرض واستعادة الدورة الطبيعية لحركة الطاقة الحرارة والمناخ والبيئة بشكل عام بكل تجلياتها الطبيعية والبشرية , من خلال صناعة ثقافة بشرية وإنسانية جديدة تستلهم مسارها ومستقبلها وخططها من الطبيعة ذاتها ونظامها وقوانينها مما يعزز مسارها ونجاحها وتحقيق أهداف التنمية المستدامة النظيفة البشرية والبيئية والطبيعية على كوكب الأرض بكامله .
وهناك الكثير من العلاجات المتداخلة التي لا داعي لتكرارها مرة أخرى اخذين مرورها معنا بعين الاعتبار كعلاج وطريقة لمواجهة أكثر من قضية بيئية معا.