مشاكل مدينة سيدي سليمان
الشاملة بريس-مراسلة: البخاري إدريس 
يتابع الرأي العام المحلي بقلق بالغ ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والرياضية والصحية والاقتصادية والبيئية وباقي المرافق الأخرى من بنية تحتية وإنارة عمومية التي ما زالت تعاني منها المدينة مند أمد طويل من التهميش والاقصاء الممنهج .
مدينة سيدي سليمان الغـرب.التابعة.لجهة الرباط سلا القنيطرة تبعد عن مدينة القنيطرة بحوالي 75 كم وعلى بعد 100 كم شمال شرق العاصمة الرباط. يسكنها 78.063 نسمة، حيت تمثل نسبة الذكور 49 في المئة في حين تمثل نسبة الإنات 51 في المئة وتتميز مدينة سيدي سليمان بمناخ متوسطي بعدما كانت تشكل القلب النابظ لشريان الحياة فيه بما تتوفـرعليه من مقومات فلاحية جعلت منه الرائدعلى المستوى الإقليمي حيث ظل يشتكي السكان من انعدام جودة مياه الشرب التي تقدمها خدمات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، حيث يعد نهر سبو من أهم روافد حوض الغرب، ويمر وسط المدينة وادي بهت الذي ينبع من قلب جبال الأطلس ويصب في المحيط الأطلسي. تتميز المنطقة بمناخ متوسطي رطب شتاءا وجاف صيفا، وهذا يساعد على توفير جو ملائم لزراعة الحوامض وقصب السكر والشمندر السكري التي تتميز بها المنطقة. بعدما كانت المدينة تمثل الرئة التي يتنفس بها الغرب من ناحية الفلاحة…… حيث بيعت سوجيطا وصوديا وشرد العمال وحكموا على معمل السكر بالإعدام وجعلوه حيا سكنيا حتى أصبح أبناء المدينة يتكلم بحرقة على إغلاق (لوزين) معمل تكرير السكر SUNAB حيث كان المنشأة الصناعية الرئيسية المشغلة في المدينة و أول معمل سكر في البلاد . بدل تحديثه و عصرنته اقفل بمبررات غير مقنعة و تراجعت معه زراعة الشمندر بشكل رهيب.إضافة إلى معامل تعليب البرتقال الخمس التي انهارت الواحد تلو الآخر بشكل غبر مفهوم . و ما على القارئ الكريم سوى ان يقدر حجم البطالة و الكساد الذي أصاب الأنشطة الموازية مع تزايد عدد السكان . الكل يتكلم على البنى التحتية المتهالكة . لا أزقة ولا طرق (ط.و 4) و (ط.ج 409) ولا ماء صالح للشرب. الكل يتكلم بحرقة على المرافق الاجتماعية للشباب. دار الشباب واحدة و لا تحمل سوى الإسملساكنة تقدر ب 85000 و قد تزيد عن ذلك بكثير لان الأحواز تعرف كثافة سكانية كبيرة جدا اليوم نتساءل ما الذي أصاب هذه المدينة . أهي مؤامرة أم سوء تدبير .مدينة لا تتنفس الآن الا بفضل أبنائها المهاجرين في الخارج رغب الكتابات والمقالات التي خصص لها العديد من الفاعلين والنتشطاء والخبراء حيزا مهما لما اصاب هده المدينة ولعل مقالات “مهمومة هاد سيدي سليمان مهمومة” و”الملائكة لاتحلق فوق سيدي سليمان” و”سيدي سليمان مائة عام من الحكرة” و”سيدي سليمان المغتصبة” و”هي فوضى بسيدي سليمان” وغيرها من المقالات المنشورة على “هسبريس” تشبه صافرات الإنذار لمن يهمه الامر. ثم إن الحكومات المتعاقبة، ومنذ زمن طويل، لم تعر المنطقة أدنى اعتبار، بل سارت لربما سير سلطة البلاد العليا، فتركت المنطقة لحالها تتدبره لوحدها في الجفاف والعطش, كما في المحنة وسوء الحال.إن الحكومات المتتالية, منذ بداية ثمانينات القرن الماضي, لم تقتصر على إهمال المنطقة وترك ساكنتها حفاة عراة, يقاتلون الطبيعة, كما يقاتل المجرد من السلاح وحوش الغابة, بل أمعنت في توجيه الاستثمار وسبل إنتاج الثروة لجهات أخرى بالمغرب غير ذات الجهة, حتى وإن كان أصحاب رأس المال أبناء المنطقة أو من المتعاطفين معها.قد نعاتب ذات الحكومات وقد نحاسبها, لكننا لا نستطيع فهم أو تفهم ترك مصير منطقة غنية للمجهول, ولكأنها ليست جزءا من المغرب, أو لكأنها متمردة على السلطة المركزية يستوجب من هذه الأخيرة متابعتها ومعاقبتها ثم محاصرتها.ثم إن نخب المنطقة, إن وجدت أو وجد بعض منها, لا تأبه بحاضر المنطقة, فما بالك بمستقبلها. لذا تجد أفضلها إما اندمج في منظومة الإقصاء والتهميش المتحدث فيها, أو أمعن, في الأثرياء من بين ظهرانيها, في استغلال مقدرات المنطقة وتحويلها للمصلحة الخاصة الضيقة, عوض إشاعة الثروة على الذين هم منتجوها الحقيقيون, وأصحاب الحق في التمتع بها جملة وبالتفصيل”. من مقال “الغرب الذي في خاطري”.
هي منطقة غنية بفلاحتها, التقليدية كما العصرية على حد سواء, وغنية بمنتجاتها الغذائية, خضراوات وفواكه وأعناب ولحوم, وغنية بثرواتها المائية وبطبيعة تربتها الجيدة, وغنية فضلا عن كل هذا وذاك, بيدها العاملة, المكدة والمكابرة بملكيتها الخاصة الصغيرة, كما بالضيعات الكبرى التي يملكها هذا الإقطاعي كما ذاك, بلغة أهل البلد.ولهذا السبب, فقد كانت المنطقة منذ بداية القرن الماضي, وجهة المعمرين الفرنسيين, شيدوا بها الضيعات الشاسعة, ومدوا بها لفائدتهم قنوات ومسالك في الري والكهرباء والطرق والهاتف, واستصدروا لصالحهم ما توفر من يد عاملة, حولوا مكتنزيها بالتدريج إلى عبيد يعملون دون مقابل مجدي, وإن عملوا بمقابل, فلتغطية ما يضمن إعادة إنتاجهم كيد عاملة بتعبير كارل ماركس”. من مقال “الغرب المنسي
ختاما أقول، المدينة تحتاج فعلا إلى زيارة ملكية عاجلة، كما تحتاج إلى أن يستقدم مجلس الأعلى للحسابات بقضاته للنبش في ملفات المجالس المتعاقبة، وحتما سيكون الصيد وفيرا”، للمرة الألف يؤكد أبناء المدينة أن منطقتهم “تحتاج لإرادة قوية للتغيير فقد تحولت إلى سجن كبيير..اسمه سيدي سليمان