الشاملة بريس صحيفة ورقية والكترونية مستقلة شاملة
عندما تكون الحروب مجرد مسرحيات لأجندات خفية
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- بقلم: الدكتور محمد العبادي 
في سياق العلاقات الدولية، قد تبدو بعض النزاعات كالحروب التمثيلية التافهة التي تخفي خلفها سيناريوهات وأجندات أكثر دهاءً وخبثاً. هذه الحروب التي تبدو على السطح كنزاعات لأسباب سياسية أو إيديولوجية بسيطة، يمكن أن تكون في الواقع صدى لتوترات أعمق ومصالح معقدة لا يسهل الاطلاع عليها.
العرض الذي يراه العامة يتضمن عادةً الخطابات النارية والتحركات العسكرية الملفتة للنظر، لكن هذه المظاهر قد تكون مجرد مسرحية تهدف إلى التشتيت عن القضايا الأساسية. ولكي ينجح العرض، يجب أن يكون مقنعاً للجمهور الدولي، وفي غمار الحماسة الوطنية، يمكن للتفاصيل الهامة أن تُغفل أو تُتجاهل.
وراء الستار، قد تكون الأهداف مختلفة تماماً عن تلك المعلنة. من الممكن أن يكون البلدان المتصارعان فقط أدوات في يد قوى أكبر تسعى إلى السيطرة على الموارد الطبيعية ، النفط، المعادن والمياه او تغطية على فشل سياسي او تمرير مخطط ما ، وهذا كله يقع في قلب العديد من النزاعات التي تبدو ظاهرياً أيديولوجية.
او قد يكون الهدف تأمين النفوذ الجيوسياسي و السيطرة على مواقع استراتيجية أو تغيير للحكومات لتحقيق المزايا السياسية من هكذا مسرحيات ، كدعم التصنيع العسكري والمكاسب الاقتصادية .
وإن بعض النزاعات تفيد الصناعات العسكرية والبنوك التي تستثمر في الحروب.
إلهاء الرأي العام بفتح جبهات خارجية لصرف النظر عن مشاكل داخلية أو فضائح سياسية.
في كثير من الأحيان، تكون الحروب التمثيلية المزعومة انعكاساً لأوضاع معقدة تتطلب التفكير النقدي لفهمها. يستلزم فك شفرات هذه الاستراتيجيات فحصاً شاملاً للسياق الأوسع من التاريخ الاستعماري إلى السياسات الحديثة وديناميكيات القوى العالمية.
من وحي الخيال السياسي، تستمر هذه “الحروب التمثيلية” في رسم معالم صراعات قد تبدو سطحية، لكنها قد تنطوي على عواقب جسيمة. التحدي الأبرز يكمن في رؤية الحقائق دون الاكتفاء بالصورة التي يُراد إظهارها.
في عصر يعتريه الكثير من المعلومات المضللة والأجندات الخبيثة، يظل البحث المستمر عن الحقيقة، والتعليم والمعرفة هو السبيل الأمثل للنجاة من هذه المسرحيات السياسية.
