إفطار بوجهين: لقاء تحت عباءة الدين وأجندة ضد الشرعية والثوابت الوطنية

إفطار بوجهين: لقاء تحت عباءة الدين وأجندة ضد الشرعية والثوابت الوطنية

الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: فيصل مرجاني

في خطوة تعكس نواياها الحقيقية وتوجهاتها المشبوهة، اجتمعت هذا الأسبوع ثلاث جماعات ذات مرجعيات أيديولوجية راديكالية، وهي جماعة التوحيد والإصلاح، جماعة العدل والإحسان، والحركة من أجل الأمة، فيما أسمته “إفطارًا رمضانيًا”، لم يكن سوى غطاء لتمرير رسائلها السياسية المسمومة، في سياق محاولاتها الدؤوبة لتقويض أسس الشرعية التي يجتمع عليها المغاربة، والطعن في الثوابت التي شكلت على مدار التاريخ صمام الأمان لوحدة الوطن واستقراره. هذه الجماعات، التي لم تتوقف يومًا عن بث سمومها، وجدت في هذا اللقاء فرصة جديدة لإعادة تنظيم صفوفها، وتنسيق خططها الرامية إلى اختراق النسيج الوطني، ومحاولة إحياء أوهامها البائدة.

ما يفضح حقيقة هذا اللقاء، ويكشف بشكل لا يدع مجالًا للشك عن نوايا أصحابه، هو ما ورد في ختام بلاغهم المشترك، حيث جاء فيه: “وخُتم اللقاء بالدعاء الصالح لما فيه نصرة ديننا الحنيف وخدمة القضايا العادلة لوطننا الحبيب وأمتنا الإسلامية وأهلنا في فلسطين.” صياغة ماكرة، تتعمد إغفال الدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، في إسقاط متعمد لا يمكن اعتباره زلّة أو سهوًا، بل هو موقف ممنهج، مقصود ومدروس، يهدف إلى تقويض الشرعية التاريخية للعرش العلوي، والتشكيك في الرابطة العميقة التي تجمع بين المغاربة وملكهم. إن هذا التجاهل الفاضح ليس سوى امتداد لمشروع خبيث، تسعى هذه الجماعات إلى تمريره بخبث وتدرّج، متوهمة أنها قادرة على إحداث شرخ في البنيان الراسخ للشرعية المغربية.

هذه التيارات، التي لا تكف عن التباكي تحت يافطات الديمقراطية وحرية التعبير، ليست في حقيقتها سوى أدوات بائسة لخطاب استبدادي إقصائي، لا يعترف إلا بذاته، ولا يرى في المخالفين له إلا خونة وعملاء ومارقين. تتستر خلف الشعارات البراقة، لكنها في جوهرها لا تؤمن إلا بمنطق الإلغاء، ولا تتردد في تكفير وتشويه كل من يقف في وجه مشروعها الظلامي. تستغل القضايا الوطنية والقومية بانتقائية مفضوحة، فتحرّك خطابها وفقًا لمصالحها، وتوظف مفاهيم الوطنية والسيادة بأسلوب انتهازي يخدم أجنداتها العابرة للحدود، والتي لا تمت بصلة للمصلحة العليا للمغرب.

إن هذه الجماعات لم تتوقف يومًا عن محاولة التشكيك في المؤسسات الوطنية، والطعن في خيارات الدولة الاستراتيجية، مستغلة المناسبات الدينية والسياسية لاختراق الرأي العام، وبث الشكوك، وإعادة تدوير أطروحاتها البالية التي رفضها المغاربة مرارًا وتكرارًا. لكن مهما حاولت التلاعب بالعقول، ومهما راهنت على ترويج أوهامها، فإنها لن تفلح في اختراق جدار الوعي الشعبي الذي أثبت في كل محطة مفصلية أنه عصي على الاختراق، وأنه ثابت في ولائه لعرشه ودولته ومؤسساته الشرعية.

المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ماضٍ بثقة نحو المستقبل، ولن يسمح لهذه الفئات المعزولة بأن تشوش على مسيرته أو أن تعيد عقارب الزمن إلى الوراء. إن الإجماع الوطني، الذي تآمرت عليه هذه الجماعات لعقود، لا يزال أقوى من كل مخططاتها، وإن المغاربة، بوعيهم العميق بتاريخهم وهويتهم، يدركون تمامًا أن هذه التيارات ليست سوى أدوات لفوضى موجهة، وأن مشروعها الظلامي لن يكون له مكان في مغرب اليوم ولا في مغرب الغد.

شاهد أيضاً

مغرب الحضارة يوم مشهود.. السلطان والقرآن معا من أجل تنمية عادلة ومستدامة

مغرب الحضارة يوم مشهود.. السلطان والقرآن معا من أجل تنمية عادلة ومستدامة الشاملة بريس بالمغرب …

عالم يحتفي بالعلم في مختبراته ويُحرّمه في محاكمه

عالم يحتفي بالعلم في مختبراته ويُحرّمه في محاكمه الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد: فيصل مرجاني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *