الصانع التقليدي سعيد تواشا من مدينة مراكش يبدع في صناعة الحلي ويدعو للاستثمار في هذا الفن بأثمنة مناسبة
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- إعداد: ذ.هِشام حـَلال
في قلب المدينة العتيقة لمراكش، حيث تختلط رائحة التاريخ بأصوات الطرق على المعدن، يواصل الصانع التقليدي سعيد تواشا رسم مسيرته الفنية بأنامل ذهبية، تترجم شغفه العميق بصناعة الحلي التقليدية. سعيد، الذي طور هذه المهنة، لم يجعل منها مجرد مصدر للرزق، بل رسالة فنية وثقافية يسعى من خلالها للحفاظ على هوية أصيلة وكنز مغربي عريق.
يعمل سعيد في ورشته الصغيرة، حيث يبدع في تشكيل الفضة والمعادن الأخرى إلى قلائد، وأساور، وخواتم، مرصعة بالأحجار الكريمة والرموز الأمازيغية. ورغم بساطة أدواته، فإن دقة تصاميمه وجودة منتوجاته جعلته معروفاً بين سكان المدينة وباقي ربوع المملكة والسياح الباحثين عن قطع تحمل عبق المغرب.
لا يقتصر دور سعيد على الصناعة فقط، بل يحرص أيضاً على نقل خبرته للأجيال الجديدة، من خلال تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الشباب المهتمين بهذا الميدان. وهو يرى أن الاستثمار في الحرف التقليدية، وعلى رأسها صناعة الحلي، يشكل فرصة واعدة أمام من يرغبون في تحقيق دخل قار، دون الحاجة لرأسمال كبير.
وفي حديثه للجريدة، يقول سعيد: *”صناعة الحلي لا تتطلب إمكانيات ضخمة، فقط الصبر، الذوق، والرغبة في التعلم. أثمنة المواد الأولية معقولة، والأسواق مفتوحة محلياً ودولياً. إننا بحاجة إلى من يواصل المسار ويحافظ على هذا الموروث.”*
ويأمل سعيد طواشا أن تحظى الحرف التقليدية بالمزيد من الدعم والتشجيع من المؤسسات المعنية، لما لها من دور في تنشيط الاقتصاد المحلي والحفاظ على الهوية الثقافية للمملكة.
هكذا، يظل سعيد مثالاً للصانع المغربي الأصيل، الذي لا يبدع فقط بيديه، بل بقلبه وروحه، حاملاً مشعل التراث، وداعياً إلى استثماره بعقلانية وشغف.