حتى لا ننسى أبطال الصحراء المغربية: الكولونيل محمد الغجدامي
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: أحمد نادر السحيمي

إبن العرائش الكولونيل محمد الغجدامي ثعلب الصحراء كما لقبه الفرنسيون ولكن أنا أقول أنه أسد الصحراء التي زأر فيها إبان حرب الصحراء
هذا الرجل العظيم كان قويا وطنيا شجاعا رحم الله الكولونيل محمد الغجدامي قائد الفيلق السادس للمشاة المحمول وكل شهداء الوطن الأبرار وخاصة قدماء المحاربين والعسكريين الذين يعانون من التهميش.
صراحة كان الغجدامي يستحق أن يتقاعد برتبة جنرال وليس كولونيل..مع الأسف
هذا جزء من سيرته نذكر به أبناء الوطن مقتطف من فقرة أبطال المغرب لن ننساكم….
أبطال المغرب لن ننساكم: الكولونيل محمد الغجدامي
البطل الذي لم يهزم في معركة وكان اسمه يدب الرعب في صفوف العدو. كان ملقبا بثعلب الصحراء.
ولد بالعرائش 1935م وقاد معركة بئر إنزاران الخالدة عام 1979م التي سحق فيها ميلشيات البوليزاريو (3000 عنصر) المدعومة من الجزائر وخبراء روس،كوبيون ومن ألمانيا الشرقية ، كان يسميه الفرنسيون عمل تحت قيادة الجنرال الدليمي.
الغجدامي كان اسمه فقد يصيب البوليزاريو بالرعب.درس بالعرائش ثم بعثه الملك محمد الخامس ضمن الفوج المختار للدراسة في أكاديمية بورغوس العسكرية باسبانيا وبعد ذلك تخرج ضابطا في شعبة الهندسة العسكرية سان سير بفرنسا
3- تخرج من فرنسا عام 1956م قبل ان يلتحق بالجيش المغربي عند تأسيسه
عرف عنه الشجاعة والإقدام و برز اسمه ليكلف عام 1979م برئاسة اهم فوج في المغرب آنذاك وهو الفيلق السادس الآلي للمشاة، المرعب، 6RIM اي Sixième régiment d’infanterie motorisé المكون من 6000 جندي
شارك في جميع معارك الصحراء التي خاضها المغرب ضد الجزائر والبوليزاريو.. هذه الحروب التي ستدوم ما بين 1974 إلى تاريخ وقف إطلاق النار سنة 1991
رغم تكوينه في الهندسة العسكرية تخصص تفكيك المتفجرات، فإنه لم تسند له أي مهمة عسكرية ضمن هذا التخصص إلا مرة واحدة حينما وضع على رأس كومندوس خاص للوحدة الهندسية سنة 1974 للتسلل إلى المناطق الصحراوية التي كانت تخضع للسيطرة الاسبانية، للقيام بمهمة استطلاعية، حيث تمت بشكل سري وحتى الطرف الإسباني الذي كان يسيطر على تلك المناطق لم يكن على علم بهذه التحركات المغربية.
وبعد هذه المهمة سيتم تكليفه بقيادة فيلق للمشاة، وهو التكليف الذي سيجلب عليه انتقاد زملائه الضباط، أبرزهم الكولونيل الطوبجي الذي سيستقبل على مضض أن يكون تحت تصرف ضابط قادم من وحدة الهندسة.
الغجدامي بالنسبة للطوبجي لم يكن سوى بطل اختلقه الدليمي لحاجة في نفسه. لكن جنودا آخرين ممن كانوا تحت إمرة الغجدامي يرون فيه عكس ذلك، حيث يستحضر أحدهم ممن كان ملازما له عقب تكليفه سنة 1977 بحراسة منطقة تيفاريتي، وهي منطقة فك الاشتباك بين القوات المسلحة الملكية وعناصر البوليساريو حين التوقيع على وقف إطلاق النار سنة 1991، قبل أن تخرق البوليساريو هذا الاتفاق وتنظم فيها أحد مؤتمراتها سنة 2006، “أن الغجدامي كان يتميز بخصال الشجاعة والإقدام، وعند أي هجوم يشنه مقاتلو البوليساريو كان دائما في طليعة المتصدين للهجوم، وكان يشرف شخصيا على إزالة الألغام التي يضعها هؤلاء المقاتلون لمنع تقدم الجنود المغاربة وتعقبهم. وحينما يشتد القصف على المعسكر الذي تتواجد فيه الوحدات المغربية كان الغجدامي يستنفر جميع العاملين معه قصد الصمود وعدم تغيير مواقعهم”.
وكل هذا تم على حساب حياته العائلية، حيث مات الغجدامي متأثرا بمرض القولون سنة 2003 دون أن يغادر حياة العزوبية
يستحق منا هذا البطل اليوم أن نترحم عليه.
الشاملة بريس صحيفة ورقية والكترونية مستقلة شاملة