وضع المرأة والنظام السياسي والدولة الإمبراطورية

الشاملة بريس- ارض الحكمة 
رماز الأعرج ,,, في 
الديمقراطية و صراع الملكية التاريخي

وضع المرأة والنظام السياسي والدولة الإمبراطورية

1 :المرأة

 

ا( حول المرأة: 

في جميع الحضارات تقريبا من الواضح أن بداية الجماعة المرتحلة لم تكن بأعداد كبيرة وكانت معتمدة على الأم بشكل أساسي وبذلك لم تكن عشائر كبيرة بل كانت جماعات تقدر تعدادها بين عشرة إلى عشرين شخصاً ومع وفرة الغذاء لم يكن الإنسان بحاجة إلى استقرارا دائم في مكاناً معين قد كان الخصاب وقلة عدد السكان يساهم في وفرة الغذاء مستدامة٫ ولكن مع بدايات نشوء الاستقرار واكتشاف الزراعة أصبح لابد من الاستقرار كما وقع في المناطق الثانية ٫ وعلى ما يبدو تشابهت أيضاً تطور العشيرة واعتمادها على الملكية الخاصة للأرض في حياتها أدى إلى نشوء الممالك ونشوء نظام الملكية وهذا حول وضع المرأة تماماً كما وقع مع الحضارات الأخرى وأزاحها عن السلطة والنظام السياسي والديني ونشأ النظام ألذكوري في نفس المسار وكل ما يشبه قانون الملكية الأساسي. 

 

 

ب ( من الواضح أن بدايات الاستقرار في الكثير من المناطق القديمة لم تكن هناك ملكية خاصة متبلورة للأرض وبذلك لم يكن من صراعاً سياسية أو اقتصادية على ملكيتها وسار التطور بشكل طبيعي كما سار في بقية المناطق الأخرى حيث تشكلت الممالك وظهر النظام السياسي و سلطة المعابد واعتبرت الملكية أيضاً لدى هذه الشعوب مقدسة وسماوية ومالك الأرض في النهاية هو الملك أو الدولة بما معنى وهنا نشأت المملكة أو الدولة الصغيرة وكان هذا كبقية الحضارات أيضاً. 

 

ج( الدولة الإمبراطورية: من الواضح أن الدولة الإمبراطورية جاءت نتاجاً لتطور اقتصادي اجتماعي سياسي تاريخي مرت به المجتمعات المستقرة والتي نشأ بها الملكية الخاصة وهذا يعطينا بتكراره بشكل منتظم ومتشابه في جميع الحضارات الإمبراطورية تقريباً أنه قانون من قوانين المجتمع الاقتصادية والاجتماعية وتكراره يؤكد أنه متلازم مع ظهور الملكية الخاصة والدولة الصغيرة المملكة وثم تطورت إلى إقطاعية إمبراطورية ذات ملكية شاسعة مترامية الأطراف تسيطر على مناطق واسعة وثقافات مختلفة ومتنوعة من البشر وتخضعهم لسيطرتها وطبع القوانين والنظم لحياتهم بما في ذلك النظام الديني والسياسي٫ حيث يخضع الشعب إلى سلطة ونظام فوقي غريباً وبعيداً عنهم ويحرم من الملكية وإلى ما هنالك من طبيعة النظام الإمبراطوري التعسفية المعروفة. 

 

وتشير خارطة الهجرات البشرية القديمة وتقديرات العلماء والباحثين إلى انتشار البشر على اليابسة على كوكب الأرض قد حصل منذ مئات آلاف من السنين٫ وأن هناك الكثير من المجتمعات قد عاشت مئات الآلاف من السنين دون أن تعرف نظام الملكية الخاصة ولا الصراعات عليها ولا الحروب٫ بدليل أن هناك الكثير من القبائل التي تم اكتشافها بإندونيسيا وأميركا وأستراليا لم تعرف هذه الشعوب أي معنى للحروب في تاريخها وحتى مفهوم القتل نفسه من النادر أن تحصل حالات قتل في تلك المجتمعات٫ وكما وتؤكد جميع البحوث والدراسات إن الإنسان القديم كان يعيش في جنة حقيقية على الأرض حيث توفر الغذاء والمياه كانت سهلة ومتوفرة بكثرة مما يعني أن الصراع في أساسه كصراع سياسي لم يعرف إلا في المرحلة التي نشأت فيها الملكية الخاصة والدولة٫ ثم النظام الإمبراطوري الإقطاعي الذي امتطى كاهل الشعوب منذ ذلك الحين ومازال محكماً سيطرته حتى هذه اللحظة. 

