الديموقراطية التشاركية بمدينة العرائش ..ٱفاق وتحديات
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- مراسلة: انوار الشرادي: العرائش
احتضنت قاعة الندوات التابعة للكلية المتعددة التخصصات بالعرائش ،يومه الإثنين21 أكتوبر الجاري، ندوة علمية وطنية تحت عنوان “الديموقراطية التشاركيةبمدينة العرائش.. ٱفاق وتحديات” .
هذه الندوة الهامة ينظمها المركز المغربي للسياسات العمومية وتدبير الأزمات بالمغرب،وذلك في إطار مشروع”تعزيز الديمقراطية التشاركية بمدينة العرائش”الممول من الاتحاد الأوروبي من خلال مشروع تضافر – دعم المشاركة المواطنة، الذي تنفذه وكالة التنمية البلجيكية،بشراكة مع كلية المتعددة التخصصات إلى جانب الشريك الأساسي جماعة العرائش ، حيث جاء في سياقها العام في إطار التحولات الاقتصادية، السياسية والاجتماعية التي يعرفها المغرب، وضمن مساعي تكريس الديمقراطية التشاركية كآلية لتعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار العمومي، لا سيما بعد الإصلاحات التي جاء بها دستور 2011 أما السياق الخاص فهي تندرج ضمن مشروع تعزيز الديمقراطية التشاركية بمدينة العرائش .
وتضمن برنامج الندوة الجلسة الافتتاحية التي حضي بشرف تسييرها الأستاذ محمد المعطاوي ، عضو المركز المغربي للسياسات العمومية وتدبير الازمات ، ترأس افتتاح أشغالها السيد عميد الكلية متعددة التخصصات بالعرائش محسن بناني امشيطة،والسيدة فاطمة شهبر ممثلة المجلس الجماعي لجماعة العرائش ، والأستاذة ممثلة الوكالة البلجيكية للتنمية (ENABEL)، ورئيس المركز المغربي للسياسات العمومية وتدبير الأزماتبالمغرب ، الدكتور عبد الرحيم المودن .
في هذا السياق ، شهدت أشغالها توقيع اتفاقية الشراكة بين الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش والمركز المغربي للسياسات العمومية وتدبير الأزمات بالمغرب ، وحضورمميز لطلبة وطالبات الكلية وبعض المهتمين من هيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية ومنابر الإعلام والصحافة ،وعرض مقتضب يخص الدراسة الميدانية حول المجتمع المدني بالعرائش ، من تقديم الخبير الدكتور عبد الواحد الخمال رئيس شعبة القانون بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش.
وانطلاقا من النقاش العميق والتفاعل الإيجابي الذي انحاز لمنطق النقد البناء واقتراح الحلول الممكنة، في صورة بدائل تجود الأداء وتقرِبنا من النتائج المَرجوة، فقد شكلت الجلسة الثانية لأشغال الندوة ،تدخلات لدكاتر وأكاديميين تعرضوا لموضوع أساسي يشمل “الديمقرا طية التشاركية ..ٱفاق وتحديات” بالدرس والتحليل وبشكل مبسط، حاول تقريب المفاهيم والأفكار من الحضور.
قام بتسيير الجلسة الثانية من الندوة العلمية، الأستاذ رضوان الرياش عضو المركز المغربي للسياسات العمومية وتدبير الازمات بالمغرب ، حيث تطرق فيها الدكتور مصعب التجاني ،أستاذ باحث في القانون العام بكلية المتعددة التخصصات بالعرائش إلى محور أسس مفاهيم ومنهجية “الإطار القانوني والدستوري لأليات الديموقراطية التشاركية”،بينما تطرقت الأستاذة سمية البو موظفة بجماعة العرائش إلى موضوع ” نقطة ارتكاز مشروع تضافر ونقطة ارتكاز برنا دعم الجماعات الترابية المنفتحة”، “الديموقراطية التشاركية والمشركة المواطنة بجماعة العرائش تجربة غنية ومسار تصاعدي”، فيما تطرق الدكتور رشيد البوني ، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية مكناس جامعة مولاي اسماعيل حول موضوع “أليات الديموقراطية التشاركية وتجويد القرار العمومي الترابي”.
خلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز وتطوير آليات الديمقراطية التشاركية في المغرب بصفة عامة، وفي مدينة العرائش بصفة خاصة. ومن أبرز هذه التوصيات:
1/تعزيز دور المجتمع المدني في مراقبة السياسات العامة والمساهمة في صياغتها، عبر تقوية العلاقات بين الفاعلين المحليين والجمعيات النشيطة.
2/إصلاح الإطار القانوني والتنظيمي للديمقراطية التشاركية بهدف توسيع نطاق مشاركة المواطنين وضمان فعالية أكبر في اتخاذ القرارات المحلية.
3/تشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة من خلال حملات توعوية وتدريبية حول آليات الديمقراطية التشاركية، مما يساهم في إشراكهم بفعالية أكبر في صنع القرار.
4/نشر التجارب الناجحة على مستوى المدن المغربية وتعميمها على باقي الجماعات، مع تقديم نماذج ملموسة من مدينة العرائش لتعزيز الحكامة المحلية.
5/تقوية قدرات الجمعيات المحلية عبر توفير الدعم المالي والتقني لها، مما يمكنها من لعب دور أكبر في تعزيز التفاعل بين المجتمع المدني والجماعات الترابية.
وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أهمية تعزيز الحوار بين جميع الفاعلين، من مؤسسات سياسية، مجتمع مدني ومواطنين، بهدف تحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة بمدينة العرائش. كما أشاد المشاركون بالدور الرائد الذي يمكن أن تلعبه المدينة كنموذج للتنمية التشاركية في المغرب، بما يتماشى مع الرؤية الوطنية لتعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية الشاملة.