أخبار عاجلة

سجلماسة تنادي: تاريخ لا يأبى النسيان!

سجلماسة تنادي: تاريخ لا يأبى النسيان!

الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد: ذ. زكية العروسي

 

مدينة سجلماسة الاسطورة تناديكم اليوم بنداء يزلزل الصمت، بنداء المجد الذي يتداعى تحت وطأة النسيان والإهمال. كيف يعقل أن تذبل الريصاني مهد الدولة العلوية، ومرقد الشرفاء، ومنبع العلم والورع، تحت أعيننا دون أن نحرك ساكنا؟ كيف لنا أن نترك إرث سجلماسة، قلب التجارة الصحراوية، يتلاشى كما لو لم يكن يوما شريانا نابضا في جسد المغرب العريق؟

هنا، في هذه الأرض التي أنجبت السلاطين والعلماء، ولد المولى إسماعيل، وهنا يرقد الحسن الداخل، مؤسس السلالة العلوية. هنا كانت القوافل تلتقي، والتجارة تزدهر، والعلم يترسخ في الزوايا والقصبات. قصر تابوعصامت، الذي صمد أمام الزمن، لم يكن مجرد جدران، بل كان قلبا نابضا بالحرف والصناعات، ودارا لضرب العملة. قصر تانجيوت والمأمون كانا حصونا احتضنت التجار، المسلمين واليهود، الذين أسهموا في ازدهار سجلماسة. واليوم، بعد قرون، تتحول هذه القصور إلى أنقاض تتآكل بصمت، وكأنها لم تكن يوما شاهدا على حضارة عظيمة.

أيعقل أن نترك قصر أبحار وقصبة الشرفاء احمني طعمة للرمال؟ هل نرضى بأن تطمس قصور سجلماسة التي احتضنت أعظم الأسواق وأقامت صروحا علمية كزاوية تابوبكرت الغازية وزاوية الماطي؟ كيف نسمح لهذه الذاكرة الحية بأن تتحول إلى مجرد حكايات تُروى دون أثر يُرى؟

الريصاني ليست مجرد تاريخ مضى، بل إرث يمكن أن يكون قاطرة للتنمية. هذه المآثر ليست حجارة صامتة، بل هوية نابضة بالحياة، يمكن أن تكون منارة ثقافية وسياحية تعيد الروح إلى هذه الربوع المنسية. كيف نمتلك أقدم الأسواق في المغرب، سوق الريصاني العريق، ولا نحفظه من الاندثار؟ كيف نغفل عن كنز كهذا، بينما يمكنه أن يكون رافدا اقتصاديا لأهل المنطقة؟

نريد لهذه المدينة أن تحيا دون أن تفقد أصالتها، أن تستعيد مجدها دون أن تمسخ هويتها. إنقاذ القصور والقصبات ليس مجرد حماية للتاريخ، بل هو استثمار في المستقبل، خلق لفرص العمل، تنشيط للسياحة، وإحياء لحياة كادت أن تندثر.

نطالب بترميم هذه المآثر ولما لا إدراجها ضمن التراث العالمي. نريد أن نرى مدارس تعيد إحياء علوم الشرفاء، مستشفيات تخدم أبناء الأرض الطيبة، وأسواقا تستعيد نبضها القديم. تخيلوا لو تم ترميم هذه القصور وتحويلها إلى مراكز ثقافية وسياحية، كيف ستعود التجارة، وتنبض الحياة في شرايين المدينة، ويعود الأمل إلى وجوه أهلها؟

إعادة الاعتبار لهذا الإرث العظيم ليست ترفا، بل واجب علينا جميعا. فإما أن ننهض به، أو نتركه يموت بصمت، ليصبح مجرد ذكرى بلا أثر. إنها صرخة من قلب التاريخ… فهل من مجيب؟

شاهد أيضاً

السيد عبد الجبار الرشيدي كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، يجتمع ببرلين مع عدة وزراء أفارقة للإعلان عن الشبكة الإفريقية للإعاقة

بلاغ صحفي السيد عبد الجبار الرشيدي كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، يجتمع ببرلين مع عدة …

أوهام الوطن البديل !!

أوهام الوطن البديل !! الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد: عبده حقي أنا ابن هذا الوطن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *