الشباب العربي بين سياسة التهميش والدور القيادي

الشاملة بريس-بقلم: الدكتور عذاب العزيز الهاشمي 

بلاشك إن مصير الفرد والجماعة، أضحى مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالدولة، والعلاقة بالدولة تعني العلاقة بالسياسة والحياة الاقتصادية والاجتماعية ، وبذلك أصبحت السياسة، والحياة السياسية جزءاً ھاماً ومحورياً من حياة الفرد، ومن حقه أن يھتم بمسألة السياسة والأقتصاد والدولة ونوع النظام الذي يحكمه لأنّه يقرر مصيره ويتدخل في كل شأن من شؤون حياته ومن المفترض أن يكون الشباب في طليعة المھتمين بالعمل السياسي والحياة الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن التهميش ، من هذا المنطلق نوجز أهم العوامل التي يجب الأعتماد عليها في دور الشباب للحياة الافتصادية والسياسية:

 الشباب لديهم طاقة جسدية ونفسية، تؤھلهم للصراع والتحدي أكثر من غيرهم لذا يكونوا مھيّئين لمواجھة الإرهاب، والاحتلال، والظلم السياسي.

العمل السياسي والأقتصادي يستلزم العمل ضمن جماعات، والشباب في ھذه المرحلة يبحثون عن التعبير عن النزعة الجماعية فيھم، وھي الانتظام مع الجماعة، فيدفعھم نحو العمل السياسي دافع غريزي، بالإضافة الى القناعة الفكرية والتنموية .

في مرحلة الشباب والمراھقة يتجه الإنسان الى التجديد والتغيير، لاسيما وأن ظروف الحياة المدنية التي تتطور بسرعة ھائلة في مجال التقنية والعلوم، والاستخدام العلمي فينخرط الشباب في العمل السياسي والأقتصادي رغبة في التغيير والإصلاح والالتحاق بمظاھر التقدم والرقي المدني البناء .

في مرحلة الشباب يكون الطموح في إحتلال دور إجتماعي، والتعبير عن الإرادة بدرجة عالية، مما يدفع الشباب لإخذ موقع اجتماعي ودور بارزا في المجتمع.

لهذا فإن إندماج الشباب في مسيرة الإصلاح السياسي والأقتصادي مهم جداً وضروره موضوعية وذلك لأنه كما ذكرنافالشباب يشكلون ثروة وطاقة بشرية لكل بلد والإيمان بقدرة الشباب في المساھمة بالتوجه نحو مستقبل زاھر اقتصاديا ومستقر سياسيا يعتبر أساسا للعدالة الأجتماعية بعيدا عن التهميش , فالمشاركة السياسية والأقتصادية للشباب ھي عنصر من عناصر الديمقراطية لذلك يجب خلق فرص وبرامج تھتم بھم, ويتوجب على الأطراف السياسية في الدولة الأخذ بعين الأعتبار ما يمكن أن يساھم به الشباب في السياسة والاقتصاد .

وتتميزالفئة المتعلمة من الشباب بوصفها جزءً حيوياً من قطاع الشباب بروح المبادرة والانتماء للمسيرة السياسية الوطنية واكتساب التجربة والخبرة بالعمل الاجتماعي ، كما تساهم بتكريس الطابع السياسي الديمقراطي عند فئة الشباب المتعلم من خلال ندوات التوعية و التثقيف والنقاشات الهادفة لإغناء الفكر البناء والهادف للدولة .

لكن و بسبب الواقع السياسي الحالي في الدول العربية بات الشباب في ظل الثقافة السائدة ثقافة التهميش والفئوية والحزبية والذاتية وقوداً للاحتقان والتوتر والصراع بوصفهم ضحايا التقهقر الاقتصادي والتنموي بالاضافة للقوانين التي تحد من إمكانية التحرك و إثبات الوجود الريادي في الدولة .

وأخيرا إن إجراء هذا التغيير القانوني بحاجة إلى أن يترافق مع تغير بالثقافة في المستويات السياسية العليا ليتسنى لجيل الشباب أن يتبوأ المراكز القيادية بالمستويات القانونية والسياسيةوالاقتصادية و إعادة صياغة المعادلة عبر تعزيز مكانة الشباب في صناعة القرار التي تكتسب أهمية خاصة بالمجتمع العربي الذي يتميز بكونه شاباً، الأمر الذي سيساعد بدورا رائدا للشباب في المساهمة في معالجة العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بعيدا عن التهميش .

شاهد أيضاً

تأثير الكره والحقد والحسد

تأثير الكره والحقد والحسد الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا– إعداد: بدر شاشا الكره والحقد والحسد من …

رقصات جارتنا الخفية

رقصات جارتنا الخفية الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد: عبده حقي مما لاشك فيه أن موضوع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *