المغرب يسطع من اليونسكو: حين يصبح التراث سفيرا
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: زكية لعروسي 
في قلب العاصمة الفرنسية، وبين جدران منظمة اليونسكو، أطلّ المغرب بثقله الحضاري وأصالته الفريدة، من خلال معرض ساحر لفنونه التقليدية. لم يكن الحدث مجرد عرض للحرف اليدوية، بل كان بيانا ثقافيا يعبّر عن بلدٍ يعرف من أين أتى، وإلى أين يسير.
الزربية المغربية، القفطان، الزليج، النحاس، الحناء… كلها ليست مجرد صناعات، بل رموز لهوية ضاربة في الجذور. وفي كل ركن من المعرض، كان المغرب يحكي قصته بلغة الإبداع، يعرض روحه لا منتجاته فقط.
التقيت بالحرفي المتألق عبد اللطيف راجي، أحد حماة الزليج المغربي، الذي تحدّث عن مهنته كما لو كانت جزءاً من جسده. قالها بحرقة وفخر: “الزليج مثل الأم… نتنفسه، نعيشه، ونموت دونه.” وبرعاية السفير المغربي لدى اليونسكو، السيد سمير الدهر، الذي لا يخفي شغفه بهذا الفن، أثبت المغرب مرة أخرى أنه يقدّر موروثه ويحرص على تصديره إلى العالم.
لكن، وسط هذا التألق، يُطرح السؤال: هل نهتم بما لدينا كما يهتم به العالم؟ الحرفيون يدقّون ناقوس الخطر، ويطالبون بدعم الشباب وتحسيسهم بأهمية هذا الإرث الذي يميّز المغرب عن سواه.
المعرض كان عرساً حقيقياً، حضرته تيزنيت بفنّها النحاسي، والقفطان المغربي برقيّه، ونقوش الحناء التي تأسر العيون. وكل ذلك تم تحت مظلة دبلوماسية ملكية بعيدة النظر، تجعل من التراث أداة قوة ناعمة، ومن الثقافة جسرا حضاريا.
نحن لا نملك فقط التاريخ، بل نمتلك الحرفية والدقة والروح. ولنا أن نعتزّ أننا مغاربة.
نعم، المغرب يلمع، ومن لا تراث له لا مجد له.