أخبار عاجلة

التنمية المستدامة , جذور إشكاليات وحلول

الشاملة بريس- رماز الأعرج ,, مركز *سديم* الدولي للدراسات الفلسفية ,مملكة اطلانتس الجديدة *,ارض الحكمة,*

(التنمية المستدامة , جذور إشكاليات وحلول) (المحاضرة 24 )

المليار ونصف الأولى للبشرية على كوكب الأرض

في الفصول السابقة وتحديدا في النقطتين السابقة لهذه النقطة مباشرة في هذا الفصل ظهر لنا بكل وضوح أن الأزمة السكانية ليس جديدة بل ظهرت في الثلاث قرون الماضية تقريبا و سارة تصاعدا حتى اليوم , وتبين من خلال البحث أن الدراسات و الأبحاث ما قبل ذلك كانت نادرة , ولم تدرس كظاهرة مهمة عبر التاريخ البشري , ولم تبدأ دراستها سوى حين أصبحت تشكل أزمة حقيقية أو جزء من الأزمات التي راح المجتمع البشري يسير بها بتصاعد منذ تجاوز الإنسان قوانين الطبيعة والكون حدودها ألممكنه والمحتملة من قبل النظام الكوني العام والطبيعي الخاص بنا على كوكب الأرض .

وهذا التجاوز كما اتضح لنا اخذ يتصاعد بشكل مضطرد في جميع المجالات الحيوية من الحياة البشرية , بما فيها المنتجات البشرية والغذاء والمواد وطريقة التصنيع والتقنيات , ويتحمل العصر الصناعي الحديث كافة أوزار هذه التجاوزات , بحيث كانت منذ نشأتها وتطورها تهدف إلى الأرباح بشكل أساسي ولا تعير أي اعتبار للنتائج الممكنة والمباشرة الجانبية وغيرها .

شكلت الرؤية المحدودة و الأحادية الجانب للنشاط البشري في تحقيق حاجات العيش القاعدة الخصبة والأساسية للأزمة وأركانها , من موضوع الطاقة السوداء إلى النفايات الصلبة وتلوث التربة والهواء والمياه وغيرها من السلوك من قطع الأشجار وغيرها .

ورغم الجانب الايجابي والذي لا يمكن لكل عاقل سوى احترامه في مجال تطور العلوم البيولوجية و المخبرية وتطور حيات البشر والحفاظ على الحياة , ولكن ليس إي نوع من الحياة , بل بالضرورة أن تنسجم هذه الحياة مع الطبيعة وقوانينها ونظامها الأساسي , وإلا ستقع الكثير من الكوارث المحتملة , وها هي واقعة لنفس الأسباب المذكورة .

إذا كانت ظاهرت التضخم السكاني نشأت في ظروف كان عدد السكان فيها لم يصل إلى المليار الأولى , ولم يكن التلويث البشري بالمستوى الذي هو عليه اليوم قبل حوالي 250 عام خلت , وبدأت الأزمات بالظهور والتبلور وبدأ البحث بها من قبل الفلاسفة والعلماء والساسة وغيرهم من المهتمين بشأن التاريخ المجتمع منذ ذلك الحين فما بالك بها اليوم في مرحلة وصل بها عدد السكان إلى 7,8 مليار نسمة .

الأمر لا يقتصر على مساحة لحياتهم التقليدية مسكن ومدن وما شابه , هذا ليس سوى قشرة رأس البصل , الموضوع له علاقة بنظام حياة متكامل شمولي وضرري لبقاء المجتمع البشري وسلوك عام , وهذا النظام أصبح يتعارض ويتجاوز قوانين الطبيعة في الكثير من مساراتها , من الطاقة السوداء إلى كل ما سلف ذكره من تلوث وخراب , أضف إلى ذلك مساحة ضرورية لزراعة المنتجات الضرورية لهم ولحيواناتهم التي تشكل مصدر غذاء أيضا , وإذا كان المليار الأول قد شكل ظاهرة تحتاج إلى دراسة والبحث عن حلول ومخارج لها , فما بالك ب 7,8 مليار حاليا , وحاجاتهم الكافية المتصاعدة , في ظل كل هذه الأزمات المزمنة المضطردة .

إن عدد السكان وطبيعته أصبحت مرعبة وتشكل خطر كبير على الموارد الطبيعية , ومساحة اليابسة محدودة في النهاية لن تستطيع احتمال عد السكان الذي راح يتضخم ويتصاعد باضطراد متضاعف بنسبة تقارب كل 20 إلى 25 سنة يتضاعف عدد السكان , وهذا التصاعد كان واضح خلال مراجعتنا لعدد السكان وتصاعده خلال القرن الماضي وفي عام 1900 كان عدد البشر على الأرض حوالي 1,654 مليون نسمة , هذه معلومات دولية و إحصائية تقريبية موثقة لمؤسسات رسمية .

ويقدر عدد البشر على الأرض حاليا بحوالي 7,8 مليار نسمة , نرى بكل وضوح أن عدد السكان خلال 100 عام السالفة تضاعف أربعة مرات تقريبا , هذا بحسب غالبية المراجع الرسمية الدولية و الأمم المتحدة , وهذا يعني أن استمرار البشرية على هذا النحو من النمو السكاني يعني 8 , 7 ضرب أربعة يساوي 31 مليار نسمة خلال 100 عام القادمة .

