الشاملة بريس- مملكة اطلانتس الجديدة ارض الحكمة
رماز الأعرج ,, الحلقة الأولى
الصحراء ,, شعوب و رمال
الصحراء شعوب ورمال هو مشروع دراسي بحثي يستهدف حياة الصحراء حول العالم وظروفها وعلاقة الإنسان بها وإمكانية استثمارها و اعمارها من جديد , ويشكل هذا المشروع جزءاً هاماً وأساسياً من مواد التنمية المستدامة والرؤية الإستراتيجية المستقبلية للبشرية على كوكب الأرض , (المحاضرة الأولى الجزء الأول)
الصحراء ,,
شعوب و رمال
مقدمة
الصحراء هي ظاهرة طبيعية تسببها عوامل كثيرة ومعناها الحرفي مناطق جافة وقاحلة شحيحة المياه وحارة وظروفها لا تناسب الحياة البرية و النبات وكذلك الحيوانات أيضا والحياة بكل إشكالها , وهي مناطق جافة وحارة ذات بيئة قاسية جدا بحيث لا يمكنها أن تعطي أي شيء لساكنها لا ماء ولا غذاء .
ولو نظرنا حولنا في المجموعة الشمسية كمثال سنرى فورا تصحر القمر وعدم قدرة تربته وظروفه على احتواء الحياة , وكذلك الأمر غيره من الكواكب الكبيرة البعيدة مثل عطارد و الزهرة المريخ والأرض , من الواضح لنا حتى الآن أن جميع هذه الكواكب صحراوية وظروفها لا تسمح بوجود الحياة عليها حتى الآن بحسب رصدنا المباشر , مع إمكانية وجود أنواع معينة من الحياة الأولية رغم قساوة الظروف , ولكنها ليست أنواع متطورة بل أنواع معينة قادرة على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية .
كما هو الحال لدينا على كوكب الأرض بحيث توجد أنواع من الحياة في ظروف قريبة من البراكين , ولاحظ بعض الباحثين وجود مواد ذات ألوان صفراء وزهرية بالقرب من أحوضة ومستنقعات حمضية قريبة من فوهات البراكين النشطة , وبعد التحليل والبحث والدراسة الدقيقة اكتشف أن هذه التجمعات اللونية هي عبارة عن أنواع من البكتيريا التي يمكنها العيش في أحماض عالية جدا , ولو وضع الإنسان اصبعه فيها لعدة دقائق لذاب بالكامل .
في الحقيقة إن ظروف الكوكب او المنطقة المعينة هي ما تساهم في إمكانية نشوء الحياة و هي التي تحكم وتحدد أي نوع من الحياة يمكن أن يتأقلم مع هذه المنطقة أو تلك من الأماكن التي يمكنها أن تحتوي على توازنات طبيعية معينة تسهل وتحتم نشوء الأنواع المختلفة من الحياة .
وفي ظروف كوكبنا الأرض من الواضح ان الأرض كانت في القديم في مرحلة ما خصبة جدا , وإلا لما نشأت فيها أنواع ضخمة وهائلة الحجم مثل الديناصورات القديمة وأنواعها الكبيرة التي انقرضت , و لم يبق منها شيء سوى القليل من الزواحف التي نعرفها والتماسيح وغيرها من الزواحف البرية المعروفة المعاصرة .
ولكن علينا الإقرار أن هناك مناطق لم تعرف الحياة بها ربما لأكثر من 100الف عام وهي مناطق قاحلة وغير قابلة للحياة إطلاقا , وهي غير قابلة لأي نوع من الحياة بأي شكل من الأشكال , مثل صحراء أتاكاما في التشيلي بأمريكا أللاتينية وهي من الصحاري الأشد جفافاً وجدباً في العالم ولا يمكن سقوط المطر فيها اطلاقا بسبب ظروفها الجغرافية الخاصة بحيث ترتفع هضبة وجبال عالية تمنع الغيوم من العبور, وهي من ابرد الصحاري في العالم بحيث تصل درجة البرودة بها إلى ما دون الصفر أحيانا .
وهناك صحاري مثلا في ناميبيا يقدر عمرها بحولي 80 مليون عام على الأقل ولكنها مناطق بها أنواع من الحياة وليست مناطق خالية من الحياة البرية والنباتية وبعض الحيوانات , مثل الفيلة والزرافات والغزلان والثعالب وغيرها الكثير من الحيوانات المتنوعة .
هناك الكثير من المناطق حول العالم ظروفها الطبيعية هي ما جعلها جافة وقاحلة وغير قابلة للحياة , وهناك مثلا المناطق ذات التربة الملحية العالية جدا , و المناطق التي تشكل المعادن نسبة كبيرة من تربتها , هي مناطق غير قابلة للحياة إطلاقا , ولا يمكن استصلاحها أبدا ولا بأي شكل من الأشكال بحسب الخبرات البشرية المتاحة حتى الآن .
عرف الإنسان الصحراء منذ آلاف السنين وتأقلم مع ظروفها الصعبة و قسوتها وعاش بها , و ما زال الكثير من البشر وعدد غير قليل يعيشون في المناطق الصحراوية وقد اعتادوا هذه الحياة منذ آلاف السنين , وظهرت حياة الرعي والبداوة أيضا منذ نشوء المجتمع البشري .
وعرف تاريخ البشرية مسيرة طويلة للإنسان في أحضان الطبيعة والمناطق الشاسعة التي كانت تعيش بها أعداد بشرية قليلة قادرة على التأقلم مع ظروفها وبيئتها , ومنذ القديم نشأ النظام الاقتصادي للعمل الذي سمي التقسيم الاجتماعي الأول للعمل والإنتاج , بحيث انقسم المجتمع إلى ثلاث فئات منتجة .
منها ما أصبح معتمداً على الزراعة , ومنها من أصبح معتمداً على الرعي , وفئة بقية معتمدة أسلوب العيش القديم المعتمد على الصيد البري والبحري , هذا كان معتمداً على طبيعة الموارد القريبة ووفرة الطرائد , وفئة أخرى هي فئة الحرفيين التي بدأت تتبلور بعد أن كان كل جماعة صغيرة تمتلك كافة الخبرات الضرورية لإنتاج كامل حاجاتها الضرورية.
انقسم الاستقرار البشري السكني المتطور في شكل مدن منذ البداية إلى ثلاثة فروع أساسية وهيكلية مدنية وحضارية شاملة لغالبية الحضارات تقريبا ,
وهي على النحو التالي :
1 المدن تشكل المراكز الكبيرة للسلطة والقصور والقلاع ,
هذه كانت تحتل المناطق المرتفعة الحصينة والقريبة من موارد المياه والأراضي الخصبة لسهولة النقل والخصب حولها.
2 الريف الزراعي الثابت مثل الأشجار المثمرة والكروم والواحات والنخيل والزيتون و الضيع الزراعية ,
كانت الأرياف الزراعية تحيط بالمدن الكبيرة مباشرة دوما وتحتل المناطق المباشرة والمحيطة بموارد مياه الوديان , لسهولة النقل للمنتج للمدن القريبة المستهلكة , والتي أصبحت تضم أعددا كبيرة من الناس من جنود وحراس وسكان والعاملين في القصر وأسواق وغيرها من الخدمات والحرف .
3 الرعي وتربية الماشية ,
كانت هذه الأخيرة غير ثابتة وحياتها منذ آلاف السنين باقية كما هي عليه , ومن اجل الابتعاد عن التضارب بين مصالحهم ومصالح المزارعين المستقرين , بحيث كانت مواشيهم تقتحم الحقول وتأكل المزروعات , وفي المناطق ذات الاحتكاك بين القبائل الرعوية و القبائل الزراعية كانت تنشب الكثير من الصراعات الدموية بسبب ذلك , ولهذا مذكور في جميع الشرائع القديمة نصوص حول فدية الشجرة او الزرع الذي يتم الاعتداء عليه من قبل المواشي التي يمتلكها البشر .
رماز
ارض الحكمة