رضوانالتوابي.. سائق حافلة يُجسّد المعنى الحقيقي للمهنية والإنسانية في النقل الحضري بمكناس
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: د. هشام حلال
في زمن تكثر فيه الشكاوى من خدمات النقل الحضري وتراجع حس المسؤولية لدى البعض، يظهر أشخاص يثبتون أن المهنية والاحترام لا يزالان قائمين في هذا القطاع الحيوي، ومن بين هؤلاء يبرز اسم رضوان التوابي، سائق حافلة يعمل على خط -رقم 13- الرابط بين السوق المركزي بحمرية وحي الضحى الدخيسة بإقليم مكناس.
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال لم يكن مجرد تجربة عابرة، بل موقف إنساني ومهني يستحق الإشادة، فبينما كنت أبحث عن وسيلة نقل أقلني من جماعة ويسلان في اتجاه المدينة الجديدة حمرية، وأمام غياب وسائل النقل أو امتلائها، توقّفت الحافلة رقم 13، ليبادر سائقها رضوان بالتوقف رغم أن مكان وقوفي لم يكن محطة معتادة. بابتسامة هادئة وروح خدمية عالية، فتح باب الحافلة دون تردد، ليسمح لي بالصعود ويضمن استمراري في طريقي.
رضوان لم يكن مجرد سائق يؤدي وظيفته، بل مثال حقيقي للاحترام والإنصات لمعاناة الركاب، فمنذ لحظة صعودي إلى الحافلة، لاحظت تعامله اللبق مع الجميع، وحرصه على سلامة الركاب ونظامية السير لم تكن هناك أصوات صاخبة، ولا توقفات عشوائية، ولا تجاهل لمشاكل الركاب كما قد يحدث أحيانًا في هذا القطاع.
نحن كركاب في أمسّ الحاجة إلى سائقين من طينة هذا الرجل، يقدرون المواطن كما يقدّرهم المواطن. فالنقل الحضري ليس مجرد وسيلة للوصول من مكان إلى آخر، بل هو انعكاس لثقافة المدينة واحترامها لساكنتها.
إن تسليط الضوء على مثل هذه النماذج الإيجابية ليس ترفًا، بل ضرورة لتشجيع المهنية والانضباط، وتحفيز الجهات المعنية على تكريم مثل هؤلاء وتقديمهم كنماذج يُحتذى بها. فشكراً رضوان، وشكراً لكل من لا يزال يحمل همّ المواطن في قلبه، ويجعل من عمله اليومي رسالة سامية قبل أن يكون وظيفةً.