الشاملة بريس- وزارة التربية والتعليم في مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة/ إعداد: وزير التربية والتعليم الدكتور ياسر رباع
ما هو المطلوب في ظل تأجج الصراع بين الأقطاب الكبرى .
لو أعدنا دراسة التاريخ المعاصر فسنجد أن معظم السياسات التي تتبعها الدول تؤدي في النهاية إلى صراع حتمي وخاصة الدول العظمى التي تنتهج سياسة الخضوع لإملاءات رأس المال الذي هو جزء أصيل من مكون هذه الدول وكونه يسير وفق غاياته ولا يهمه سوى تحقيق المزيد من المال والسلطة فقد اتخذ مسلكا لا يراعي سوى مصالحه ولو على حساب موت الملايين من البشر وهذا ما يجعلنا نعيد التفكير من جديد فماذا تحتاج البشرية بعد هذه النتائج المدمرة هل نحتاج الى سلاح فتاك للأسف لا فهو متوفر وبكثرة .
هل نحتاج لثورة ضد رأس المال ؟ أيضا الجواب لا لأن مثل هذه الثورات أثبتت فشلها كونها غير مبنية على رؤيا استراتيجية شاملة وواضحة .
فهل نحتاج الى تغيير في أنظمة الحكم أيضا الجواب لا لأننا جربنا في عدة دول والنتيجة كانت أسوأ خاصة ونحن في عصر يسهل فيه سرقة الثورات وصناعة الثورات المضادة .
لو وضعنا جميع الخيارات أمامنا فلن نجد أفضل من خيار إشعال الثورة الفكرية وإعادة برمجة الوعي ونشر ثقافة مختلفة عن تلك الثقافات التي تؤدي الى حتمية التصادم والصراع بين الحضارات وحين نبحث عن سر أسرار الأزمات على مر التاريخ فسنجد ان أزمة العالم هي أزمة ثقافة ووعي وليست أزمة مادية أو أزمة عسكرية أو أمنية لان من يخلق الأزمات الأمنية والعسكرية مرجعه بالأساس الى وجود أزمة ثقافية وأزمة سوء تقدير وخوف وقلق من تعاظم الآخر كون تعاظمه سيهدد وجود غيره .
أما لوكان هناك نهج عام مبني على حوار الثقافات وتلاقحها لتجنبنا الكثير من سوء التقدير وسوء الفهم والوقوع في أزمات سياسية واقتصادية وأمنية لتصل حد التصادم العسكري بين البلدان .
من هنا وجدنا ان ضالة العالم تختبئ خلف مفاهيم غائبة أو مغيبة سواء بقصد أو عن غير قصد لذلك فقد وضعت مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة نصب عينيها جميع هذه الإعتبارات والتناقضات وأخذت العبر مما يحدث ومن مصير الدول والشعوب التي تتناحر وتتحارب وتدفع أثمانا باهظة من الأرواح والممتلكات .
فهل البشر أكثر من فصيلة حتى يتناحروا فيما بينهم أم أنهم أجناس من عدة كواكب تتناحر على أرض هذا الكوكب .
لقد أنستهم مصالحهم ونزواتهم واطماعهم أننا جميعا أخوة وأننا إنحدرنا من أب وأم واحده بغض النظر عن الواننا وثقافاتنا وقومياتنا وأعراقنا فجميع إبن آدم أخوة .
ينبغي لنا أن نوجد ثقافة جديدة توحد الشعوب والدول على مبدأ أن لا شيء أغلى ولا أثمن من حياة الإنسان وأن إختلاف الثقافات ما هو إلا صحة واجبة الوجود وليست سببا للصراع والخلاف وإختلاف الواننا ليس بأيدينا ولم يختر أحد منا لونه ولا شكله بل خلق كذلك ومن يعترض فإنه يعترض على الخالق الذي شاء أن يخلق شعوبا وقبائل مختلفة لتتعارف بينها وليس ليقتل بعضهم بعضا .
إنطلاقا من ما سبق ذكره ورغم إختزال الموضوع وإختصاره لكي لا يكون شائكا رغم أهميته ورغم أنه يحتاج إلى عدة مقالات حتى يأخذ حقه إلا أنني وجدت أنه ومع إتخاذ غالبية القراء نهجا مؤلما جديدا وهو أنهم لا يقرأون المادة التي تزيد عن صفحة أو حتى نصف صفحة فقد إختصرت المقال لكي يستفيد منه الغالبية وما دعاني لكتابة هذا المقال هو الظرف الراهن الذي ينذر بتغيير النظام العالمي وظهور نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب لذلك فقد وجدت أنه من الضروري جدا أن نتخذ من رؤية مملكة أطلانتس واستراتيجيتها نواة لثورة ثقافية فكرية تهدف إلى تلاقي الشعوب وانسجامها وخلق نظام دولي وعالمي مبني على أسس التعاون والشراكة ووحدة المصير وتبادل الثقافات وتلاقحها لكي نصنع لأبناءنا وأحفادنا مجتمعات تمكنهم من العيش بسلام ووئام ومحبة بعيدا عن الكراهية والعنصرية والتفرقة حتى نعيد صياغة السياسة من خلال الوعي والإدراك ورؤية ما خلف الأكمة وليس على أساس التعصب الأعمى والأيديولوجيات المتطرفة التي ترفض الآخر وتدعوا لقتله أو إزاحته من المشهد .
من خلال ما سلف ذكره فإنني أدعو الجميع إلى تبني ونشر هذا الفكر الإستراتيجي لكي يصبح نهجا إجتماعيا وشعبيا عاما ينتقل كالعدوى من خلال الأسلوب في المعاملة وليس من خلال التلقين ولذلك فإن مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة تعتبر ضالة كل حر وصاحب فكر متحرر وناضج يسعى لنشر الخير والسلام بين البشر أجمعين ومن هنا فإن إستراتيجية وزارة التربية والتعليم في مملكة أطلانتس الجديدة تتبنى هذا النهج الفكري وتعمل على تطبيقه وتطمح بأن يكون روح المواد الدراسية التي ستفعل ضمن مناهج الدراسة الجديدة كليا والمبنية على أساس الوعي المبكر الذي يمكن من فهم المعادلة في مرحلة عمرية تؤهل صاحبها لأن يكون فاعلا ومبدعا ومتألقا ويعمل على نشر وتعميم ما يؤمن به بكل حماسة ونشاط كونه جزء لا يتجزأ من مفاهيمه ومبادئه الشخصية .
وتدعو مملكة أطلانتس الجديدة كل أحرار ومفكري العالم إلى إتباع نهجها ودعم تطلعاتها لكي ينتقل العالم نقلة نوعية إلى نبذ الحروب والعنف ونشر روح التسامح والإخاء والتعاون بين بني البشر ومنح الإمكانية لتكافؤ الفرص لجميع الأجيال وجميع الطبقات في أي مجتمع .