التحولات الاجتماعية وتأثيرها على أسلوب حياتنا وقيمنا الإنسانية
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا– إعداد: بدر شاشا
في عالمنا المعاصر، نشهد تغيرات جذرية في أسلوب حياتنا وكلامنا في بيئتنا المحيطة سواء مع أصدقائنا في الشارع أو في العمل أو حتى داخل بيوتنا، لقد أصبح الإنسان اليوم سريع الكره والحقد والحسد والغضب والاحتقار، كما أضحى المال هو السيد واللباس وما نملك أهم مقاييس النجاح والتقدير.
التغيرات الاجتماعية والثقافية تلعب دوراً كبيراً في هذا التحول، ففي الماضي كان التواصل الشخصي والعلاقات الإنسانية المبنية على الاحترام والتعاون هي السائدة، اليوم نشهد تزايداً في الأنانية وحب الذات، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والعداوات بين الناس، العولمة والتقدم التكنولوجي، رغم ما حققاه من فوائد، إلا أنهما أسهما أيضاً في تعزيز الفجوة بين الأفراد، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للمقارنة والمنافسة، مما يزيد من مشاعر الحسد والاحتقار.
في العمل، أصبحت الضغوطات المهنية أكبر من ذي قبل، يسعى الجميع لتحقيق النجاح المهني بأي ثمن، مما يعزز من روح المنافسة السلبية ويؤدي إلى تفشي الغضب والعدوانية بين الزملاء، البحث المستمر عن الربح المادي أصبح هو الهدف الأساسي، مما يؤدي إلى تراجع القيم الإنسانية والأخلاقية في بيئة العمل.
في المنزل، تأثرت العلاقات الأسرية بهذه التغيرات، حيث قلّ الوقت الذي نمضيه مع العائلة، وأصبحنا ننشغل أكثر بالتكنولوجيا وأمور الحياة المادية، مما يؤدي إلى ضعف الروابط الأسرية وزيادة الشعور بالاغتراب داخل الأسرة الواحدة.
في الشارع، تغيرت سلوكيات الناس بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، أصبحت الأخلاق الحميدة والاحترام المتبادل أقل أهمية مقارنة بالماضي، أصبح الناس أكثر توتراً وسرعة في الغضب والعدوانية.
المال واللباس وما نملك أصبحوا معايير هامة في تقييم الأشخاص، مما أدى إلى زيادة التفرقة الطبقية والاجتماعية، الناس باتوا يحكمون على بعضهم البعض بناءً على المظاهر الخارجية والممتلكات، مما يعزز من مشاعر الحقد والحسد.
يمكن القول إن التحولات الاجتماعية والثقافية، إلى جانب التقدم التكنولوجي والعولمة، أسهمت بشكل كبير في تغيير أسلوب حياتنا وكلامنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وأدت إلى تراجع القيم الإنسانية والأخلاقية، علينا أن نعيد النظر في أولوياتنا وأن نعمل على تعزيز القيم الإيجابية والإنسانية في حياتنا اليومية، لنتمكن من بناء مجتمعات أكثر تماسكاً وسلاماً.
ويبقى النجاح الحقيقي هو النجاح الديني الرابط الذي يربطك بالخالق والدنيوي ينتهي .