السكان الأصليون للمغرب وتنوع الثقافات
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد:أ. ذ هِشام حـَلال
تعريف الأمازيغ:
الأمازيغ هم مجموعة من الشعوب الأصلية التي تعيش في مناطق متعددة من شمال أفريقيا، بما في ذلك المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومالي ونيجر والصحراء الكبرى. يتميز الأمازيغ بتاريخ طويل وثقافة غنية. تُعتبر اللغة الأمازيغية من اللغات الأفروآسيوية وتنتمي إلى عائلة اللغات البربرية. كما أن للأمازيغ تقاليدهم وعاداتهم الخاصة وفنونهم الفريدة.
الثقافة الأمازيغية لها أوجه متعددة، بما في ذلك الأدب والموسيقى والرقص والملابس التقليدية والفنون التشكيلية. تعتبر تامازيغت (الأمازيغية) لغتهم الأم، وتتفاوت اللهجات الأمازيغية حسب المنطقة والتواصل الذي تتم به. تعتبر الأمازيغية جزءًا هامًا من الهوية الثقافية والتراث للأمازيغ، وهم مجتمع معترف به رسميًا في العديد من البلدان الأمازيغية، ويوجد لديهم حقوقهم الثقافية واللغوية المضمونة قانونيًا.
من الجدير بالذكر أن الأمازيغ ليسوا مجموعة واحدة واحدة بل يتكونون من مجموعة متنوعة من القبائل والمجتمعات التي تمتلك تفاصيل وثقافة فريدة في كل منطقة.
أمازيغ المغرب:
الأمازيغ السكان الأصليون
أولئك الذين يعتبرون السكان الأصليين للمغرب هم الأمازيغ. يشكلون أقدم السكان في المنطقة، ويعود تاريخ وجودهم في المغرب إلى مئات السنين قبل الميلاد. يعتبر الأمازيغ جزءًا مهمًا من الهوية والتراث المغربيين. بالإضافة إلى الأمازيغ، يشكل العرب الذين هاجروا إلى المغرب في فترة ما بعد الفتح الإسلامي أقلية مهمة من السكان.
اللهجات المستعملة في المغرب:
في المغرب، يتم استخدام عدة لهجات محلية في جميع أنحاء البلاد. هذه اللهجات تختلف قليلاً في النطق والمفردات والتعبيرات الشائعة. ومع ذلك، تعتبر اللهجة الدارجة أو العامية المغربية هي اللهجة الأكثر انتشارًا واستخدامًا في المدينة والحياة اليومية. بالإضافة إلى العامية، توجد أيضًا لهجات أمازيغية، مثل الريفية والتمازيغت، ولهجات أخرى قريبة من اللهجات العربية الأخرى في المنطقة مثل اللهجة الحسانية واللهجة السوسية واللهجة الشمالية، بالإضافة إلى اللهجة الصحراوية المغربية التي يتحدثها السكان في المناطق الصحراوية بالجنوب.
اعتماد اللغة الأمازيغية دستوريا:
تم اعتماد اللغة الأمازيغية دستوريا كلغة رسمية في المغرب في عام 2011 بعد سنوات من المطالبة والنضال من قبل الحركة الثقافية واللغوية الأمازيغية. تم تعديل الدستور المغربي في عام 2011 ليعترف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية مع العربية. وبذلك أصبح المغرب أحد الدول التي تمتلك لغتين رسميتين، تعكسا التنوع الثقافي واللغوي في البلاد.
تم تحديد المادة 5 من الدستور لتحديد اللغتين الرسميتين للبلاد، حيث يُعترف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية وطنية تستخدم في المؤسسات العامة والتعليم ووسائل الإعلام العامة. كما تضمن الدستور حقوق المتحدثين باللغة الأمازيغية في استخدام اللغة الأمازيغية وتعلمها وتطويرها.
هذا الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية كان خطوة هامة نحو تعزيز التنوع الثقافي واللغوي في المغرب وإرساء قواعد للتعايش السلمي والتعددية الثقافية في البلاد. ومنذ ذلك الحين، تم تطوير برامج لتعزيز التعليم والاستخدام الرسمي للغة الأمازيغية في المختلف المجالات الحكومية والتعليمية والإعلامية.