الشاملة بريس- بقلم: الدكتور محمد سعيد طوغلي
كلما تقدم فينا العمر وأوغلنا في دروبه تشعلنا الذكريات ونتسائل هل مضى الزمن الجميل؟ أين ٱمالنا الكبيرة التي أشعلت الوجدان حماساً وتوقداً ؟ أين أجنحة العنفوان التي حملتنا إلى أقصى الٱمال وأين المستقبل المشرق الذي حلمنا به وتمنيناه لأنفسنا وأولادنا ؟ أكُّل ذلك تسرب من بين أيدينا وأصبح سراباً تذروه الرياح ….نتابع حياتنا بشكل روتيني أصابه الملل نستيقظ في الصباح نحتسي القهوة …نشرب الشاي …نعمل… نضحك ..نثرثر ..ثم نعود إلى بيوتنا نتناول الغداء ونستلقي قليلاً مع هاتفنا النقال.. نهتم قليلاً ..نضحك قليلاً ..هكذا تنسحب النهارات منا.. يأتي الليل وتأتي معه الذكريات ربما مشكلة مرت معنا أوحدث غيرمسار حياتنا أو فتاة أحببناها . فيعصف بنا الحنين ..ربما إلى. ماضِ يترائى لنا ، نعيشه للحظات كأنه الحقيقة فتتفتح مسام الروح على سماع أغنية تطير فيها وتذوب إلى عالم الجمال والحب يراقصها الحنين والشوق ، وبجوار النافذة وعلى صوت خوليو وعبد الحليم المتناغم مع الغروب و ألوان السحب وانعكاس احمرارها على واجهات المباني وكأنه العالم في الخارج شفافاً وبريئاً ويحلم مثلي بماضيه الجميل ،فألوان الروح تختصرالشحوب وتعكس الٱلٱم والٱحزان الباهتة ،فالحميمية أرث من الماضي ..نبكيه …نتخيله ولانملكه ويجرنا طريق الشوق إلى الأحلام التي باتت ضرباً من ضروب الماضي الذي حرسته خيباتنا ، ويسرح بي الخيال بمزيج من الماضي والحاضر واتسائل كم حالنا شبيه بالبحر يأخذنا المد للأمام خطوتين ويعيدنا الجزر عشر خطوات ، لذلك الحلم هو فسحة من الراحة للهروب من واقع وظروف صعبة للغاية تجعلنا نعيش ولو لدقائق بعيداً عن هذا العالم ومامن معين إلا الله .