الشاملة بريس- إعداد: د. إياد عيسى وزير الداخليه لمملكة أطلانتس الجديدة (أرض الحكمة)
هل يجب أن تكون الدولة عضو في الامم المتحدة لتكون معترف بها في العالم كدولة ذات سيادة ؟ هذا الأمر محل جدل قانوني كبير انقسم فقهاء القانون بخصوصه, سنحاول تسليط الضوء على اهم النقاط.
تعد من أحد الأسئلة الأساسية التي يطرحها الكثير هو “كم عدد البلدان الموجودة في العالم؟”، لكن أي شخص يعطيك رقماً لا يقول الحقيقة كاملة. يعتمد الأمر كثيراً على الطريقة التي تعرف بها أنت مفهوم كلمة “البلد”. ها لدينا ست إجابات ، كل منها صحيح بطريقته الخاصة:
195 دولة ذات سيادة وفقاً للأمم المتحدة
تُطلق كلمتي “بلد” و”أمة” على ما يسميه علماء السياسة “دولة ذات سيادة”، وهذا يعني مكاناً بحدود خاصة وحكومة مستقلة كلياً. قد تكون مسألة تحديد الأماكن التي يجري اعتبارها دولاً ذات سيادة مثيرة للجدل، لكن بالنسبة للاشخاص العاديين، فإننا عادةً ما نحسب جميع الدول الأعضاء والدول المراقبة في الأمم المتحدة:
أعضاء الأمم المتحدة: 193 / الدول المراقبة في الأمم المتحدة: 2 / الإجمالي: 195
تقبل هذه الدول في الغالب بعضها البعض باعتبارها دولاً ذات سيادة، وهي تلك التي ستراها في معظم خرائط العالم وقوائم دول العالم. من المحتمل أن تكون كل دولة سمعت عنها من قبل عضواً في الأمم المتحدة، أما الدولتان المراقبتان في الأمم المتحدة فهما مدينة الفاتيكان (يمثلها الكرسي الباباوي داخل العاصمة الايطالية روما) وفلسطين.
كانت الإضافة الأخيرة إلى القائمة في عام 2012، عندما أصبحت فلسطين دولة مراقبة في الأمم المتحدة، وآخر مرة تغير فيها عدد أعضاء كاملي العضوية في الأمم المتحدة كانت عندما انضم جنوب السودان عام 2011.
201 دولة تحظى على الأقل باعتراف جزئي
تستبعد الأمم المتحدة العديد من البلاد المرشحة، لكن مع ذلك يعترف بها رسمياً عضو واحد على الأقل من الأمم المتحدة (يسمى هذا النوع من القبول الرسمي “الاعتراف الدبلوماسي)”. تصنف هذه البلدان موضع الجدل عادة على خرائط العالم على أنها مناطق متنازع عليها أو حالات خاصة، إذا كانت على الخريطة أصلاً.
الدول الست غير الأعضاء في الأمم المتحدة، المعترف بها جزئياً هي: تايوان، والصحراء الغربية، وكوسوفو، وأوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا، وشمال قبرص. وكلها يُزعم أنها أجزاء من بلدان أخرى، لكنها لا تتحكم فيها فعلياً (على الأقل ليس كلياً). يتباين عدد أعضاء الأمم المتحدة الذين يعترفون بهم، من عضو واحد فقط لشمال قبرص إلى أكثر من 100 عضو لكوسوفو.
204-207 دول ذات سيادة بحكم الأمر الواقع
هذه الدول الست المعترف بها جزئياً والتي ذكرناها سابقا ليست الدول الانفصالية الوحيدة التي تتمتع بالحكم الذاتي الكامل. هناك ثلاث دول أخرى على الأقل لا يعترف بها أي من أعضاء الأمم المتحدة على الإطلاق، لكنها مع ذلك تعمل بشكل مستقل عن البلدان التي تطالب بضمها. غالباً ما تسمى هذه الدول “ذات سيادة بحكم الأمر الواقع”، وهي طريقة لاتينية مزخرفة للقول بأنها دول مستقلة في الواقع الفعلي، حتى لو لم تكن على الورق.
الدول ذات سيادة بحكم الأمر الواقع غير المعترف بها: 3 إلى 6
إن المناطق الثلاث التي غالباً ما تُعتبر دولاً مستقلة فعلياً على الرغم من عدم وجود اعتراف بها من أعضاء الأمم المتحدة هي أرتساخ (ناغورنو كاراباخ) وترانسنيستريا وأرض الصومال (صومالي لاند).
ومنذ عام 2014، كان هناك ثلاثة متنافسين آخرين على القائمة، وهم موضع تساؤل لأنهم يقعون في مناطق حرب نشطة، ولديهم هياكل حكومية محدودة فقط: ما يسمى بـ”الدولة الإسلامية” (داعش) صارت خارج السباق الآن، بعد أن فقدت معظم أراضيها في سوريا والعراق، لكن جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، اللتين تطالبان بالاستقلال عن أوكرانيا..
“الدول المجهرية” الصغيرة للغاية التي أعلن تأسيسها أفرادٌ، عادة لا تؤخذ على محمل الجد بما يكفي لوضعها في القائمة. ستكون “سيلاند” أقرب المعتبرين، لكن من الصعب إثبات ما إذا كانت هذه “الأمة” الصغيرة تُعتبر حقاً دولة تمتلك إقليماً أو سكاناً أو حكومة، وجميعها عناصر أساسية لأي نوع من “الدول” حسب معظم التعاريف.
هناك أيضاً العديد من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون ومناطق الحكم الذاتي بالكامل مثل منطقة بونتلاند في الصومال التي لا تخضع لسيطرة أي بلد، لكنها تركت خارج القائمة لأنها لا تدعي أنها مستقلة. إنهم متفقون من حيث المبدأ على أنهم جزء من دولة أخرى، على الرغم من أنهم قد يختلفون حول من يجب أن يكون مسؤولاً، أو كيف ينبغي أن يحكم البلد.
206 دولة أولمبية
لأن الألعاب الأولمبية لا تتطلب دائماً أن يكون المتقدمون دولاً مستقلة. في بعض الأحيان، وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على مشاركة المناطق المستقلة الخاضعة للحكم الذاتي الجزئي، كما فعلت مع بعض الدول المعترف بها جزئياً المذكورة أعلاه.
الدول الأولمبية الأعضاء في الأمم المتحدة: 193
الدول الأولمبية المراقبة في الأمم المتحدة: 1
الدول الأولمبية المعترف بها جزئياً: 2
الدول الأولمبية التي لها أراض مستقلة: 10
مجموع الدول الأولمبية التي تعترف بها اللجنة الأولمبية الدولية: 206
يمثل حوالي نصف المناطق التابعة المشاركة بشكل مستقل في الألعاب الأولمبية هي ملحقات خارجية للولايات المتحدة مثل بورتوريكو أو المملكة المتحدة مثل برمودا. ويدخل ضمنها بعض “البلدان” شبه المستقلة مثل جزر كوك المرتبطة بنيوزيلندا .
تشارك كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الأولمبياد، وانضم جنوب السودان مؤخراً في أغسطس/آب 2015. وفلسطين هي الدولة المراقبة الوحيدة في الأمم المتحدة التي تشارك في الألعاب الأولمبية، أما مدينة الفاتيكان فليست مهتمة على ما يبدو. وبالنسبة للبلدين المعترف بهما جزئياً في الألعاب الأولمبية، فقد أصبحت كوسوفو دولة مشاركة في الألعاب الأولمبية عام 2014، وتايوان عضو منذ بعض الوقت، لكن عليها أن تطلق على نفسها أثناء مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية اسم “تايبيه الصينية” بعد إبرام اتفاق مع الصين في الثمانينيات.