 

إن هدفنا الأساسي من هذه الدراسة ليست التاريخ بحد ذاته بقدر ما هي القضية السياسية والاقتصادية بالتحديد والتي تشكل جوهر بحثنا ومساره منذ البداية٫ ويوضح لنا هذا البحث في موضوع القارتين الأمريكية حقيقة التواصل الجغرافي القديم وتواصل الحضارات وتنقلها من مكان إلى آخر في انتشارها على اليابسة٫ وعلى الرغم أن هذا الأمر لا يعني الكثير في النهاية وجميع الشعوب من حقها الحياة بأمان ومساواة وعدالة أينما كانت تعيش بغض النظر عن لونها وثقافتها ومستوى تطورها٫ فليس التنوع الثقافي والحضاري والاقتصادي سوى جزء من طبيعة الكون وليس نحن سوى جزء من هذا الوجود المتنوع الحيوي والطبيعي والاجتماعي. 

 

 

وقد تمكنت تلك الشعوب من صياغة حياتها وحضاراتها بشكل مستقل وواضح المعالم والتطور٫ حيث الكثير من المعلومات عن حضارتها التي اختفت باختفائها٫ ويعطينا النظر القليل عن هذه الشعوب أنها لو استمرت بوجودها ربما كانت الآن قد وصلت إلى مستوى مماثل لغيرها من الحضارات في العالم٫ ولكن الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها بسبب المستعمرين الأسبان وغيرهم من الأوربيين قد أدى إلى إبادة ما يزيد عن تسعين بالمائة من هذه الحضارات٫ التي أبيدت بسبب الحروب والأوبئة وغيرها من الأسباب التي جاء بها المستعمر إلى تلك المناطق مما أباد جزءاً هاماً من البشرية وثقافتها على كوكب الأرض. 

 

 أبرز الخلاصات والنتائج التي حصلنا عليها من خلال هذه الدراسة المختصرة لتاريخ المجتمع البشري٫ ونعتذر هنا عن الاكتفاء بهذا القدر من الحضارات التي ذكرناها فليس بالمتسع في المادة للمزيد٫ لكي لا تتحول إلى مادة تاريخية محضة٫ فالهدف هنا ليس التاريخ بحد ذاته بقدر ما نحن بحاجة إلى المعلومات الأساسية حول بداية نشوء النظام البشري الاجتماعي وبواكير نشوء العلاقات البشرية بين الجماعة المرتحلة الأولى) الجماعة الأمومية الأولى( أي المجتمع الأمومي٫ والذي استمر منذ النشأة الأولى للإنسان العاقل٫ وبذلك نكون قد أخذنا من التاريخ ما هو ضروري لبحثنا وبشكل شبه شمولي على قدر الإمكان٫ فالحضارات حول العالم تعد بآلاف ولا يمكن شملها في مجلد أو اثنين. 

رماز 

ارض الحكمة

شاهد أيضاً

تعزية ومواساة في وفاة والد رئيس الرابطة الوطنية للشرفاء الناصريين بالمملكة المغربية الشريفة .

  تعزية ومواساة في وفاة والد رئيس الرابطة الوطنية للشرفاء الناصريين بالمملكة المغربية الشريفة . …

مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي تصدر قرار تعيين الدكتور محمد أطلس باحثا تربويا وخادما للإنسانية والسلام والتعايش بين الديانات

مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي تصدر قرار تعيين الدكتور محمد أطلس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *