هجرة سباحة إلى سبتة تنتهي بإنقاذ مهاجرين وفقدان آخر: مأساة تتكرر في ظل غياب الحلول
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- مراسلة: أنوار العسري
في مشهد مأساوي يتكرر كل فترة، أقدم ما لا يقل عن 30 مهاجراً مغربياً، بينهم قاصرون، على محاولة عبور البحر سباحةً نحو مدينة سبتة المحتلة عبر معبر بينزو، اليوم الخميس 13 مارس الجاري. ورغم سوء الأحوال الجوية والتيارات البحرية القوية، استطاع المهاجرون بلوغ الشاطئ بمساعدة الحرس المدني الإسباني، الذي أنقذهم من الغرق. إلا أن هذه المحاولة لم تخلُ من الفاجعة، حيث فُقد أحد المهاجرين وسط الأمواج العاتية، ولم يُعرف مصيره حتى الآن.
تشير هذه الحادثة إلى استمرار ظاهرة الهجرة غير النظامية، التي أصبحت خياراً يائساً لكثير من الشباب المغربي الباحث عن حياة أفضل. فبدلاً من أن يكون البحر وسيلة للرزق والتواصل بين الشعوب، تحول إلى مقبرة مفتوحة تبتلع أحلام شباب في مقتبل العمر، لم يجدوا أمامهم سوى المغامرة بأرواحهم من أجل واقع مختلف.
أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، بطالة مرتفعة، وتدني مستوى العيش، كلها عوامل تدفع هؤلاء الشباب إلى ركوب المخاطر، رغم وعود التنمية والشعارات الرنانة التي تُرفع في كل مناسبة. فالدستور المغربي يكفل الحق في العيش الكريم، السكن اللائق، التطبيب، والتعليم، لكن الواقع يعكس صورة مختلفة تماماً، حيث يشعر كثير من المواطنين بالتهميش وانسداد الآفاق.
أمام هذه المآسي المتكررة، يظل التساؤل قائماً: متى ستتوقف هذه الظاهرة؟ وما هي الحلول الكفيلة بخلق بيئة تُغني الشباب عن المخاطرة بأرواحهم؟
إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب رؤية شاملة تتجاوز المقاربة الأمنية التي تعتمدها السلطات، نحو حلول اقتصادية واجتماعية جذرية، عبر خلق فرص شغل حقيقية، وتحسين الخدمات العمومية، وضمان العيش الكريم، حتى لا يبقى البحر الخيار الوحيد أمام الشباب الحالمين بمستقبل أفضل
يبقى السؤال الأكبر: إلى متى سيظل شبابنا يواجه الموت في عرض البحر؟ وأين نحن من الشعارات التي تُرفع؟ إن الحل يكمن في العمل الجاد على تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق المواطنين التي يكفلها الدستور، حتى لا يضطروا إلى ترك أوطانهم بحثاً عن الكرامة في أماكن أخرى.