حروب التاريخ المكتوب

الشاملة بريس- اطلانتس الجديدة ارض الحكمة
رماز الأعرج , (المحاضرة 11 )
(التنمية المستدامة , جذور إشكاليات وحلول)

ليس كل صراع أو حدث عنيف يقع يحسب حرب وهذا يخلط الأمور ويجعلنا في متاهة غريبة لا مخرج منها , للحروب مواصفات وشروط لا بد من انطباقها لكي نعتبرها حرباً ,

1 وجود نظام سلطة مركزي ,
2 بغض النظر مستقرة الحضارة أم قبائل بدوية كما لدى الهنود الحمر والعرب وأفريقيا والكثير من المناطق حول العالم
3 تجمع كبير من الناس تحت لواء سلطة سياسية واحدة يحكمها نظام وقانون واحد
4 وجود مؤسسات إدارية ومركزية للسلطة
5 أهداف وأيديولوجيا للنظام السائد
6 وجود مصالح اقتصادية وسياسية بحاجة إلى الحماية والدفاع عنها
7 جيوش رسمية مدربة مسلحة موحدة ومتفرغة فقط للقتال والمهمات الحربية

8 الجيوش الرسمية في الإمبراطوريات :
كانت قائمة على نظام هرمي للقيادة والهيكلية كانت منفصلة عن العشائر والقبائل التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود , وهذه من صفات الجيوش الإمبراطورية القديمة , بحيث كانت الجيوش منظمة في إعدادها وفي هيكلتها وقيادتها على الولاء للملك وحسب , فوق كل الانتماءات .

9 الجيوش العشائرية و الميليشيات القبلية :
كانت قائمة على نفوذ وتعداد العشائر المنطوية تحت لواء القبيلة الكبيرة , وأكبر العشائر تحوز على القيادة بشكل شبه تلقائي بحكم عددها , ورغم وجود لباس شبه موحد لكل قبيلة و للفرسان , وشيوخها , فكان الأمير يعرف من ثيابه والفارس أيضا , والراعي كذلك , ولكن لم يكن من لباس موحد لهذه المجموعات كما في حال الجيوش الرسمية الكبيرة , المسلحة والمدرعة , والمعدة بعربات العجلة للقتال التي اخترعها البابليون , وصنع مركبات حربية شكلت تفوقاً نوعياً كبيراً لمستخدميها في الحرب وثقلاً كبيراً لهم في ميادينها .

هذه جميعها كانت متوفرة وقائمة في جميع الإمبراطوريات القديمة , التي عرفها التاريخ البشري المكتوب , هذا على الصعيد الرسمي والمركزي للدول والإمبراطوريات الكبيرة التي نشأت في ذلك العصر , ولكن هذا لم ينف وجود أنواع مختلفة من الجيوش أيضا في نفس الفترة , وهي عبارة عن مجموعات قبلية تشكل من فرسانها مجموعات قتالية معينة , وهذه مختلفة عن الجيوش الرسمية والمنظمة المدربة , ولكنها نوع من الجيوش والمليشيات المحلية التي تقوم بمهمات حماية نفسها من القبائل الأخرى أو أي اعتداء ممكن وقوعه .

صراع الفلاسفة و المفكرين حول أسباب الحروب
هذا الجدل ما زال حتى اليوم محتدماً و يعلو غباره , وذلك له علاقة بالبعد الأيديولوجي لهذا الأمر الهام والحساس , وفي أواخر القرون الوسطى ظهرت الكثير من النظريات والرؤى الفلسفية والأيديولوجية حول أسباب الحروب والصراعات , ودار الجدل بين علماء النفس والإجتماع وعلماء التاريخ والفلاسفة وشتى المجالات التي لها علاقة بموضوع التاريخ البشري والحروب والصراعات , وكثرة النظريات النفسية ،الاجتماعية والاقتصادية وغيرها .

ظهرت على اثر ذلك نظرية آدم سميث , وتلاها نظرية ماركس و انجلز الاقتصادية والطبقية , وظهرت ما عرف بنظرية (مالتوس) حول الحروب والصراع العنيف , (المالتوسية) وأسبابه وجذوره العميقة , وبعدها ظهرت الداروينية وغيرها من النظريات والرؤية المعاصرة حتى اليوم التي وصلت بعضها إلى مستوى عال من التظليل والتشويه للحقائق , وخاصة تلك النظريات التي تدافع عن مفهوم الاستعمار وفوائده للشعوب الفقيرة المستضعفة أصلا مثل كتاب (صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي) صامويل هنتنغتون , و(نهاية التاريخ) ميشيل فوكوياما .

يتضح لنا من الوهلة الأولى طبيعة الصراع الأيديولوجي بين المفكرين والفلاسفة , وطبيعة الانقسام والاصطفاف الواضح بين طرفين نقيضين , جانب يحاول تبرير العنف والقوة وضرورة بقاء الجيوش والحروب , وهي حتمية لا مفر منها لتطور البشرية وبقائها , بينما يقدم الطرف الآخر بكل ألوانه و تشكيلاته الفكرية رؤية مختلفة تماماً مناقضة مباشرة للرؤية المذكورة , بحيث يطرح في النهاية ضرورة القضاء على الحروب , ومعالجة أسبابها القابلة للمعالجة بلا شك , من خلال تقديم مقترحات ونماذج اجتماعية معينة يمكنها أن تساهم بشكل فعال في التخفيف من حدة الصراعات البشرية , ورغم تقاطعنا مع الرأي القائل ببطلان نظريات الاستعمارية بكل أشكالها وألوانها الفكرية , واتفاقنا في الكثير من الحيثيات , تبقى هناك الكثير من نقاط الاختلاف الفكرية والنظرية والعملية رغم الاتفاق على القضايا الأساسية في فهم جوهر الصراع واسبابه , ورؤيتنا سنقدمها في النقطة القادمة .
رماز الأعرج
ارض الحكمة

شاهد أيضاً

رئيس مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي يهنئ الملك محمد السادس بمناسبة نجاح العملية الجراحية

رئيس مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي يهنئ الملك محمد السادس بمناسبة …

تعزية ومواساة مرفوعة للملك محمد السادس في وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة لطيفة

تعزية ومواساة مرفوعة للملك محمد السادس في وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة لطيفة الشاملة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *