الشاملة بريس صحيفة ورقية والكترونية مستقلة شاملة
مهرجان الأرز للثرات الجبلي يحط الرحال بإقليم الحسيمة دائرة اكتامة من أجل فعاليات الدورة الثانية
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- تحرير: الاعلامي محمد لمليجي
في قلب جبال الريف، وبين منحدرات جبل تدغين الشامخة، تستعد منطقة إكاون، مركز جماعة عبدتة الغاية السواحل بإقليم الحسيمة، لاحتضان فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الأرز للتراث الجبلي، وذلك يوم الأحد 1 يونيو 2025، تحت شعار: “السياحة الجبلية رافعة للتنمية الترابية”. ويُنظم هذا الحدث الثقافي والفني من طرف جمعية أجيال الريف للثقافة والأعمال الاجتماعية بالحسيمة، بشراكة مع جمعية الأمل للتنمية والثقافة والعمل الاجتماعي بإكاون، وبتنسيق مع جماعة عبد الغاية السواحل، وبدعم من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة.
ويشكل المهرجان مناسبة سنوية للاحتفاء بالهوية الثقافية العريقة لقبائل كتامة، وتسليط الضوء على موروثها الغني والمتنوع، سواء في شقه المادي أو اللامادي. كما يسعى إلى إبراز الإمكانات السياحية والطبيعية للمنطقة، وفتح نقاشات جادة حول آفاق التنمية المستدامة في الوسط الجبلي، خاصة وأن كتامة تحتضن أعلى قمة بجبال الريف، وهي جبل تدغين، الذي يشكل معلمًا طبيعيا فريدا وجاذبًا لهواة السياحة الجبلية ومحبي الطبيعة.
وسيكون زوار المهرجان على موعد مع برنامج حافل بالأنشطة المتنوعة، يجمع بين ما هو علمي، فني، ثقافي وتراثي. إذ تنطلق الفعاليات بندوة علمية بعنوان: “قبيلة كتامة.. التاريخ والمجال والتراث: قراءات متقاطعة”، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والقانون والتراث المحلي، ساعين إلى تعميق الفهم بتاريخ المنطقة وتنوعها المجالي والإنساني.
في الجانب الفني، تحتضن ساحة المهرجان سهرة فنية كبرى تمزج بين الإيقاعات الأمازيغية الأصيلة وفن الهيت المحلي، إلى جانب الأغاني الجبلية التي تعبّر عن روح المكان وهوية الإنسان الكتامي. ويحيي هذه السهرة الفنية كل من الفنان إبراهيم أسمر، نبيل التاركيستي، عمر التاوناتي، سعيد لكتامي، والفنانة المغربية نعيمة الهيلالي التي ستؤدي اغنية اكتامة العالية التي هي من تأليف الكاتب والشاعر الوطني محمد لمليجي من فرنسا، بالإضافة إلى فرقة تدغين للغيطة الجبلية، التي ستقدم عروضًا فلكلورية تستحضر تراث المنطقة في شكله الأصيل. كما ستشهد الأمسية تكريم عدد من الشخصيات الفنية والثقافية والرياضية التي ساهمت في إشعاع المنطقة جهويا ووطنيا.
ويأتي تنظيم هذه الدورة الثانية بعد النجاح اللافت الذي عرفته النسخة الأولى، والتي لاقت تفاعلًا واسعًا لدى الساكنة والزوار، ما جعلها محطة ثقافية وفنية متميزة بامتياز. ويأمل المنظمون أن يواصل المهرجان ترسيخ مكانته كحدث سنوي يساهم في تعزيز التنمية الترابية من خلال الثقافة والسياحة، وإبراز المؤهلات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها قبائل كتامة، باعتبارها رافعة حقيقية للتنمية المستدامة في الوسط الجبلي.
