أكاديمية الشباب المغربي: مبادرة أكاديمية تضيء المشهد السياسي وتنحت وعيا جديدا
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- مراسلة: ذ. زكية العروسي 
في زمن التحولات الكبرى، حيث تفرض التحديات الجيوسياسية نفسها على الساحة الوطنية والدولية، تأتي “أكاديمية الشباب المغربي” كمبادرة أكاديمية رائدة، أطلقها الدكتور العباس الوردي، لتجمع الشباب المغربي داخل وخارج الوطن تحت سقف فكر موحد، يعيد صياغة النقاش السياسي برؤية عميقة ومسؤولة.
هذه الأكاديمية، التي ولدت من رحم الحاجة إلى تأطير الشباب المغربي وتمكينه من أدوات التحليل السياسي والاستراتيجي، لم تتأخر في فرض بصمتها، حيث اجتذبت منذ انطلاقتها أكثر من 500 شاب وشابة، انخرطوا في هذا المشروع الطموح بروح المسؤولية، والالتزام، والتفاعل الحر.
في عالم يسير بوتيرة متسارعة، يصبح من الضروري أن يمتلك الشباب المغربي الوعي الكافي لفهم التحولات الجيوسياسية التي تؤثر على البلاد. من هنا، جاءت فكرة الأكاديمية لتكون بمثابة جسر معرفي يربط بين الشباب والمفكرين السياسيين والأكاديميين، في إطار أسرة فكرية واحدة، تسعى إلى خلق نقاش علمي ومنهجي حول القضايا الوطنية، بعيدا عن الشعارات الجوفاء أو التحليلات السطحية.فكرة بحجم الوطن، إنه لقاء العقول من أجل قضايا المغرب الجيوسياسية.
فمن خلال ندوات كبرى تبث عبر الموقع الرسمي للأكاديمية، ومنصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح النقاش السياسي أكثر انفتاحا، تفاعلية، وعمقا، وهو ما يعكس رغبة الشباب المغربي في أن يكون فاعلًا حقيقيًا في مسار بناء مستقبل البلاد.
لم يكن مفاجئا أن تخرج الأكاديمية إلى العلن بأول ندوة وطنية حول موضوع مفصلي يهم السيادة الوطنية، حيث اختارت أن تفتتح نشاطها الأكاديمي بندوة تحت عنوان: “الدبلوماسية الملكية وقضية الصحراء المغربية”.
الهدف من هذه الندوة لم يكن مجرد تقديم مقاربات نظرية، بل كان فرصة لتسليط الضوء على الاستراتيجيات الدبلوماسية للمملكة في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، وشرح كيف استطاعت القيادة الملكية أن ترسّخ موقف المغرب في مختلف المحافل الدولية، من خلال مقاربات سياسية، اقتصادية، وتنموية ناجحة.
ومن خلال هذا اللقاء، برهنت الأكاديمية أنها ليست مجرد مشروع عابر، بل منصة جادة تضع القضايا الوطنية الكبرى في صلب اهتمامها، وتسعى إلى بناء جيل جديد من الشباب الواعي، القادر على الدفاع عن مصالح بلاده بلغة المعرفة والحجة والمنطق.
لطالما قيل إن “الشباب عماد الأمة”، لكن هذا الشعار لم يكن ليأخذ معناه الحقيقي لولا مبادرات من قبيل أكاديمية الشباب المغربي. فقد أثبتت هذه المبادرة أن الشباب المغربي لا يحتاج إلى وصاية فكرية، بل إلى فضاء حر للنقاش، والتكوين، والمشاركة الديمقراطية.
وعلى عكس التجارب التقليدية، اختارت الأكاديمية أن يكون عملها مؤسساتيا ومنظما، من خلال تقسيم المهام، وإشراك الجميع في صناعة القرار، وفق نهج ديمقراطي يُشجع على القيادة الجماعية والعمل التطوعي.
في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة، يبقى المغرب في أمسّ الحاجة إلى شبابه، وإلى طاقات جديدة تفكر بمنطق استراتيجي، وتدافع عن المصالح الوطنية بوعي ونضج. وأكاديمية الشباب المغربي، بمبادرتها الطموحة، تفتح الباب أمام جيل جديد من المغاربة الذين لا يكتفون بمشاهدة الأحداث، بل يساهمون في صناعتها.
هي خطوة في الاتجاه الصحيح، ومؤشر على أن المغرب يمضي قدما نحو بناء نخبة شابة مؤهلة، تمتلك الوعي السياسي الكافي لفهم التحولات الإقليمية، والمشاركة بفعالية في صياغة مستقبل الوطن.