أخبار عاجلة

ماذنب المنشآت ورجال الأمن بأخطاء السياسيين

ماذنب المنشآت ورجال الأمن بأخطاء السياسيين .

الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: ضعيف عبد الإله 

أيها الإخوة المواطنون، أيتها الأخوات، يا شباب المغرب الأحرار،

نقف اليوم وقفة صدق أمام سؤال جوهري يهز ضمائرنا جميعًا: ما ذنب المنشآت العمومية، وما ذنب رجال الأمن بمختلف مكوناتهم، أن يتحملوا وزرَ أخطاء السياسيين، أو أن يكونوا أولَ المستهدفين من طرف دعاة الفتنة والخيانة والإجرام.إننا نعيش في وطنٍ عظيم، بقيادة ملكٍ عظيم، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي لا يدّخر جهدًا في سبيل رفعة المغرب وضمان كرامة أبنائه. ومع ذلك، تطل علينا بين الفينة والأخرى أصواتٌ مأجورة وأيادٍ آثمة تريد أن تُحوِّل المطالب الاجتماعية المشروعة — التي يكفلها دستورنا الحي — إلى أدوات فوضى وذريعة للتخريب.

المطالب حق لكن التخريب جريمة

لا يختلف اثنان في أن إصلاح التعليم والصحة والتشغيل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، هي مطالب عادلة ومشروعة. ولكن الطريق إلى تحقيقها يجب أن يكون عبر الحوار والمؤسسات، عبر التعبير السلمي والنضال الديمقراطي، لا عبر العنف ولا عبر تحويل الشوارع إلى ساحات مواجهة.

ما وقع في بعض المدن المغربية، وعلى رأسها ما شهدته إنزكان من أحداث مؤسفة، لم يكن نضالاً ولا مطالبة بالإصلاح، بل كان عملاً إجراميًا وإرهابيًا استهدف الممتلكات العامة ورجال الأمن الأبرياء.إن التخريب لا يقرّبنا من الإصلاح، بل يؤخره. والاعتداء على الشرطي أو الدركي أو رجل القوات المساعدة ليس بطولة ولا شجاعة، بل هو طعنة في ظهر الوطن، وخيانة لدماء شهداء حرروا هذا البلد من الاستعمار وبنوا لنا المؤسسات التي ننعم بها اليوم.

رجال الأمن إخواننا لا أعداؤنا

أيها الشباب المغربي، تذكروا أن رجال الأمن الذين يقفون في الشوارع، في البرد والحر، في الليل والنهار، ليسوا خصومًا لكم. إنهم إخوتكم وأبناؤكم وآباؤكم. هم الذين يواجهون المجرمين والمتطرفين والمهربين لحماية أرواحكم ومستقبلكم. هم الذين يقفون سدًا منيعًا أمام كل من يريد أن يزرع الفوضى أو يستهدف وحدتنا الترابية.إن الاعتداء على هؤلاء الشرفاء هو اعتداء على الوطن بأكمله، وهو خدمة مجانية لأعداء المغرب في الداخل والخارج. فلا تنخدعوا بمن يسعى لاستغلال براءتكم وحماسكم، ولا تجعلوا من أنفسكم أدوات في يد من يريد إشعال الفتنة.

ملكنا رمز العطاء والتضحية

إن جلالة الملك محمد السادس، أيده الله، كان ولا يزال إلى جانب شعبه في السراء والضراء. يكفي أن نتذكر كيف كان دائمًا في الصفوف الأمامية خلال جائحة كوفيد-19، يوجّه ويؤمّن ويضحي من أجل صحة المغاربة. ورغم ظروفه الصحية، لم يتوقف عن تدشين مشاريع كبرى في الصحة والتعليم والبنيات التحتية، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: أن يجعل المغرب من الدول الكبرى، وأن يضمن لشعبه العيش الكريم.أفلا يستحق منا هذا القائد العظيم أن نكون أوفياء له، أوفياء لوطننا، أوفياء لدماء أجدادنا الذين صنعوا الاستقلال.شكر واعتزاز

من هذا المنبر، أرفع عظيم الامتنان والشكر لوزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، وللقضاء النزيه، ولرجال الأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والجيش الملكي الباسل. هؤلاء جميعًا يحمون استقرار المغرب ويجعلوننا ننام آمنين مطمئنين. بفضلهم تبقى راية المغرب عالية خفاقة، وبفضلهم يبقى وطننا صامدًا في وجه المؤامرات والخصوم.

كلمة أخيرة إلى الشباب

أيها الشباب، أنتم عماد الوطن، أنتم أمل الغد ورهان المستقبل. فلا تجعلوا حماسكم ينحرف عن مساره الصحيح. شاركوا في البناء لا في الهدم، في الإصلاح لا في التخريب، في الوحدة لا في الفتنة. إن المغرب يسير بسرعة نحو التقدم، ولا بد أن نكون جميعًا في مستوى تضحيات ملكنا ووطننا.

الوطن أمانة في أعناقنا، والمستقبل ملك لنا ولأبنائنا. فلنحافظ عليه، ولندافع عن وحدته وثوابته ومقدساته. ولنجعل من أصواتنا ومطالبنا قوة إصلاحٍ وسلم، لا وقودًا للفوضى والتخريب.

حفظ الله المغرب، وحفظ ملكه الهمام، وأدام على وطننا الأمن والاستقرار.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضاً

تحولات الاحتجاج المغربي من 20 فبراير إلى جيل “زد”

تحولات الاحتجاج المغربي من 20 فبراير إلى جيل “زد” الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: عبده …

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بالعرائش: الإفراج عن الموقوفين وتغليب مصلحة الوطن أولوية

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بالعرائش: الإفراج عن الموقوفين وتغليب مصلحة الوطن أولوية الشاملة بريس بالمغرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *