الشاملة بريس صحيفة ورقية والكترونية مستقلة شاملة
عبد الإله المصمودي رئيسًا لمجموعة الجماعات الترابية “ابني احسن للبيئة” بسيدي سليمان
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- مراسلة: البخاري إدريس- سيدي سليمان – 11 فبراير 2025
شهد إقليم سيدي سليمان، صباح اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025، حدثًا سياسيًا مهمًا بانتخاب عبد الإله المصمودي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رئيسًا جديدًا لمجموعة الجماعات الترابية “ابني احسن للبيئة”، وذلك بعد استقالة الرئيس السابق حسن مغراوي.
انتخاب بالإجماع لتعزيز التدبير البيئي
تم انتخاب المصمودي بالأغلبية الساحقة، حيث كان المرشح الوحيد لهذا المنصب، في ظل توافق واسع بين أعضاء المجموعة. ويشغل المصمودي أيضًا منصب رئيس المجلس الجماعي لمدينة سيدي سليمان، ما يعزز مكانته كفاعل رئيسي في تدبير الشأن المحلي بالإقليم.
وتضم مجموعة الجماعات الترابية “ابني احسن للبيئة” أغلب الجماعات الحضرية والقروية في الإقليم، وهي مؤسسة تعمل وفق القوانين المنظمة للجماعات الترابية في المغرب، وتهدف إلى تحسين الوضع البيئي، وتعزيز الجهود الإيكولوجية والتنموية على المستوى المحلي.
المصمودي ومسار سياسي بارز في سيدي سليمان
لم يكن انتخاب المصمودي لرئاسة هذه المجموعة الترابية مفاجئًا، إذ سبق له أن فاز برئاسة جماعة سيدي سليمان في الانتخابات الجزئية التي جرت يوم الخميس 25 ماي 2023. وجاء انتخابه حينها عقب عزل الرئيس السابق ياسين الراضي، الذي أصدرت المحكمة الإدارية بالرباط حكمًا نهائيًا بعزله من منصبه، رفقة نائبه الأول حسن قاسمي، بسبب “خروقات واختلالات” تم رصدها في تدبير شؤون الجماعة.
وقد حصل المصمودي خلال تلك الانتخابات على 24 صوتًا، مقابل صوت واحد فقط لمنافسه، ما يعكس الدعم القوي الذي يحظى به داخل المجلس الجماعي.
ملف العزل والانتخابات الجزئية في سيدي سليمان
جاءت هذه التغيرات السياسية في الإقليم بعد سلسلة من الأحكام القضائية والإجراءات القانونية، حيث أودع عامل إقليم سيدي سليمان، عبد المجيد الكياك، في 24 مارس 2023 دعوى قضائية ضد رئيس الجماعة الأسبق ياسين الراضي ونائبه الأول، بسبب رصد “مجموعة من الخروقات والاختلالات”.
وفي 28 مارس 2023، قررت المحكمة الإدارية بالرباط توقيف الراضي ونائبه عن ممارسة مهامهما، قبل أن تصدر حكمها النهائي في 15 ماي 2023 بعزلهما من عضوية المجلس الجماعي مع التنفيذ المعجل للقرار.
توجهات المصمودي في تدبير الشأن المحلي
عقب انتخابه، أكد عبد الإله المصمودي التزامه بالعمل على تعزيز ديمقراطية القرب، وفق التوجيهات الملكية الرامية إلى تحقيق “مغرب التقدم والكرامة”. وشدد على أن تدبيره للجماعة سيستند إلى سياسة تواصلية قائمة على إشراك المواطنين والاستماع إلى تطلعاتهم.
كما تعهد المصمودي بتوحيد جهود مختلف مكونات المجلس الجماعي من أجل تحقيق حكامة جيدة، والارتقاء بمستوى التدبير المحلي، وضمان استجابة فعالة لحاجيات السكان، مع التركيز على الملفات البيئية التي تكتسي أهمية كبرى في المرحلة المقبلة.
تحديات المرحلة المقبلة
يواجه عبد الإله المصمودي عدة تحديات، أبرزها:
تحسين البنية التحتية البيئية بالإقليم، بما يشمل معالجة النفايات، وتحسين الصرف الصحي، وحماية الموارد الطبيعية.
تعزيز الشفافية والحكامة الجيدة في تدبير الشأن الجماعي، خاصة بعد مرحلة شهدت اتهامات بالخروقات والاختلالات.
تحقيق التنمية المحلية من خلال مشاريع تنموية تساهم في تحسين جودة الحياة لسكان سيدي سليمان.
خاتمة
يمثل انتخاب عبد الإله المصمودي لرئاسة مجموعة الجماعات الترابية “ابني احسن للبيئة” خطوة جديدة في مسيرته السياسية، حيث يضاف هذا المنصب إلى مسؤولياته كرئيس لجماعة سيدي سليمان. وتبقى التحديات المطروحة أمامه كبيرة، خاصة في ظل الحاجة إلى تحسين الوضع البيئي بالإقليم وتعزيز التنمية المستدامة.
يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن المصمودي من تحقيق وعوده والارتقاء بسيدي سليمان إلى مستوى تطلعات ساكنتها؟ الأيام القادمة ستكشف عن مدى نجاحه في المهمة الجديدة.
