أخبار عاجلة

جيل Z بين غضب الشارع وصمت الحكومة: مطالب مشروعة في مواجهة انسداد الأفق

جيل Z بين غضب الشارع وصمت الحكومة: مطالب مشروعة في مواجهة انسداد الأفق

الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: أنوار العسري

يشهد المغرب في الآونة الأخيرة حراكًا اجتماعيًا تصدره فئة شباب جيل Z، الذين انتقلوا من الفضاء الرقمي إلى الساحات العامة للتعبير عن ضجرهم من واقع اجتماعي خانق. خرجوا بلا وسطاء حزبيين، حاملين مطالب واضحة: تعليم يفتح أبواب المستقبل، صحة تحفظ الكرامة، شغل يقي من الضياع، وعدالة اجتماعية تنصف المهمشين.

ما يثير القلق هو احتمال تحول حق الاحتجاج إلى مناخ من الفوضى الذي يفرّغ المطالب من مضمونها. الاعتداء على الممتلكات العامة أو على رجال الأمن لا يخدم القضية، بل يضر بالمواطن أولًا وآخرًا. وحتى العنف ضد المتظاهرين مرفوض بتاتًا؛ فالمطالب العادلة لا تحتاج إلى حجر ولا نار، بل إلى وعي وحوار ومسؤولية من كل الأطراف.

من جهة أخرى، يبدو أن الحكومة اكتفت بشعارات “الدولة الاجتماعية” دون ترجمتها إلى سياسات عملية قادرة على تهدئة الشارع وتحسين ظروف المواطن. هذا الغياب عن تقديم حلول ملموسة عمّق من الإحساس بانسداد الأفق، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع جودة الخدمات الأساسية.

ظهرت مؤشرات عدم الرضا داخل المؤسسات أيضًا؛ ملتمس الرقابة الذي قدّمه الفريق الاشتراكي يعكس عدم رضا سياسي، في حين حول الشباب احتجاجهم إلى نوع من الرقابة الشعبية التي تضع أداء الحكومة تحت مجهر الشارع. الرسالة واضحة: الصمت الرسمي لم يعد مقبولًا.

على صعيد آخر، يخشى المراقبون أن سنوات الجهد لبناء صورة “الشرطة المواطنة” تتأثر سلبًا بسبب سياسات جعلت رجال الأمن في مرآة جزء من الجمهور رمزًا للقمع لا للحماية، وهو ما يضر بمصداقية المؤسسة وبصورة الدولة عمومًا.

في ظل هذا المشهد ترتفع المطالب بمحاسبة كل من تورط في اختلاس أو تبديد المال العام، خصوصًا ما يتعلق بصناديق المقاصة والتقاعد والدعم الفلاحي وصناديق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وصندوق دعم المتضررين في الحوز والدقيق حسابات في صفقات المشبوهة وربط محاسبة بالمسؤولية. استمرار الصمت أمام هذه القضايا يُقرأ كدليل على تواطؤ أو ضعف في الإرادة الإصلاحية، ما يعمّق فجوة الثقة بين المواطن والدولة.

الخلاصة: ما يريده الشارع اليوم ليس مجرد احتجاج عرضي، بل برنامج إصلاحي حقيقي يعيد الاعتبار للتعليم والصحة والعمل، ويفتح قنوات حوار مستمرة مع الشباب. من دون ذلك، تبقى المخاطر مفتوحة أمام مزيد من الاحتقان الذي لا يخدم أحدًا سوى الفوضى والمستفيدين من هشاشة المؤسسات.

الله 🇲🇦 الوطن 🇲🇦 الملك 🇲🇦

شاهد أيضاً

تحولات الاحتجاج المغربي من 20 فبراير إلى جيل “زد”

تحولات الاحتجاج المغربي من 20 فبراير إلى جيل “زد” الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: عبده …

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بالعرائش: الإفراج عن الموقوفين وتغليب مصلحة الوطن أولوية

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بالعرائش: الإفراج عن الموقوفين وتغليب مصلحة الوطن أولوية الشاملة بريس بالمغرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *