الشاملة بريس- إعداد: د. عبد اللطيف أحمد عبد اللطيف – وزارة الإعلام لمملكة أطلانتس الجديدة (أرض الحكمة)
مفهوم الثقافة فلسفيًا تُوجد طرق عديدة لتعريف الثقافة، فهي وصف يُطلق على السِّمات المختلفة والخصائص الشخصيَّة للفرد، وتُستخدم أيضًا للإشارة إلى احتفال أو أمسية ترفيهيَّة، ويمكن أن تُستخدم للإشارة إلى مجموع طرق حياة البشر، وسلوكهم، ومعتقداتهم، ومشاعرهم، وكل ما يكتسبونه ككائنات اجتماعيَّة، فهي المفهوم الشامل الذي يتضمَّن المعرفة، والمعتقد، والفن، والأخلاق، والقانون، والعرف، وأي قُدُرات وعادات أخرى يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع، وتتكوَّن من جميع أنماط السلوك المعياريَّة المكتسبة، مثل التفكير، والشعور، بالإضافة إلى الفعل، ومن هنا يمكن دمج التوضيحات لنعرِّف الثقافة باختصار على أنَّها مجموع الإنجازات البشريَّة أو التراث الكلي للإنسان، وطريقة حياته في منطقة جغرافيَّة معيَّنة، والتي يمكن نقلها إلى الأجيال عن طريق التواصل والتقاليد، لتكوين التراث المتراكم الذي يميز مجتمع عن آخر، والذي يمكن إعادة تشكيله وإجراء التغييرات المختلفة عليه، ليصبح بعد ذلك جزءًا من تراث الأجيال القادمة
خصائص الثقافة من خلال التعريفات السابقة الشاملة للثقافة، يمكن استنتاج العديد من خصائصها المختلفة، ومنها ما يلي[٢]: الثقافة مجرَّدة: تُعدُّ الثقافة طرق مشتركة للعمل والتفكير، لذلك هي موجودة في عقول وعادات أفراد المجتمع، ويختلف وضوح السلوك الثقافي في الأنشطة المنظَّمة للأشخاص نسبةً إلى أسبابهم الداخليَّة للقيام بذلك، ويمكن رؤية ذلك من خلال السلوك البشري المنتظم. السلوك المكتسب: يُقسَّم السلوك إلى نوعين، السلوك الأوَّل هو السلوك العلني، ومثال عليه : قيادة السيارة، والسلوك الثاني أقل وضوحًا، وينحدر منه السلوك السرِّي الذي لا يظهر علنًا للآخرين، مثل الشعور اتجاه الآخرين، والتخطيط للمستقبل، وكلا النوعين يمكن تعلُّمه. الثقافة تشمل المواقف والقيم: من السهل المبالغة في تقدير تفرُّد الفرد في المواقف والأفكار، فيميل إلى اعتبار المفاهيم التي لديه على أنَّها أفكاره الخاصَّة، وعندما يتفق مع أشخاص آخرين بالأفكار والقيم، فقد لا يلاحظ ذلك إلى حد كبير، ولكن عندما يكون هناك خلاف أو اختلاف عادةً ما يكون المرء على وعي به، ومع ذلك فإنَّ جميع هذه القيم والمواقف وحتى الاختلافات تُعدُّ ثقافة. تشمل الثقافة النتائج الماديَّة: لا يصنع الإنسان الأشياء، بل يحولها من شكل لآخر، ويتطلَّب صنع هذه الأشياء مهارات عديدة ومتنوِّعة قام البشر بتعلمها تدريجيًّا عبر العصور، وجميع هذه العناصر الماديَّة المختلفة التي يقوم الإنسان بصنعها تُعدُّ ثقافة. الثقافة مشتركة: أنماط السلوك المكتسب ونتائج السلوك لا يمتلكها شخص واحد أو عدد قليل من الأشخاص، ولكن عادةً ما يمتلكها نسبة كبيرة، وبالتالي يشترك ملايين الأشخاص في أنماط السلوك ولكن بدرجات مختلفة ما العوامل التي تؤثر على الثقافة؟ هناك عدد كبير من العوامل التي تؤثِّر على الثقافة، ومنها ما يلي[
القيم: تُعدُّ القيم المؤثِّر الأكبر على الثقافة، وبالتالي على السلوك الإنساني، فالقيم هي معتقدات وقواعد مقبولة من قِبَل المجتمع، فعلى سبيل المثال، تؤمن جميع الثقافات تقريبًا بحريَّة الأفكار والمعتقدات والخبرات، ممَّا أدَّى إلى خلق الديمقراطية وحريَّة الصحافة والتواصل الحر والقضاء المستقل، وحريَّة اختيار المنتجات وفقًا لتفضيلاتها، وحريَّة تطوير منتجات جديدة، ولكن ليس لاستغلال المستهلكين الذين مُنِحوا حريَّة تقديم شكوى بسبب نقص في المنتج أو الخدمة مثلًا. القواعد: تُعدُّ معايير السلوك العام جانبًا مهمًا آخر من جوانب الثقافة، على سبيل المثال تتقبَّل بعض الثقافات حريَّة ارتداء ملابس السباحة على الشواطئ وحمَّامات السباحة والفنادق، ولكن ترفض الثقافات الأخرى التعرِّي في الأماكن العامة. التأثيرات الدينية: بالرُّغم من أنَّ التأثيرات الدينيَّة على الثقافة آخذة في الانخفاض خاصة في جيل الشباب، ولكن لطالما كان لها تأثير كبير على الثقافات المختلفة. التعليم والمهنة: تتأثَّر الثقافة أيضًا بمستوى الدخل والمهنة، فكبار الصناعيين والمديرين التنفيذيين رفيعي المستوى، والمهنيين مثل الأطباء والمحامين والمهندسين المعماريين وما إلى ذلك، لديهم ثقافتهم الدقيقة، وهناك أيضًا اختلافات ثقافيَّة صغيرة بناءً على مستوى التعليم، فالعلماء والباحثون يمتلكون درجة خاصة من الثقافة تختلف عن ثقافة الأشخاص الذين حُرموا من التعليم. ما الفرق بين الطبيعة و الثقافة؟ تتَّفق الطبيعة مع الثقافة في كونهما قوَّة يستخدمها الإنسان للتكيُّف والتأقلم مع مواقف الحياة المختلفة، ولكنَّهما يختلفان في الفطرة والاكتساب، فالطبيعة هي كل أمر فطري وعضوي في الإنسان، وهي البداية والبيئة الأولى التي احتضنته وترعرع فيها، فغرست فيه مجموعة من السلوكيَّات التي شكّلت شخصيَّته الفريدة، لذلك تُعدّ النقطة الأولى للنُّمو والقوَّة، وبداية استلهامه لقواه وطاقاته وأفكاره، وبذلك تكون الطبيعة هي المرحلة التي تسبق مرحلة الثقافة، وإن كانت الطبيعة غريزةً فطريةً في الإنسان فإنَّ الثقافة مكتسبة، وتشمل المعرفة، والمعتقدات، والأخلاق، والقدرات، والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوًا في المجتمع، وتُكتسب بعدة طرق من أهمِّها التعلم والتربية، ويلعب الإبداع دورًا أساسيًّا في صقلها وتطويرها، فهي تمثل النَّتاج الذي يصنعه الإنسان من خلال قوَّاه البدنيَّة والعقليَّة.