الشاملة بريس-بقلم : نهاد شباب
رواية ساهساهومي الشيطان الملحد، كتبت بقلم الكاتب المصري محمد حياه، وهي رواية تصور أحوال بعض الناس تصويرا ناطقا، وتعبر بكل معاني كلماتها عن جهل بعض الناس الذي للأسف لم تغيره الثقافة.
ففي رحلة نخوضها مع ساهساهومي بطل الرواية، نكتشف رويدا رويدا برفقة هذا الأخير رحلته من مرحلة
إيمانه التام إلى إلحاده الأبدي بعزازيل الشيطان الرجيم.
اعتبر ساهساهومي مجرما و كافرا ، باعتبار أنه ألحد بعدما كان يصلي لإبليس بدل الصلاة الواحدة، سبعين صلاة، و فجأة تحول من عابد مطيع إلى ملحد متمرد .
تنتهي حكاية ساهساهومي في الفصل الأول بنطق الحكم الظالم تجاه هذا الأخير، الحكم الذي لا فرار منه حتى لو قام بتقديم مائة دليل على براءته، لأنه في محكمة إبليس، وفي محكمة إبليس لا يوجد بريء، ينطق القاضي الرجيم بالحكم، ثم بعد ذلك يشرع المتهم في سرد حكايته محاولا الدفاع عن نفسه، لكن في نهاية المطاف لا جدوى من ذلك، فالحكم قد قرر.
تنمو الأحداث مجددا، يزعم ساهساهومي الكلام أمام المحكمة ، يعبر بكل أحاسيسه وخوالج نفسه، على أنه كان شيطانا مطيعا ملتزما بقوانين عزازيل على أكمل وجه، متيقنا أن قوة معبوده لا مثيل لها، فصدم لما علم بوجود قوة أقوى بكثير من قوة إبليس، بل ان هذه القوة تتحكم _و بطريقة لا تستوعب_ في جميع الموجودات.
فقد كان بطلنا ماردا، يرافق الإنسيين قصد تعليمهم الدين الشيطاني، وإصابتهم بداء العمى، عمى البصر والبصيرة، مستندا بإنسي يدعى أبا حبثر لكي ينجز مهمته على أكمل وجه، كان أبو حبثر يدعي أنه ولي من أولياء الله الصالحين، وعلى يده تتحقق الأمنيات، فترى الناس منبهرين بأحاديثه وأسلوب كلامه، حتى غرقوا في بحر كفرهم بدون أن يشعروا أو يعلموا، و قد قال ابن الجوزي في هذا الأمر” أعقب المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة “.
يقول أبو حبثر ” ممكن تصبروا عليا أخش أتوضى وأصلي ركعتين،
يدخل أبو حبتر الحمام لينفذ الخلوة الشيطانية،
دخله وبه نجاسة و يخرج منه و به ثلاثة ” (ص 75_ 76)
لذا فالمظهر مكايد ولا يعبر عن مكنون الجوهر، ولا تشخص بنت الشفة الوجدان الداخلي، فخوالج النفس البشرية غير مرئية ولا يمكن معرفتها معرفة حقة.
فأهل القرية قد وثقوا أشد الوثوق به، و قدموا ثقتهم الخالصة لأكاذيب أبو حبتر باستثناء إبني العميد، الذين واجهوه بعلمهم الصحيح لدينهم الصحيح.
لم يتمكن مكر أبو حبثر أن يقضي على وعي الأخوين_ جاد و عواد_ بدينهم، ولم تتمكن قوة إبليس اللعين من أن تخفي ذلك على ساهساهومي، فوجد هذا الأخير نفسه ملحدا بعزازيل الكافر، لأن عرف جيدا أن هناك قوة أقوى من قوة عزازيل، إنها قوة الرحمان الرحيم.
ألحد ساهساهومي، ولم يتبع دين والده، بل اتبع ما وجده صحيحا و منطقيا على لسان آدمي صالح
قال الله تعالى : ” و إذا قيل لهم اتبعو ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون ”
رواية الروائي المصري محمد حياه هي أول رواية يتحكم فيها عالم الإنس بعالم الشياطين، بل و يهتدي شيطان عن طريق إنسي، وهي تنبيه أيضا، لكل الذين يهتمون بمظاهر الناس وليس جوهرهم كما قال كاتب الرواية محمد حياه :هدفي من الرواية انه يجب على كل فرد ان لا يحكم على الأخر من خلال مظهره الخارجي دون ان يعلم عن داخله فكثير منا يظهر عليه مظهر التدين ولكنهم امام الله ابعد من الدين بمجرات.. وهناك من تظن من مظهره انه بعيد عن الدين و هو أمام الله اقرب منك. وهذا كان سبب في تسمية روايتي بهذا الأسمص الذي استقز الكثير لأن من سيحكم عليها من الاسم والغلاف فقط سيتغير هذا الشك عندنا يكملها وكل ذلك أثبتته رواية تحكي عن عالم الجن الذي تأثر بعالم الإنس وليس العكس كالمعتاد من خلال أسرار السحر
وفكرتها جاءت من إستفزاز الأراء حولنا وحكمنا على بعض بجهل دون علم كافي، فشملت تلك الأحكام حتى وصلت أن يكفر بعضنا البعض ويخون بعضنا البعض ونحن في بيت واحد وأردت أن أعرض تلك المشكلة بالغوص في عالم آخر وهل يمكن أن تحكم بالكفر إيضاً على مخلوق في عالم اخرج وأردت إيضاً أكشف الساحر والفرق بينه وبين المشعوذ والدجال.