الشاملة بريس- إعداد: د.فاتنه الملا وزيرة التنمية المستدامة – مملكة أطلانتس الجديدة (أرض الحكمة)
ان التنمية المستدامة تهدف إلى حماية الإنسانية و البيئة في آن واحد ، ومن ضمن أهدافها هي حماية الثقافة الإنسانية و تطويرها للمساهمة في تحقيق جزء كبير من اهداف التنمية المستدامة مثل المدن المستدامة و العمل اللائق و النمو الاقتصادي بالإضافة إلى تقليص الفوارق و المساواة بين الجنسين ، ويتسع مفهوم التنمية المستدامة ليحدد مستقبل أفضل للاجيال القادمة دون المساس بمقدرات البيئة و مواردها الطبيعية، ومن هنا وجب إيجاد تفاعلات خلاقة تراعي الاستدامة في جميع مجالات الحياة من خلال المحاور الأربعة و هي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، ومن هنا نجد أهمية التنمية الثقافية ببعديها الثقافي و الإبداعي في حماية التراث الثقافي و في تنمية القدرات الابتكارية و الإبداعية في المجتمع بحيث يجب حماية الموارد الثقافية و إدارتها بشكل مستدام لانجاح احد أهداف التنمية المستدامة وهو جعل المدن البشرية شاملة و آمنة و مستدامة للجميع وذلك من خلال رسم خارطة طريق تكون مبنية على اساس تطوير المدن و إعادة اعمار المباني ذات الطابع التراثي و المحافظة عليها واستحداث مدن صديقة للبيئة ومستدامة .
ومن هنا نجد أهمية الثقافة فهي النواة الوجدانية في المجتمع كونها حاضنا طبيعيا للرموز و القيم و الشعور بالانتماء و الهوية بالإضافة إلى كونها تشكل استراتيجيات العلاقات الاجتماعية بين الأفراد كما تشكل المنظم الحيوي لسلوك الأفراد وعلاقاتهم في البيئة وفي الموارد الطبيعية التى تحيط بهم ، فمثلا تسهم الثقافة في انتشار الأمن الغذائي و الوصول الي المياه استنادا على المعارف و الممارسات التى تطورت مع مرور الزمن و أدت إلى التكيف البيئي للأفراد من خلال الخبرات الثقافية المتراكمة على مر العصور للمجتمعات الإنسانية.
ان التنمية المستدامة و الثقافة جزءان لا ينفصلان يكمل أحدهما الآخر فلا يمكن أن تكتمل العملية التنموية دون الاستفادة من الثقافة بجميع مجالاتها المختلفة.