فاس مدارس الريادة بين الطموح والتأجيل: بداية متعثرة للموسم الدراسي
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: عبد الحكيم البقريني
انطلق الموسم الدراسي الجديد قبل أسبوعين وسط آمال كبيرة علّقتها الأسر والأطر التربوية على مشروع “مدارس الريادة”، الذي راهنت وزارة التربية الوطنية على جعله نموذجا لتجويد التعلمات وتجديد الوسائل البيداغوجية. غير أنّ الواقع داخل بعض المؤسسات التعليمية بمدينة فاس يكشف عن بداية متعثرة، تُثير قلق التلاميذ وأوليائهم.
فرغم الشعارات المرفوعة حول الرقمنة وتوفير الوسائل الداعمة للتعلم، لم تتوصل مدارس الريادة بعدُ بالمعدات الموعودة، وفي مقدمتها الحواسيب التي يفترض أن تُحدث نقلة نوعية في الممارسة الصفية. كما سُجّلت خصاصات في الكراسات الخاصة ببعض المواد، وعلى رأسها اللغة العربية بالسنة الثانية إعدادي، فضلا عن غياب بعض السبورات التي كانت من بين وعود المشروع.
عدد من الأساتذة عبّروا عن استيائهم من هذا الوضع، مؤكدين أنّ غياب الوسائل الضرورية يُفرغ المشروع من محتواه، ويجعل التلميذ ينتظر إصلاحا مؤجلا لا يخدم مصلحته الآنية. أما أولياء الأمور، فيرون أنّ التأخير في توفير الوسائل يخلق فجوة بين الخطاب الرسمي والواقع، ويؤثر على صورة المدرسة العمومية.
في المقابل، أفادت مصادر من داخل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين أنّ عملية تجهيز المؤسسات ما زالت جارية، وأن الدفعات الأولى من المعدات ستصل قريبا إلى المدارس المعنية. غير أنّ السؤال الذي يطرحه المتتبعون هو: هل يكفي “قريبا” لإنقاذ موسم دراسي بدأ بالفعل، ويحتاج إلى أدواته منذ اليوم الأول؟
يبقى مشروع “مدارس الريادة” مبادرة طموحة تستحق النجاح، لكن نجاحها رهين بترجمة الوعود إلى واقع ملموس داخل الفصول الدراسية، حتى لا تظل الشعارات أكبر من الإمكانات.