المقاولات الإعلامية بين المهنية والتهميش المقصود
(اليوم العالمي لحرية الصحافة)
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد ذ. هِشام حـَلال 
مقدمة:
تلعب المقاولات الإعلامية دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام وصناعة الوعي الجماعي، لكن هذا الدور غالبًا ما يتأرجح بين الالتزام بالمعايير المهنية والتعرض للتهميش، إما بسبب الضغوط السياسية أو الاقتصادية أو حتى المنافسة غير المتكافئة. هذا الموضوع يثير إشكاليات متعددة تتعلق باستقلالية الإعلام، حرية التعبير، وأيضًا بتأهيل الصحفيين وظروف عملهم داخل هذه المقاولات.
أولاً: مهنية المقاولات الإعلامية
المهنية في العمل الإعلامي تعني الالتزام بالمبادئ الأساسية كالموضوعية، الدقة، التوازن، والتحقق من المعلومات. المقاولات الإعلامية التي تلتزم بهذه القيم تسهم في تنوير المجتمع ومراقبة السلطة، لكنها تحتاج إلى موارد بشرية مؤهلة، بنيات تحتية حديثة، وتمويل مستقل.
ثانياً: مظاهر التهميش المقصود
رغم الجهود، تتعرض العديد من المقاولات الإعلامية، خاصة الصغرى والمستقلة، لتهميش مقصود يتمثل في:
الإقصاء من الدعم العمومي.
الحرمان من الإعلانات الحكومية أو الكبرى.
التضييق القانوني أو الرقابي.
تهميش الكفاءات داخل المؤسسات الإعلامية نفسها لأسباب سياسية أو أيديولوجية.
هذا التهميش لا يؤثر فقط على استمرارية المقاولات، بل يضعف أيضًا حرية الإعلام وتعدديته.
ثالثاً: التوازن الممكن
لتحقيق التوازن بين المهنية وتفادي التهميش، يجب:
إصلاح منظومة الدعم العمومي لتكون عادلة وشفافة.
تعزيز قوانين حماية حرية الصحافة.
تطوير نموذج اقتصادي مستدام للمقاولات الإعلامية.
الاستثمار في التكوين المستمر للصحفيين.
خاتمة:
إن مستقبل المقاولات الإعلامية رهين بمدى قدرتها على التمسك بالمهنية رغم كل التحديات، وأيضًا بمدى استعداد الدولة والمجتمع لدعم إعلام حر ونزيه دون تمييز. فالإعلام القوي هو أحد أركان الديمقراطية ولا يمكن تنميته في بيئة يسودها التهميش والإقصاء.