دور التقنيات الحديثة للاستشعار عن بعد في فهم البيئة وتحسين الحياة على الأرض
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد: بدر شاشا باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة دينامية وتدبير البيئة
الاستشعار عن بعد هو تقنية حديثة تستخدم في جمع المعلومات والبيانات من البيئة الخارجية بدون الحاجة إلى التواجد المباشر في الموقع. يُعتبر الاستشعار عن بعد أحد الأدوات الرئيسية في مجالات متعددة مثل الجغرافيا، والزراعة، والبيئة، والطقس، والجيولوجيا، والأمن، والتصوير الفضائي، والتنمية الحضرية، والرصد البيئي.
تُعدّ تقنية الاستشعار عن بعد ذات قيمة هائلة في فهم البيئة وتحليلها، حيث توفر بيانات دقيقة وشاملة دون الحاجة لتكلفة ومجهود كبيرين. فهي تساهم في رصد الظواهر والتغيرات البيئية مثل التغيرات المناخية وانبعاث الغازات الضارة، وتوفير معلومات دقيقة لدعم عمليات الاحصاء والتخطيط الحضري وإدارة الموارد الطبيعية.
تتنوع أدوات الاستشعار عن بعد بين الأقمار الصناعية، والطائرات بدون طيار، وأجهزة الاستشعار الأرضية والبحرية، وتشمل مجموعة واسعة من التقنيات مثل الأشعة تحت الحمراء، والليزر، والموجات الرادارية. تعتمد قيمتها على قدرتها على جمع البيانات بدقة عالية، وتحليلها بطريقة فعالة لاستخلاص المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات.
دور الاستشعار عن بعد لا يقتصر فقط على جمع البيانات، بل يتعداه ليشمل التحليل والتفسير والتوجيه نحو السياسات والاستراتيجيات البيئية والتنموية. فهي توفر للمجتمع العالمي أدوات قوية لفهم التغيرات البيئية واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
إن تطبيقات الاستشعار عن بعد تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث تستخدم في مجالات متنوعة وحيوية. في مجال الزراعة، تُستخدم تقنيات الاستشعار لمراقبة النباتات وتقييم صحتها، وتحديد احتياجاتها المائية والغذائية، مما يسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل. في مجال الطقس، تُستخدم بيانات الاستشعار لتوقع الظواهر الجوية المتغيرة والكوارث الطبيعية، مما يساعد في إصدار التحذيرات المبكرة وتخفيف الأضرار.
في المجال البيئي، تُستخدم التقنيات البيئية لرصد تلوث الهواء والمياه، ومراقبة التغيرات في الغطاء النباتي وتدهور التنوع البيولوجي، وهو ما يسهم في وضع استراتيجيات للحفاظ على البيئة وتقليل الآثار السلبية على الحياة البرية والبشرية.
في مجال الطب، يُستخدم الاستشعار عن بعد في تحديد توزيع الأمراض والأوبئة وتتبع انتشارها، وتقديم بيانات دقيقة للجهات الصحية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية والتدخل المبكر.
بهذه الطريقة، تعتبر التقنيات الحديثة للاستشعار عن بعد أدوات قيمة لفهم وحماية البيئة وتحسين الحياة على الأرض. ومع استمرار التطور التقني، من المتوقع أن تزيد قيمتها وتتعدى حدود الاستخدامات الحالية لتلبية احتياجات المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة.
يُعتبر الاستشعار عن بعد تقنية حيوية تلعب دوراً أساسياً في فهم البيئة والتنمية المستدامة، وتوفير بيانات دقيقة وشاملة لدعم عمليات الرصد والتخطيط واتخاذ القرارات في مختلف المجالات.