الشاملة بريس- بقلم: وزير التنمية المستدامة و البيئة الدكتورة فاتنة الملا / مملكة أطلانتس الجديدة (أرض الحكمة)
ان التعليم هو قلب التنمية ، فإن نجاح العملية التنموية يعتمد على النظام التعليمي ، إذ يعتبر التعليم و التنمية وجهان لعملة واحدة محورهما هو الفرد في المجتمع، و غايتهما هو بناء إنسان مثقف واعي من خلال تنمية قدراته و طاقاته و مهاراته بالإضافة الي خبراته من أجل تحقيق التنمية بكفاءة عالية بحيث تتسع فيها خيارات الفرد لحياة أفضل بما يساعد على تشغيل و إدارة عناصر التنمية و فرض الأمن الاجتماعي و الاستقرار السياسي و الاقتصادي .
وفي ضوء التطور الصناعي و التكنولوجي الذي أدى إلى تدهور البيئة و اجهد أشكال الحياة فيها جراء هذا التطور كالانحسار السريع للتنوع البيولوجي وانتشار الفقر و الجوع والتلوث البيئي باشكاله المختلفة بالإضافة إلى تغير المناخ، فكان من الالزام علينا أن نتدارك هذه الأخطار و التصدي لهذه التحديات التى ادت إلى تدهور البيئة، و لهذا كان التعليم له الدور الأكبر في تحول المجتمع الي مجتمع اكثر استدامة من عدة نواحي و خاصة من الناحية البيئية ،وذلك عن طريق التنسيق بين الجهات الحكومية و الخاصة لصياغة القيم و المفاهيم والسياسات و وجهات النظر و مساهمته في العملية التنموية من خلال تطوير المهارات و الأدوات التى قد تساهم في خفض أو وقف الممارسات الغير مستدامة و التى تضر بالبيئة .
هذا و للتعليم أوجه متعددة في مجال التنمية المستدامة إذ انه يعزز الممارسات الإيجابية مثل وقف الاستهلاك الغير مسئول للمواد الطبيعية و يسهم في تعزيز المعارف الإنسانية و تطوير سبل العيش بطريقة تكون أكثر استدامة، و كل هذا لا يتم الا عن طريق تكييف التعليم و تحويله لضمان تأثيره الإيجابي في عملية التطوير بالإضافة الي ضمان تأثيره في عملية وقف التدهور البيئي ورفع مستوى المعيشة وذلك من خلال وضع سياسات تشجع على إعادة التدوير و استخدام بدائل للطاقة و توفيرها و تمكين المرأة و تعريفها بحقوقها و واجباتها وتنمية مهارات الأفراد و خبراتهم بالإضافة الي تغيير السلوكيات السلبية سواء للفرد أو المجتمع ، و مساعدتهم على فهم المشكلات البيئيه و ما يترتب عليها من عواقب و ماهية الإجراءات المتبعة في معالجتها وذلك ضمن اضافتها في المناهج التعليمية و التشجيع على التربية البيئية التى من سماتها ان تجعل الحياة أكثر استدامة .
ومن هذا المنطلق نجد ان علاقة التعليم بالتنمية المستدامة علاقة وثيقة لان التنمية لا تتحقق الا اذا توفرت القوى البشرية المؤهلة وذلك لا يكون الا بتوفر مناهج تعليمية تساعد على تخريج قوى عاملة مؤهلة قادرة على تحقيق مبدأ التنمية المستدامة في جميع مجالات الحياة.