صرخة أمل في وجه الصمت الإداري: أسر ودادية البركة بكلميم بين الانتظار والمعاناة
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد: عادل أجوقا – ݣلميم

في قلب الجنوب المغربي، حيث يمتزج الصبر بصلابة الإنسان الصحراوي، تعيش أكثر من 300 أسرة منخرطة في ودادية البركة بكلميم مأساة صامتة امتدت لسنوات طويلة. مأساة عنوانها تأخر رخص البناء، وفصولها معاناة إنسانية تتكرر كل يوم بين الجدران المؤقتة للمنازل المكترية وأحلام السكن الكريم المؤجلة.
هذه الأسر، التي تضم متقاعدين وأرباب أسر وشبابًا أنهكتهم تكاليف الحياة، لم تطلب سوى حقها المشروع في السكن. حق كفله الدستور وضمانات الدولة الاجتماعية. إلا أن الواقع، كما يرويه المنخرطون، مختلف تمامًا! أبواب مغلقة، وملفات نائمة في الرفوف، وصمت إداري يطيل أمد الانتظار.
ورغم استكمال جميع الإجراءات القانونية، من اقتناء الأراضي إلى أداء الرسوم واستيفاء الشروط التقنية، لا تزال الرخص تراوح مكانها. البعض باع أثاث منزله، وآخرون رهنوا ممتلكاتهم أو يعيشون تحت ضغط الكراء، في وقت تتصاعد فيه الأسعار وتزداد المعاناة اليومية حدّ الاختناق.

“لقد تعبنا من المراسلات والوعود… نريد فقط أن نبني بيوتنا ونستقر”، بهذه العبارة يلخص أحد المتضررين وجع مئات الأسر التي نظمت وقفات احتجاجية متكررة أمام مقر المجلس الجماعي وولاية جهة كلميم واد نون، في محاولة لإسماع صوتها بعد أن فقدت الأمل في المساطر الإدارية العادية.
وتعكس هذه القضية صورة مصغّرة عن أزمة السكن في المغرب، حيث تتقاطع فيها البيروقراطية مع بطء الإجراءات، في مواجهة طموحات مواطنين يريدون فقط أن يعيشوا حياة كريمة داخل مساكنهم الخاصة. كما تطرح أسئلة جوهرية حول مسؤولية المؤسسات المنتخبة والإدارات التقنية في ضمان حق المواطنين في السكن، وتسريع معالجة الملفات بما ينسجم مع مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
أسر ودادية البركة لا تطلب المستحيل، بل تنتظر فقط من يسمع صرختها. صرخة أمل في وجه الظروف الصعبة، قد تتحول — إن لاقت آذانًا صاغية — إلى قصة انتصار إنساني على البيروقراطية والتهميش.
الشاملة بريس صحيفة ورقية والكترونية مستقلة شاملة