أخبار عاجلة

نساء المهجر… صوت المغرب الذي لا يجب أن يُخرَس!

نساء المهجر… صوت المغرب الذي لا يجب أن يُخرَس!

الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: ذ. زكية العروسي

إنه لمن المخجل أن يمر اليوم العالمي للمرأة وسط صمت ثقيل من مؤسساتنا المغربية في الخارج، وكأن المرأة المغربية المهاجرة مجرد ظلّ في أروقة النسيان، كأنها لا تكدح، لا تناضل، لا تحرس هوية الوطن في قلوب الأجيال الجديدة! أليس من المعيب أن نتركها تواجه وحدها تحديات الغربة، بينما نملأ الداخل بالشعارات والاحتفالات الرسمية؟ فأين صوت المغرب الرسمي من هذا اليوم؟ أين مؤسساتنا؟

هل يعقل أن ننجاهل من حملن الوطن في وجدانهن، وسقينه بالحنين والصبر في ديار الغربة؟ هل يعقل أن تتحول هذه الطاقات النسائية الهائلة إلى مجرد أرقام في تقارير الهجرة، بلا دعم، بلا اعتراف، بلا منصة تُنصف كفاحهن؟!

نحن نتفاخر ونفاخر بنجاح دبلوماسيتنا، و نشيد بمؤسساتنا، لكن حين تصمت المؤسسات، وتصرخ الحقائق، بل ويسمح للثقب الأسود أن يبتلع صوت نساء المهجر كيف لنا ان نتحدث عن الروابط المتينة بين المؤسسات والمراة بالمهجر؟ كيف نغضّ الطرف عن نسائنا، رغم أنهن في صلب معركة الحفاظ على الهوية الوطنية، ونقل الثقافة المغربية عبر الأجيال، والمساهمة الاقتصادية في الوطن عبر تحويلات مالية تضخ في شرايين الاقتصاد الوطني؟
ما جدوى التصريحات الرنانة التي لا تُترجم على أرض الواقع! ما نريده ليس احتفالات موسمية ولا بيانات جوفاء، بل سياسات حقيقية تحمي، تدعم، وتُكرّم هؤلاء النساء كما يستحقن.

يا سادة، هؤلاء النساء هن قلب الوطن في المهجر، و تتساوين في وفاء المغرب مع كثيرين ممن يتقلدون المناصب باسمه! هنّ من يحملن تراثه في ألسنتهن، في مطابخهن، في أعيادهن، في تعليم أبنائهن معنى أن يكونوا مغاربة رغم بعد المسافات. فهل هذا العطاء الجبار يجازى بالصمت؟

كيف يعقل أن يمر اليوم العالمي للمرأة، والعالم كله يتسابق لإعلاء شأنها، بينما مؤسساتنا المغربية في الخارج غارقة في صمت بارد؟ أين صوت المغرب حين يتعلق الأمر بنسائه المهاجرات، اللواتي يحملن الوطن في قلوبهن، حتى وهن يعشن قحط الغربة؟ أين التقدير الرسمي لمن لم يبعن انتماءهن في أسواق الاندماج القسري، ولم ينقطعن عن الوطن رغم المسافات؟

ملكنا محمد السادس دوما نصير للمرأة، داعم لحقوقها، رافع لشأنها، فكيف لمؤسساته في الخارج أن تكون على هذا القدر من الجفاء؟ كيف يحتفي المغرب بالمرأة داخل حدوده، بينما في المهجر تمر المناسبة وكأنها لا تعني شيئا؟!

لنكن واضحين يا قارئي الكريم : المرأة المغربية المهاجرة ليست مجرد فرد في الجالية، بل هي عمود أساسي في بقاء الروح المغربية حية خارج الحدود. إنها الجبهة الصامتة للوطن التي تُعلم أبناءها لغة الوطن، تزرع فيهم حب المغرب، تحفظ لهم تقاليده في مجتمعات تحاول محوها. هي التي تعمل، تناضل، تكافح، وتُرسل من تعبها تحويلات مالية تُنعش الاقتصاد الوطني، ثم ماذا؟ صمتٌ حين يحين وقت الاعتراف بفضلها!

في كل مرة ، تطرق النساء الأبواب طلبا للمساعدة، يُجـهن بجدران باردة، بروتين إداري ثقيل، وكأنهن مجرد أرقام. لماذا يُترك الوطن الذي في قلوبهن بلا وطنية تحميه؟ لماذا حين تشتد الأزمات، لا تجد المرأة المغربية بالخارج مؤسسة رسمية تُساندها؟ هل الوطن للأوراق الرسمية فقط، أم أن الوطنية مسؤولية مشتركة بين الدولة وأبنائها؟ ما معنى الوطنية إن لم تشمل المرأة المغربية في كل بقاع الأرض؟ أليس العار أن تحتفي الدول الأجنبية بنسائنا أكثر مما تفعل مؤسسات بلدهن الأم؟ كيف نبرر أن تظل المرأة المغربية في المهجر بلا سند رسمي، بلا صوت يُنصفها، بلا احتفاء يليق بتضحياتها؟

الغربة كالماء المالح، كلما شربت منها، ازددت عطشا! وهذا حال الكثير من النساء المغربيات في المهجر، يشتقن لدفء الوطن، لكنهن يجدن جفاء المؤسسات. يحتجن ليد تمتد إليهن، لا لبيانات جوفاء تُلقى في المناسبات.

إنه نداء وطني لكل مسؤول، لكل صانع قرار، لكل مؤسسة تحمل إسم المغرب في الخارج: حان الوقت لتصحيح هذا الخلل، حان الوقت لإنصاف نساء المهجر، حان الوقت للخروج من هذا التجاهل المُهين!

المرأة المغربية، داخل الوطن أو خارجه، ليست رقمًا في إحصاء، بل هي الجذر الضارب في عمق الأرض، والغصن الممتد نحو سماء العالم. هي الحاضنة للهوية، والحافظة للذاكرة، والنابضة بحب المغرب أينما حلّت..
إما أن نعيد لهن الاعتبار، أو نستعد لخسارة ملايين القلوب التي لم تخن وطنها يوما.

تُقام الحفلات، لكن ليس لمن كُنَّ أوتادًا للوطن، فُرّق بينهن وبينه بحدود الغربة.

هذا ليس ترفا، وليس مجرد مطلب، بل واجب وطني. المرأة المغربية لم تخذل وطنها، فلا تخذلوها!

شاهد أيضاً

نورة أشهبار وزيرة مغربية تستقيل من الحكومة الهولندية إحتجاجًا على العنصرية 

نورة أشهبار: وزيرة مغربية تستقيل من الحكومة الهولندية إحتجاجًا على العنصرية  الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- …

إسهامات مغاربة العالم

الدور الحيوي لمغاربة المهجر، وخاصة أبناء الريف، في تعزيز الدينامية الاقتصادية للمغرب# مغاربة العالم# الشاملة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *