الشاملة بريس صحيفة ورقية والكترونية مستقلة شاملة
مجمع التنمية البشرية بعين قادوس مشتل لمجموعة من الورشات في تخصصات مختلفة ا
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- فاس: محمد أمقران حمداوي
في قلب حي عين قادوس بمدينة فاس، ينبض مجمع التنمية البشرية بحيوية مدهشة، حيث يلتقي التكوين المهني بالإبداع اليدوي، ويندمج العمل الاجتماعي بالتنمية الذاتية. هذا الفضاء ليس مجرد بناية إسمنتية، بل هو مختبر حي لتفجير الطاقات وصقل المواهب وتمكين الشباب والنساء من مهارات عملية تفتح لهم أبواب العمل والإنتاج، بل وحتى التصدير إلى الخارج.
من بين أبرز الورشات التي يزخر بها هذا المجمع، تبرز ورشة الألعاب البيداغوجية الخشبية، التي يديرها باقتدار الأستاذ محمد البوزيدي رفقة زوجته مونية. هذه الورشة تقدم ألعابا تعليمية مبتكرة، مصنوعة من الخشب، تستهدف تلاميذ المرحلة الابتدائية، وتدمج بين التعلم واللعب في قالب تربوي جذاب. الألعاب تهم بالأساس تنمية المهارات في القراءة والرياضيات، وتشكل وسيلة بيداغوجية فعالة يستحق أن تستفيد منها المؤسسات التعليمية العمومية. وهنا يُطرح السؤال بإلحاح على الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس: لماذا لا تنفتح على هذه المبادرة المحلية الفريدة وتقدم الدعم اللازم للرقي بأساليب التعلم الحديثة؟ إنها فرصة ذهبية لتجديد الوسائل التعليمية بلمسة مغربية صِرفة.
أما باقي الورشات في المجمع، فهي بدورها لا تقل أهمية، وتشكل منظومة متكاملة للتكوين والإنتاج، نذكر منها:
ورشة الجلد: يتعلم فيها صناعة الحقائب، المحافظ، والأحزمة الجلدية، باستخدام تقنيات تقليدية وحديثة.
ورشة الفخار: حيث تُصنع تحف خزفية يدوية بجمالية مغربية تقليدية، تُستخدم للزينة أو الاستعمال اليومي، وتجد لها زبائن من داخل المغرب وخارجه.
ورشة الحديد: يتم فيها تعليم تقنيات اللحام وصناعة الهياكل المعدنية، مع التركيز على السلامة والجودة في الإنتاج.
ورشة خياطة الأفرشة: تُنتج أغطية وأفرشة بجودة عالية، سواء للاستعمال المنزلي أو الفنادق.
ورشة النقش على الخشب: يُلقَّن فيها فن النحت على الخشب لإنتاج ديكورات فنية، تُستعمل في الأثاث أو التزيين الداخلي.
ورشة النجارة: يشتغلصاحبها على تصنيع الأثاث المنزلي والمكتبي وفق طلبات الزبناء وبمواصفات دقيقة.
ورشة صناعة الأحذية: يتم فيها تصميم وخياطة الأحذية التقليدية والعصرية، مع اعتماد جودة الخياطة والدقة في المقاسات.
ورشة الأفرشة: تركز على صناعة الوسائد والأغطية المنزلية بأقمشة وألوان متنوعة تُلائم أذواق الزبناء.
المنتوجات التي تخرج من رحم هذه الورشات لا تظل حبيسة فاس، بل تجد طريقها إلى الأسواق المغربية، بل وتُصدّر أحيانا إلى الخارج، مما يُبرز القيمة الاقتصادية والاجتماعية لهذا المجمع.
مجمع التنمية البشرية بعين قادوس ليس فقط فضاء للتكوين، بل هو قصة نجاح جماعي، يُجسد كيف يمكن للرأسمال البشري المحلي أن يتحول إلى طاقة منتجة، إذا ما تم توفير الدعم والتأطير اللازمين. إنه نموذج يجب أن يُحتذى به في باقي المدن المغربية.
