الشاملة بربس- اطلانتس الجديدة ارض الحكمة
رماز الأعرج , (المحاضرة 18 )
(التنمية المستدامة , جذور إشكاليات وحلول)
الصراع الطبقي
الصراع الطبقي : حسب المعجم العربي الحديث
الصراع الطبقي : صراع طبقة اجتماعية مستَغَلة لنيل حقوقها من طبقة مستَغِلة
هذا التعريف الوحيد للمصطلح , ولكنه كاف ودقيق ويعطي المعنى , ولا اختلاف بينه وبين الفهم الفلسفي والعلمي الدارج في العلوم الاقتصادية الاجتماعية ولكنه محدود جدا وقد يكون صراعاً بين الطبقة الحاكمة نفسها على السلطة وهناك الكثير من الطبقات تتصارع فيما بينها , والطبقة المستغلة تقاوم وتصارع الطبقات الأخرى المستغلة , وأخذ هذا المفهوم مساحة كبيرة من الجدل الفلسفي والاجتماعي والسياسي حول المجتمع والتاريخ والصراعات السياسية والاجتماعية .
يشكل الصراع الطبقي احد أنواع الصراع الأساسية التي عرفتها البشرية في تاريخها منذ نشوء الدولة وحتى اليوم , وليست الدولة في الأساس من حيث المنشأ سوى تعبير واضح عن سلطة طبقة معينة , ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم وما زال هذا الصراع موجوداً ومتنوع الأشكال والوجود والفعل والمظاهر , ويختلف من مكان الى آخر حول العالم , ولكن جوهره واحد وهو أن تحرم طبقة معينة طبقة أخرى أو اكثر من حقها في قضايا معينة , وفي الغالبية العظمى من الأحوال هي اقتصادية مادية , أو سياسية حقوقية , أو مدنية اجتماعية , ولكن الأمر لا يخلو في الغالب من الابعاد الاقتصادية العميقة .
يشكل الصراع الطبقي الاقتصادي ابرز أشكال الصراع العالمي الحالي , والتغيرات التي حصلت على الطبقات في العالم خلال القرن الماضي شكلت نقلة نوعية في الكثير من القضايا , وتبلورت طبقات وشرائح جديدة مع كل مرحلة , ومنذ العصر الطبقي الأول , ظهرت الطبقات والفوارق بين الناس , والتي كان جوهرها منذ الأصل مادياً واقتصادياً, وشهدت كل مرحلة أو تشكيلة اقتصادية اجتماعية من مراحل تطور المجتمع المؤرخ نظاماً طبقياً معيناً , ولكنه متشابه من حيث الجوهر في طبيعة نظام الملكية .
ولكل مجتمع طبقي تركيبه الخاص وطبقاته , الأساسية وشرائحه , وهذه الطبقات تتنافس فيما بينها على الكثير من القضايا , ومن أبرزها وتشكل أساساً في الصراع بكامله تأتي قضية الملكية , وتقاسم الثروات والإنتاج الاجتماعي والثروات الطبيعية والموارد وغيرها , وهذا ما سلف ذكره هو العصب المحرك لكل الصراعات الطبقية والاقتصادية السياسية والاجتماعية الإيديولوجية .
وهذا النوع من الصراعات هو صراع مستدام ومتوارث وتناقله المجتمع البشري من النظام القديم كما هو وبقي أساسه كما هو منذ نشأته الأولى , منذ الدولة الإمبراطورية الاقطاعية الأولى (الإمبراطورية السومرية الأولى) ما زال قائماً حتى اليوم بل هو اليوم في أوجه وأشده , بحيث أصبح هناك أقلية تملك أكثر من نصف الثروات البشرية , بل كوكب الأرض بكامله والطبيعة أصبحت مملوكة لدول أو لأشخاص وشركات استثمار , والنظام الاحتكاري الدولي المعاصر يزيد من حدة وتفاوت الفوارق مما يرفع ويؤجج الصراعات ويشكل ديمومة لها متنقلة عبر العصور , وكأنها قدر على المجتمع البشري أن يبقى في صراع مع ذاته , والقضية واضحة وضوح الشمس أين هو الخلل , وما هو العلاج الحاسم المطلوب .
يشكل نظام التنمية المستدامة المدخل لحل جميع الصراعات وتحقيق التوازن في توزيع الثروات ووقف هدر الطبيعة وموردها , وحماية الإنسان وحفظ كرامته وحقه في العيش بكرامة ورفاه بشكل متساو وعادل يوازن بين البشر والمجتمع والطبيعة و ديمومتها.
رماز
ارض الحكمة