211 دول مؤهلة من الفيفا للمشاركة في كأس العالم لكرة القدم
تعتبر كرة القدم أكثر الرياضات شعبية في العالم، وينظم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) معظم المباريات الدولية وصولاً إلى كأس العالم. إذا كنت من العشاق المهووسين بكرة القدم، فقد تعلم أن هناك 211 دولة من الأعضاء في الفيفا يتنافسون في مبارياتها (رغم أن معظمها لا يشارك في كأس العالم). هذا بالفعل أكثر من عدد الدول الأولمبية، وبالتأكيد أكثر من مجموع الدول المستقلة في معظم خرائط العالم.
مثل الألعاب الأولمبية، لم تكن الفيفا دائماً تشترط الاستقلال أو الاعتراف الدولي لانضمام أعضاء به. أصبحت الآن أكثر صرامة بعض الشيء، لكن يُسمح لأي فريق عضو بالفعل بالبقاء. أحدث عضوين انضما في مايو/أيار 2016، فعلا ذلك في ظروف خاصة: صُوت لصالح دخول كوسوفو، وهي بلد معترف به جزئياً، بعد أن اعترف بها أكثر من نصف أعضاء الأمم المتحدة، أما منطقة جبل طارق، وهي أحد أقاليم ما وراء البحار للمملكة المتحدة، فحصلت مؤخراً على أمر قضائي يسمح بمشاركتها دون الاستقلال.
بناءً على التقاليد الأوروبية، تسمح الفيفا أيضاً لكل من إنجلترا وإسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية بالتنافس باعتبارها فرقاً منفصلة، على الرغم من أنها جميعاً جزء من المملكة المتحدة منذ أكثر من 200 عام.
قد تلاحظ أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، ليست كلها موجودة. وذلك لأن العديد من الدول الصغيرة للغاية ليست أعضاء، بالإضافة إلى استبدال المملكة المتحدة بـ”البلدان” الأربعة المكونة لها، والتي ليست أعضاء في الأمم المتحدة بمفردها.
249 رمزاً لبلاد في قائمة “الأيزو” القياسية
قائمة “رموز البلاد” القياسية الدولية، المعروفة رسمياً باسم أيزو 3166-1. تتبنى شركات ومؤسسات أخرى كثيرة هذه القائمة القياسية، بدلاً من قضاء الوقت في تجميع قائمة. تتضمن القائمة أيضاً رموزاً سهلة مؤلفة من حرفين لكل بلد، مثل “us” للولايات المتحدة، و”de” لألمانيا، و”jp” لليابان، والتي قد تتعرف عليها من عناوين مواقع الإنترنت الخاصة بتلك البلدان.
تستند معايير الأيزو إلى قائمة رسمية تحتفظ بها الأمم المتحدة. لكن لماذا يوجد 249 رمزاً لبلاد؟ هذا أكثر بكثير من إجمالي عدد الدول الأعضاء والمراقبين في الأمم المتحدة! حسناً، لا تتجاوز القائمة القياسية بعض الدول الانفصالية التي لا تعترف بها الأمم المتحدة، بل تعوضها بإدراج المناطق التابعة بشكل منفصل عن بلدانها الأم. بمعنى آخر، قائمة الأيزو هي إجابة على سؤال “كم عدد البلدان والأقاليم في العالم؟” أكثر من إجابتها على “كم دولة في العالم؟”.
هذا يعني أن هناك “رموزاً لبلاد” ليس فقط للبلدان الفعلية، ولكن أيضاً للدول شبه المستقلة والمستعمرات الخارجية والجزر غير المأهولة وحتى القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)! وهذا أمر مهم؛ لأن المنظمات قد تحتاج إلى خيار لكل مكان يمكن أن يوجد فيه أي شخص، والأقاليم التابعة غالباً ما لا تكون تقنياً جزءاً من البلدان التي تنتمي إليها.
الآن أنت تعرف كل شيء. وفي المرة المقبلة حين يخبرك شخص أن “هناك 194 دولة في العالم”، تذكر أن الإجابة الحقيقية ليست سهلة.
المراجع:
1- موقع ويكبيديا
2- عرب نت
3- موقع الامم المتحدة
4- موقع منظمة الايزو
5- موقع الفيفا