العــرائــش .. وفاة مسن ضحية اعتداء شنيع من طرف مختل عقلي يفتح ملف إهمال المرضى النفسيين
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- مراسلة: انوار العسري
اهتزت مدينة العرائش، صباح اليوم السبت، على وقع خبر وفاة مسن كان قد تعرض قبل أيام لاعتداء خطير من طرف مختل عقلي بشارع عقبة بن نافع. الاعتداء الذي تم بواسطة آلة حادة استهدفت عنق الضحية، خلّف إصابات بليغة تسببت في إصابته بشلل نصفي وتدهور حالته الصحية، قبل أن يسلم روحه بمستشفى محمد السادس بمدينة طنجة.
الراحل، الذي نقل في البداية إلى المستشفى الإقليمي للا مريم، ظل يصارع الألم لعدة أيام، وسط صدمة أسرته واستياء ساكنة العرائش من تكرار مثل هذه الحوادث التي تُرتكب على يد مختلين عقليين يجوبون الشوارع دون رعاية أو مراقبة.
هذا الحادث الأليم يعيد إلى الواجهة إشكالية تزايد عدد المختلين العقليين والمرضى النفسيين الذين يعيشون في وضعية تشرد أو دون متابعة طبية، مما يحولهم في أحيان كثيرة إلى مصدر تهديد مباشر لأمن المواطنين وسلامتهم.
وتطرح الجريمة تساؤلات عميقة حول المسؤولية المؤسساتية في حماية المجتمع من مخاطر الإهمال الصحي والنفسي، خاصة في ظل غياب مراكز متخصصة كافية لإيواء هؤلاء الأشخاص وتقديم العلاج المستمر لهم. كما يضع الحادث أمام السلطات تحدياً حقيقياً لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة، تتجاوز مجرد التفاعل بعد وقوع المأساة، إلى سياسة وقائية شاملة لحماية الأرواح.
إن وفاة هذا المسن ليست مجرد واقعة معزولة، بل جرس إنذار يدعو جميع الفاعلين إلى التفكير الجدي في استراتيجية وطنية للرعاية النفسية والعقلية، تعيد الاعتبار لهؤلاء المرضى وتضمن في الوقت ذاته الطمأنينة للمواطنين.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.