أخبار عاجلة

محمد عمرا: أين تولي فرنسا وجهها؟ بين الإرهاب والجريمة المنظمة

محمد عمرا: أين تولي فرنسا وجهها؟ بين الإرهاب والجريمة المنظمة

الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: زكية لعروسي

فرنسا، ذلك البلد الذي احتضن الكثير، أصبحت اليوم تواجه سؤالا مصيريا: إلى أين تولي وجهها في معركتها ضد الجريمة والإرهاب؟ هل تركز على المتطرفين الذين ينفذون عمليات إرهابية تهز أمنها، أم تضع كل ثقلها في مواجهة مجرمين مثل محمد عمرا الجزائري الجنسية، الذين لا يحملون أسلحة نارية لكنهم يزرعون سموما تقتل ببطء، مخدرات تفتك بالشباب وتحطم مستقبلهم؟

محمد عمرا، الملقب بـ”الذبانة”، ليس مجرد اسم في عالم الجريمة، بل هو تجسيد لمنظومة فساد وإجرام ممتدة عبر القارات. بجرائمه التي تخطت الحدود، استطاع أن يثبت أن المافيا الحديثة لا تحتاج إلى سلاح ظاهر، بل يكفيها التحكم في تجارة المخدرات، تدمير العقول، وإفساد أجيال بأكملها. فهل يختلف هذا عن الإرهاب؟ ألا يُعد تدمير مستقبل الشباب وإغراقهم في مستنقع المخدرات إرهابا من نوع آخر؟

احتضنت فرنسا الكثير من المهاجرين ومنحتهم فرصة لحياة جديدة، لكن بعضهم لم يرد الجميل، بل طعنها من الخلف. مثلما شهدت هجمات إرهابية نفذها متطرفون استغلوا انفتاحها، فإنها اليوم تواجه خطرا آخر من مجرمين مثل عمرا، ممن استغلوا نظامها القانوني والسياسي ليبنوا إمبراطورياتهم السوداء على أراضيها.
بأي منطق نقتل ثم نحاول تبرير ذلك بحجة الانتقام أو الظروف الصعبة؟ كيف لمن عاش في بلد وفر له كل شيء أن يرد الجميل بزرع الخراب؟ فرنسا تحتضنك، فهل يكون ردك الطعنة؟ فأين الحل؟

الحل لا يكمن فقط في بناء “سجون منيعة” أو في زيادة العقوبات، بل في تغيير جذري للمنظومة التي سمحت بنشوء أمثال محمد عمرا. لا بد من مواجهة أسباب الجريمة، من التهميش والفقر إلى الفساد الذي يسمح بازدهار تجارة المخدرات.
كما أن المعركة ضد الإرهاب يجب ألا تكون بمعزل عن المعركة ضد الجريمة المنظمة. فكلاهما يهدد المجتمع، وكلاهما يستخدم الشبكات السوداء للتمويل والتوسع. إذا لم تعالج فرنسا جذور المشكلة، فستظل تدور في حلقة مفرغة، تقاتل الأفاعي بينما تعجز عن تدمير أوكارها.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل تدرك فرنسا أن أعداءها ليسوا فقط من يحملون البنادق والمتفجرات، بل أيضا من يدمرون العقول وينخرون المجتمع من الداخل؟

شاهد أيضاً

ندوة في القاهرة رفضا لمشروع ترامب بالتهجير القسري واشادة بدور جبهات الاسناد

ندوة في القاهرة رفضا لمشروع ترامب بالتهجير القسري واشادة بدور جبهات الاسناد خاص الشاملة بريس: …

منظومه عمال مصر: تدعم الرئيس السيسي ضد قرارات ترامب وتتضامن معه.. وترسل مساعدات انسانيه لغزه.. وتعلن المساهمه في حمله اعاده البناء َوالإعمار 

بمظاهره تأييد للرئيس بمحيط المجمع..  “منظومه عمال مصر” تدعم الرئيس السيسي ضد قرارات ترامب وتتضامن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *