أزمة نقل المصطافين بشاطئ رأس الرمل: خلاف بين باشا مدينة العرائش ونقابات سيارات الأجرة الصغيرة
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- مراسلة: أنوار العسري
العرائش – في إطار الاستعدادات للموسم الصيفي وحرصًا على تنظيم عملية نقل المصطافين نحو شاطئ رأس الرمل، عقد باشا مدينة العرائش صباح اليوم اجتماعًا مع عدد من المكاتب النقابية الممثلة لقطاع سيارات الأجرة، قصد مناقشة إمكانية السماح لسيارات الأجرة الكبيرة (الصنف الأول) بولوج الشاطئ وتخفيف العبء عن المواطنين، في ظل غياب وسائل نقل كافية ومناسبة.
الاجتماع الذي جاء بدعوة من السلطات المحلية، شهد انسحاب ومقاطعة بعض النقابات لأسباب اعتبرتها “مبدئية”، في حين واصلت باقي الأطراف النقاش بهدف إيجاد حل عملي ومرحلي لأزمة النقل التي تتفاقم كل صيف، خاصة مع توافد الزوار على الشاطئ الذي يعد من أبرز الوجهات السياحية بالإقليم.
واقترح باشا المدينة، ضمن مخرجات الاجتماع، السماح لسيارات الأجرة الكبيرة بنقل المصطافين مباشرة إلى شاطئ رأس الرمل، باعتباره حلاً مؤقتًا من شأنه التخفيف من الاكتظاظ الذي يعرفه قطاع النقل خلال فصل الصيف، خصوصًا في ظل غياب حافلات نقل عمومي مؤهلة أو وسائل بديلة كالقوارب السياحية الجماعية (الباصاخير).
غير أن هذا المقترح وُوجه برفض واضح من بعض ممثلي نقابات سيارات الأجرة الصغيرة (الصنف الثاني)، الذين طالبوا بضرورة احترام القرار العاملي رقم 33.10، المنظم لمجال اشتغال سيارات الأجرة وتوزيعها الجغرافي، معتبرين أن فتح المجال أمام الصنف الأول يعد خرقًا للقانون ومساسًا بمصالح المهنيين من أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة الذين ينشطون داخل المجال الحضري فقط.
وفي تطور لافت، أفادت مصادر نقابية أن المكاتب التي انسحبت من الاجتماع بصدد إصدار بيان رسمي تعلن فيه استعدادها للتصعيد، احتجاجًا على ما وصفته بـ”الإقصاء من المشاورات الجادة” و”محاولة فرض حلول دون توافق نقابي”، وهو ما من شأنه أن يزيد من تعقيد المشهد خلال موسم يعرف ضغطًا كبيرًا على مستوى النقل والتنقلات الجماعية.
وأمام هذا الخلاف، يبقى المواطن البسيط هو المتضرر الأول، حيث تستمر معاناته مع وسائل نقل محدودة، تفتقر في كثير من الأحيان إلى الجودة والسلامة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول واقعية ومستدامة توازن بين احترام القوانين ومصلحة المواطن.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن السلطات والمهنيون من التوصل إلى صيغة توافقية تضمن نقلًا آمنًا وميسّرًا للمصطافين، أم أن الأزمة ستستمر لتلقي بظلالها على موسم صيفي آخر؟