وفي المائة عام ألاحقة سيصل الرقم إلى 31 ضرب 4 يساوي 124 مليار نسمة , هذا الحساب أمامنا وكلا ليجرب حساب الموضوع رياضيا ومنطقيا .
النتيجة الواضحة أن الحياة ستكون قد انتهت قبل بلوغ هذا الرقم بكثير , أو البشرية ستتعرض لكوارث تؤدي إلى انقراضها أو شبه انقراض , فكم كوكب مثل الأرض يحتاج هذا العدد من السكان البشرية ليحقق التنمية المستدامة عليه .

 

إن النظام و السلوك البشري الموروث يشكل خرق وتجاوز كبير متشعب لقوانين الطبيعة وتوازناتها من قبل الإنسان
اثر تصاعد عدد السكان على الطبيعة والبيئة والمناخ

أ : التلوث
في ضل النظام العالمي الحالي وثقافته المعاصرة من الواضح أن التلوث مازال قضية مستعصية وليس جديدة بل من مورثات القرن الماضي , و إذا كان العدد الحالي من البشر وحاجاته الأساسية من نشاط اقتصادي وتابعياته ونظام معيشي متكامل تشكل خطر متصاعد على البيئة والمناخ فما هو الحال حين يتضاعف عدد السكان على كوكب الأرض وتصبح 15 مليار نسمة

ب : استنزاف للموارد فوق طاقتها
أن العدد الحالي للسكان يشكل استنزاف كبير للموارد , وخاصة على اثر سؤ الإدارة والصراع المحتدم على موارد وثروات الطبيعة على كوكب الأرض , وهذا معناه أن الإشكالية ستزيد تعقيد وتصاعد مع مرور الزمن , بل ولها نظامها الخاص التصاعدي في التضاعف المضطرد مما يشكل خطر حقيقي محدق وواقع مع أواسط القرن وآخره ستكون الأزمة على أشدها .

ج : الطاقة السوداء ومخاطرها
تشكل الطاقة السوداء المستعملة ابرز أسباب التلوث الهوائي والتربة والبحار , وتراكم ثاني أكسيد الكربون في المحيطات مما يساهم في زيادة الاحتباس الحراري ويشكل عامل كبير في عملية زيادة التصحر وموت التربة وفناء الحياة المعروفة منها .

د : النفايات الصلبة
تشكل النفايات الصلبة خطر كبير تراكمي يتصاعد بشكل مضطرد كغيره من المخاطر الثمانية المذكورة , وجميع هذه المخاطر مترابطة معا كما هو واضح من البداية , وفي حال تضاعف عدد السكان الحالي مثلا , بحسب هذا النظام البشري البائس المعاصر ما هو الحل لكم النفايات المروع الذي تنتجه البشرية حاليا , إذا كان العدد الحالي ينتج أكثر من 2 مليار طن نفايات صلبة سنويا وتيسر بشكل متصاعد بحكم طبيعة التصنيع المتبع , يعني هذا التضاعف النفايات الصلبة ستصبح كميتها بحد أدنا ممكن 6 مليار طن نفيات صلبة في العام , وهذا سيكمل طريقه نحو التصاعد المضطرد المعهود .

ه : مساحة اليابسة الصالحة للحياة البشرية وحاجاتها
العدد الحالي من السكان استنزف اليابسة و الأرض بشكل عام , من حيث المساحة وعدم التنظيم الصحيح والضبط المدروس للاستعمال البشري , والمساحة في النهاية محدودة ولا يمكن توسيعها أو مضاعفتها , بل المطلوب التأقلم معها والسير وفق نظامها وإمكانياتها المتاحة الممكنة في جميع الأحوال , وإبداع طرق ووسائل مبتكرة لكيفية استعمال مساحة اليابسة و إدارتها بشكل يحافظ على النظام الطبيعي ولا يسمح يتجاوزه .

و : مساحة البنية التحتية للعمارة والمدن وطبيعتها
النظام الحالي للمدن وطبيعة البنية التحتية للنظام البشري الحديث يشكل استنزاف متصاعد لمساحات كبيرة من الأرض الصالحة والطبيعية القابلة للحياة والقادرة على تجديد ذاتها واستمراريتها , سواء بالطرق المستخدمة أو التقنيات والمواد , وبذلك المساحة غير قادرة على احتمال هذا العدد من السكان في جميع الأحوال .
سديم

شاهد أيضاً

تعزية ومواساة في وفاة والد رئيس الرابطة الوطنية للشرفاء الناصريين بالمملكة المغربية الشريفة .

  تعزية ومواساة في وفاة والد رئيس الرابطة الوطنية للشرفاء الناصريين بالمملكة المغربية الشريفة . …

مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي تصدر قرار تعيين الدكتور محمد أطلس باحثا تربويا وخادما للإنسانية والسلام والتعايش بين الديانات

مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي تصدر قرار تعيين الدكتور محمد أطلس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *