رسالة إلى ذوي قنوات “روتيني اليومي”
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- فاس : محمد أمقران حمداوي ( 17/09/2023)
ألاحظ أن بعض أصحاب قنوات “روتيني اليومي” ومجموعة كبيرة ممن يسميهم البعض ب” المؤثرين” استغلوا فاجعة الزلزال المدمر الذي أتى على الأخضر واليابس في مجموعة من الدواوير المغربية وذلك بحثا عن رفع منسوب المشاهدات والأرباح وجلب أكبر عدد من المتابعين.
ففي الوقت الذي تبرع فيه ملك البلاد بمليار درهم لفائدة صندوق تدبير آثار الزلزال…
وفي الوقت الذي يتبرع فيه اليوم الفقراء قبل الأغنياء،…
وفي الوقت الذي نظمت فيه القناة الفرنسية إم 6 حفلا خيريا بشراكة مع الصليب الأحمر الفرنسي لفائدة الهلال الأحمر المغربي تحت عنوان” جميعا من أجل المغرب”…
وفي الوقت الذي تلملم فيه الأسر المكلومة جراحها وتدفن موتاها بشكل جماعي …
وفي الوقت الذي اندثرت فيه المعالم الأثرية التي بناها الأجداد وظلت صامدة في وجه عوادي الزمن …
وفي الوقت الذي اندثرت فيه بعض معالم الحضارة الموحدية…
وفي الوقت الذي يعطي فيه عاهل البلاد صفة ” مكفولي الأمة” للأطفال الذين فقدوا أبويهم جراء الزلزال…
هاهم بعض ذوي قنوات “روتيني اليومي” ومجموعة كبيرة من” المؤثرين” يحولون مأساة المنكوبين إلى ملهاة بواسطة ” صورني نصورك”.
عودوا إلى رشدكم واحترموا مشاعر المكلومين والمعطوبين والجرحى… ففي فترة الكوارث يظهر المعدن الأصيل للمواطنين …
إن فترة الكوارث عنوان للإيثار … وللتطوع … وللمواساة… وليس عنوانا للتفكه والملهاة…
فحتى الذين لم يجدوا ما يتبرعون به تبرعوا بصبيب الدماء…
عودوا إلى رشدكم … أنتم في غي وضلال… أم أنكم تطبقون القولة التالية:
” في كل كارثة طبيعية محسنون وناجون ومنتفعون” …
وترددون الحكمة الجديدة:
” أنا ومن بعدي الزلزال”
قد نلتمس لكم العذر المقبول إذا أصبتم بمرض فقدان الذاكرة بسبب الزلزال؟؟؟
انتهوا عن فعلكم الشنيع … وإلا سنعلن حربا إعلامية ضدكم …
تقاطرت المساعدات من كل أرجاء البلاد في مشاهد إنسانية تقشعر لها الأبدان … تقاطرت الدموع من كل المآقي إلا من مآقيكم …
الناس تألموا جوعا وبردا قبل أن تصلهم المساعدات وأنتم تذكروننا بالمثل الشعبي القائل: ” فعام الجوع تتسمان الكلاب” …
ولكم في صاحب ” البيكالة” والقميص الأبيض الذي يحمل نصف كيس من الدقيق خير مثال للمشاعر الصادقة …
ولكم في سيدة الزعفران الكريمة أو مولات الخاتم المضحية خير عنوان للكرم …
أهل الأطلس قاوموا الاستعمار بوسائل تقليدية وأرهبوا المستعمر وهربوا إلى الأعالي…
لا تستغلوا محنتهم للتربح والمتاجرة… فلطالما تسببت أسراب الغربان وطائر البومة في عرقلة السير وقطع الطريق …
حسبي الله ونعم الوكيل…